واحة راقية في بيروت...
واحة بيضاء راقية. إنه شعور تلقائي ينتاب زائر هذه الشقة السكنية التي توحي بالراحة والسكينة، كأنّها في ناحية نائية، مع العلم أنّها في قلب العاصمة اللبنانية بيروت.
مساحة الشقة متوسطة، لم يكبّلها الأثاث الذي ليس كلاسيكيا بحتا ولا عصريا بحتا، بل مزيج من الإثنين.
وقد طغى الأبيض والبيج على المفروشات التي توحّدت ألوانها نظراً الى المساحة الواحدة المفتوحة، بحيث يمكن أن نجول في تفاصيلها بمجرد الوقوف على باب قاعة الإستقبال.
وهذه القاعة أرضها من الرخام الفاخر المحدّد بلون آخر من البيج الداكن، إحتلت وسط جداره مرآة مستديرة إطارها من الخشب، وفي الأرض ارتفعت أمامها شتول خضر وبيض من الأوركيدي.
وقد لعبت هذه النبتة دوراً أساسيا كأسسوار في تزيين الجلسات.
نبتة الأوركيدي زيّنت زاويتي الصالون في الصدر الذي تحوّل الى غرفة جلوس بفضل مقعدين مستطيلين وثيرين، بدا جانب منهما طاولة عليها علبتان من الخشب وضعت في داخلها شتول الاوركيدي الطبيعية.
المقاعد البيض وضعت عليها أرائك باللونين البيج والبني، يقابلها مقعد منفرد من القماش نفسه للأرائك.
وفي الوسط طاولتان بشكلهما البيضوي، إذا اتصلتا أصبحتا طاولة واحدة شبه دائرية.
وفوق الطاولتين تدلّت ثريّا من الكريستال، أضفت نفحة كلاسيكية فاخرة.
وفي هذا الركن واجهات كبيرة من زجاج انسدلت فوقها الستائر الشفافة باللونين البيج والبني، ترتفع بطريقة تصاعدية.
وقبالة هذه الجلسة صالون آخر مؤلّف من مقعد مستطيل من الدان البيج ذي الحجم الكبير، وضعت عليه أرائك بيج وأخرى كما في الصالون الثاني، وإلى جانبيه مقعدان من المخمل البني إطارهما من الخشب نفسه للطاولة اللافتة التصميم بركائزها الأربع المستديرة، وقد تزيّنت بصحن بنّي وضعت فيه شتول الاوركيدي التي لم تغب عن أي ركن، إلى جانب الشموع وقطع الكريستال.
وإلى جانبي المقعد الكبير طاولتان من الزجاج عصريتا التصميم.
واللافت أن الجدران بقيت بيضاء ولم تتزين بلوحات ولا أي أكسسوارت، وذلك لإظهار البياض الناصع وللحفاظ على السكون الذي يعمّ أرجاء هذه الشقّة السكنية.
وبالإنتقال إلى الصالون الثالث في جوار غرفة الجلوس، ينتقل معنا اللون الأبيض في مقعد كبير أبيض ومقعد صغير من دون ركيزة خلفية للظهر.
وفي الوسط طاولة من الخشب مبتكرة التصميم، وضعت على سجادة عصرية باللونين البيج والبني كما في بقية الجلسات.
ومن هذا الصالون ندلف إلى غرفة الطعام.
هنا، النفحة الكلاسيكية ظاهرة. فالطاولة تحوطها كراس وثيرة من القماش الأبيض، مع كرسيين بلون مختلف من الرمادي على الرأسين، وقد تدلت ثريا من السقف لتزيد المكان أناقة واتّساعاً.
وعلى الحائط، استراح دروسوار مميز استلقت عليه ثماني مزهريات أنيقة موحّدة الحجم واللون، في كلّ منها شتلة أوركيدي.
وخلف الدروسوار، إرتدى الجدار حلّة من القماش المزخرف بألوان متجانسة.
وبألوان الكرسيين المختلفين نفسها، أنسدلت الستائر ملامسة الأرض.
الجصّ خطوطه واضحة وبسيطة التصميم انبعثت منه الإنارة غير الموجّهة، لتزيد المكان إشراقاً وصفاءً، خدمة للجوّ العام الذي أراده مالكو هذه الشقة السكنية ومهندسها.
الحياة تنبض بقوة في غرفة الجلوس بين غرف النوم. عصرية التصاميم سطعت منها الألوان الزاهية بلون الفوشيا والفستقي والرمادي للأثاث.
أما اللون الأبيض فخصّص للخشب اللمّاع لطاولات الوسط كما الجانبية، بالإضافة الى المكتبة المقسّمة إلى مربّعات بداخلها أكسسوار زاهي اللون، وجهاز التلفزيون.
طاولة الوسط زيّنتها مجموعة شموع مضاءة تناسقت وألوان المفروشات، واستلقت على سجادة بلون الفوشيا.
صخب الألوان الذي رافقنا في أكثر من زاوية، يهدأ بالإنتقال إلى غرفة النوم الرئيسية.
هنا الألون خافتة، من الرمادي والبيج، مع نفحة برونزية، مما يضفي فخامة على هذا الركن، وقد لعب ورق الجدران دوراً بارزاً في ديكور هذه الغرفة.
فهو منقوش بالورود كما السجادات الصغيرة التي تناثرت في أرض الغرفة. أما الخشب فمن البني الداكن للخزائن والأبواب.
الإنارة المنبعثة من المصباحين إلى جانبي السرير ومن السقف، زادت المكان ألقاً.
فالمصباحان مرقطان باللونين البني الداكن والبيج، تدلت منهما قطع الكريستال، والثريا من البرونز.
الغرفة الثانية من الهافان والأزرق، أضفى ورق الجدران المقلّم خلف السرير جمالاً على هندستها.
أماّ الغرفة الثالثة فطغى عليها الازرق والأصفر. ولعب هذا اللون أيضاً دوراً بارزاً في هندسة الغرفة الرابعة المخصّصة للضيوف.
نغادر هذه المساحة الجمالية وفي الذهن انطباع طاغ تولّد لدى دخولها: السكينة. فهل هناك أجمل؟
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024