تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

لوحة معمارية علامتها الفارقة...

أكثر ما يميّز منزلاً عن الآخر، هو الجرأة في التصميم والفرادة في الديكور، سواء من الخارج أو من الداخل. هذا الجانب، بدا جليّاً في هذه الفيلّا الفريدة التصميم في منطقة عريقة، تقع شمال بيروت. 

في هذه البقعة، تتنافس عادة المساكن بهندساتها الخارجية، بحيث إنها منطقة مصنّفة.
فلا بدّ وأنت تتأملّ ضخامة الأبنية المحيطة، أن تشدّك هذه الفيلّا الفخمة.
وكل من يتأمل في البناء من الخارج، يحار في وصفه.
مزيج من الغرابة والحداثة والتفنّن، حتى يخال المرء أنه أمام لوحة زيتيّة يندر أن يجدها إلا في خيال رسّامها. ولعلّ هذا ما يكسب أيّ تصميم هويّة خاصّة متمايزةً يطلبها كلّ من يسعى إلى الجمال والأناقة.

قد ساهم الخشب بشكل أساسي إلى جانب الحجر في تكوين العناصر الأساسيّة للهندسة.
جسور عملاقة من الخشب تجمع أقسام البناء بين بعضه البعض، من دون أن ننسى طبعاً الشتول الخضر والأشجار التي شكّلت لوحة من الخضرة أضافت إلى المنزل جمالاً طبيعياً أخّاذاً.
فالبناء الخارجيّ كما الداخليّ، مزيج من الهندسة العصرية والكلاسيكية.  
الطبقة الأولى التي ندخلها عبر الحديقة الأمامية المحيطة بالمنزل مخصّصة للإستقبال وتطلّ من الواجهات الزجاجية على الحديقة والجلسات الخارجية التي شكّلت جزءاً من الداخل.
ومن هنا أتى الصالون الأوّل فرحاً بلونه الصارخ الناري، مائلاً إلى الكلاسيكية أكثر منه إلى العصرية، ومطعّماً بالأرائك والمقاعد الجانبية البيج والزيتيّة.
وتوزعّت في الوسط وعلى الجانبين طاولات من الخشب مميّزة التصميم والتنفيذ. كما أدخلت إلى الديكور صناديق فاخرة، ووُضع صندوق كبير وفوقه واحد أصغر حجماً من طراز Louis Vuitton .
الصالون المقابل يميل إلى العصرية أكثر، مؤلّف من ثلاثة مقاعد كبيرة هي مزيج من البني والبيج، ومقعدين منفصلين صغيرين باللون البني.
وفي الوسط طاولة كبيرة مقسّمة إلى أجزاء عدة يمكن أن تُفصل بعضها عن بعض لتتوزّع على الجلسات.
وكما الصالون الأوّل تزيّنت طاولاته الصغيرة الجانبية بالمصابيح، كذلك في هذا الصالون الثاني.

غرفة الطعام توحي الفخامة الكلاسيكية بامتياز، وقد فصل بينها وبين الصالون المقابل دروسوار كبير على إمتداد الصالون، من الخشب المقطّع بطريقة أفقية، ممّا أضفى جمالاً فنياً على الجلسات.

واتّسمت غرفة الطعام بقطعة فنية من الخشب والحجر المنحوت المطعّم بالبرونز، شكّلت قاعدة الطاولة العملاقة من الزجاج، مما سمح بإبراز جمالية القاعدة أكثر.
وقابلتها في السقف زخرفة في الجص، تدلّت منه ثريا من الكريستال مطعّمة بالأصفر.

الفيترين على الحائط الكبير من الخشب المقطع كما الدروسوار. واللافت أن الأعمدة الكثيرة التي حدّدت الجلسات طليت بالبيج الداكن انسجاماً مع الجوّ العام.

أماً التحفة الفنية فمخصّصة للآلة الفنية، وهي البيانو ذو القيمة التاريخية والمصنوع من الخشب المحفور.
عبر الدرج أو المصعد الكهربائي، يمكن الوصول إلى الطبقة العلوية التي يحدّدها إطار من الزجاج الشفّاف، وهو ما يمكّن الواقف في أي مكان في المنزل، من  النظر إلى كلّ أجزائه من دون عوائق، حتى إلى الحديقة في الطبقة الأولى والعلوية التي خصصت لها أيضاً حديقة تشرف من علٍ على خليج جونية البحري مباشرة.
وفي الطبقة العلوية، إلى جانب غرف النوم العديدة التي اتسمت بالعصرية والراحة وقد طغى عل معظمها اللون البني، تعدّدت قاعات الجلوس، منها الخارجي في القاعة الموزّعة لغرف النوم ومنها الداخلي باللونين البني والبيج، تزيّنت جدارها بمجموعة من اللوحات الفنية المربّعة.
ويبدو حمّام غرفة الماستر جناحاً قائماً بذاته لإتساع مساحته وأناقة أثاثه. ويتألف من مقصورتين منفصلتين من الزجاج للإستحمام، وركن خاص وفسيح بالجاكوزي. أما المغسلة فإنقسمت إلى اثنتين وتحتهما خزائن من الخشب، وتعلوهما مرآة ضخمة تزيد المكان اتّساعاً.

في الفيلا جناح خاص بالراحة والرياضة معاً، يوحي الدفء والعمليّة، أرضه من الباركيه. وتوزّعت في أرجائه طاولات ومقاعد ومكتب للعمل وصالون من الجلد البني الوثير ومكتبة ضمّت مختارات من الكتب.
الجولة الداخلية لا تقلّ جمالاً عن الخارجية التي فرشت في الطبقة الأولى بأثاث من ال«بامبو» البيج مطعّم بأرائك نارية تماشياً مع الصالون المقابل الذي يطلّ مباشرة عليه.

وقد سمحت الستائر في الصالونات والتي ترتفع تصاعدياً بفتح الجلسات الخارجية والداخلية بعضها على بعض، مما جعل من المنزل مصدراً للإنشراح التام.

ولا بدّ أن يكون في المنزل الفسيح مطبخ عصري مترامي المساحة، مزيج من اللونين البني الزاهي والأسود، من الزجاج الداكن للخزائن والأفران والبرادات.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079