الفخامة الممهورة...
عناصرها حاضرة بأدق تفاصيلها، أسلوبها يرقى إلى الكمال، فخامتها بصمة تنطلق إلى العصور. إنها الهندسة الكلاسيكية.
في هذا المسكن الممتد على مساحة تقارب 400 متر، أراد المالكان والمهندس معاً أن تواكب هذه الشقة كلّ العصور، ولا يُملّ منها على مرّ السنين، لذا اتّسم الأثاث بالألوان الهادئة الترابية والموحّدة.
قاعات الإستقبال إمتداد من العراقة، كلّ قطعة فيها تحكي حضارة وفناً خاصاً وأسلوباً هندسياً راقياً.
وإنّ تعدّدت قاعات الجلوس، فكلّها تتبع النمط الهندسي ذاته، مع تعديل بسيط بين صالون وآخر، لجهة النفحة العصرية.
الثابت الوحيد هو القماش الفاخر الذي خدم هذا الجوّ، من الأثاث إلى الستائر وصولاً إلى الحرير في السجاد الذي تعددت نوعياته وألوانه وأشكاله على امتداد الصالونات إلى جانب الكريستال.
والمساهم الأكبر الذي خدم جوّ الألق والنفحة الأرستقراطية هي الأكسسوارت، وخصوصاً اللوحات الزيتية التي تحكي كلّ منها قصة من حقبة تاريخية وضعت في إطارات مزخرفة ومذهّبة.
الألوان الدافئة المرافقة لكلّ الجلسات هي عنوان أيضاً لهذا المنزل.
فمشتقات البني الممزوج بالبيج انطبعت على القماش الفاخر. أحد الصالونات من القماش البيج من الحرير المطعّم بالمخمل، زيّنته أرائك من مشتقات الألوان الدافئة أيضاً.
ولا بدّ في هذا الركن من التوقف عند الطاولة الصغيرة البيضاوية الشكل، وقاعدتها موسيقية عبارة عن غيتار.
ومثل هذه القطع الفنية التي تجمع فوائد الاستعمال إلى الجمال كثيرة، وخصوصاً لجهة طاولات الوسط وتلك الجانبية.
في هذا الصالون طاولة الوسط تداخل فيها الزجاج مع الخشب المذهّب بخيوط مبتكرة.
أما الطاولة الجانبية أمام النافذة، فمن الرخام والخشب المذهّب المزخرف، تعود إلى القرن السادس عشر، زينّتها بدورها قطع فنية قديمة الطراز من ساعات وأوانٍ فاخرة.
وفي هذا الصالون فجوات مستطيلة من الجصّ، في داخلها مزهريتان من الليموج، بما يشكّل امتداداً للجصّ في السقف البسيط التصميم والمزخرف بنقوش ناعمة، فاسحاً في المجال أمام مجموعة الثريات الكريستال التي تدلتّ من فوق كلّ جلسة عاكسة فخامة على فخامة.
الجصّ نقش برسوم وخيوط ظاهرة في غرفة الاستقبال، لكون الأثاث هنا قليلاً، وهو ما أفسح في المجال أمام زخرفة أكبر في السقف.
هذا الصالون توسّط صالونين، أحدهما كلاسيكي بامتياز عبارة عن مقعد مستطيل انكليزي الصنع، إطاره من الخشب المتفاوت الأحجام، وحوله مقاعد وثيرة منفردة من القماش البيج أيضاً.
وفي الوسط طاولة بيضاوية من الخشب المنقوش والمطعّم برسوم كما بقية الطاولات التي توزّعت بين المقاعد.
وإلى جانبي الصالون طاولتان، واحدة إلى اليسار وأخرى إلى اليمين، الأولى سوداء مطعّمة برسوم من مجموعة فاخرة قديمة الطراز، والثانية من الخشب البني الفاخر.
هذا الصالون الكلاسيكي بامتياز، مجاور لغرفة الطعام من الخشب الفاخر المطعّم والمنقوش.
أما الطاولة فكبيرة الحجم، ارتفعت حولها مقاعد الخشب ذات القماش الحرير.
الصالون الثالث مقاعده أيضاً من الحرير، وطرازه مزيج من العصرية والكلاسيكية، يوحي الفخامة والراحة معاً.
وعلى أحد جدارنه علّق جهاز التلفزيون العصري بشكل لوحة متقلّبة.
الفخامة لم تقتصر على قاعات الاستقبال، بل دخلت الجناح الخاص بالمالكين.
غرفة نوم أصحاب المنزل ملكية بامتياز، تنقلك إلى أجواء قصص ألف ليلة وليلة.
فالجصّ والحرير والخشب الفاخر والرخام، كلّها مقومات هندسة قاعات الاستقبال، حاضرة هنا بكلّ جماليتها وألقها.
هذه الغرفة الملكية اتّسمت بكبر مساحتها، وضمّت غرفة خاصة بالملابس وغرفة جلوس وحماما كبيرا.
واللافت في هذا الركن، الجصّ المستدير فوق السرير، وقد تدلّت منه ثريا كريستال واتصل به عمودان من الخشب أضفيا كلّ هذه الفخامة.
وغطّى بعضاً من الرخام السجاد العجمي الزاهي اللون.
في هذا الجوّ العابق بالكلاسيكية، أتت غرفة الجلوس بين الصالونات لتكسر هذا الجوّ العام.
فهنا بين غرف النوم، لا بدّ من ركن يوحي الراحة والإسترخاء، مقاعده وثيرة من الجلد الأبيض متصلة الأجزاء، ثريته عصرية تدلّت بلونها الشفاف من وسط السقف الذي حدّده الجصّ.
وبالوصول الى المطبخ فهو أنيق أيضاً، خشبه داكن كلاسيكي التصميم، إمتزج مع تجهيزات عصرية باللون الكروم.
طريق مغادرة المنزل تسترعي التأملّ والتدقيق في تفاصيلها أيضاً، كما الداخل تماماً. إنها الفخامة الممهورة بتوقيع كلاسيكي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024