تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

منزل معه تطيب العودة...

يسكن التراث القديم عائلة منزل آل الصايغ الذي يعود الى القرن الثامن عشر. جدرانه قديمة تشهد لتاريخه، وحجارته الظاهرة برزت أخيراً بعد أن كان الطين يكسو قسما كبيرا منها. ومن قناطره تبرز إنارة طبيعية تكفي طوال النهار حتى المغيب. اشترته عائلة ساكنيه قبل أكثر من قرن ولم تدخل الأجيال تغييرات كبيرة عليه ليبقى منزلاً ذا طابع أثري.

تزيّن أبواب ونوافذ من خشب القطران المنزل بكامله ويلفت الباب الرئيسي بحالته الممتازة إذ عمد مالكوه الى تركه على قدمه حتى دون طلائه مستخدمين فقط مادة "اللاكر" لإضفاء بعض اللمعان عليه.

من الباب ندخل إلى رواق طويل على أرضه لوحة رائعة من الحجر الاصفر. وفوق الباب قنطرة شرقية وباقة من الشتول الخضراء تستقبل كل زائر.

في الداخل يمتد أمامنا صالون كبير يتصدره "بارافان" خشبي شرقي قديم، قربه صندوق كان يستعمل لتوضيب جهاز العروس عند انتقالها من منزل ذويها الى منزلها الزوجي ووسائد توحي بالراحة والزينة معا.
وفي محاذاة هذا الركن وضع باب شرقي مزخرف ومرمم يطغى عليه اللون الأخضر مع الاحمر القاني والذهبي، لكنه لا يقوم بوظيفته كباب بل تحوّل إلى لوحة قديمة يزدان المكان بها.

ووسط المنزل يرتاح صالون كبير عالي السقف، كان يسمّى قديماً «الدار». حتى الاثاث الذي يتوزع فيه يعود بطرازه الى أكثر من مئة عام ليتناغم مع محيطه.

أما ألوانه فحمراء برجوازية مستوحاة من تاريخ المنزل. وهنا قناطر شرقية ثلاث بأحجام كبيرة تتصدر الجدار الرئيسي وتتسلل منها الأنوار بشكل باهر قبل أن تترك مكانها لثريات نحاسية تضيء عتمة الليل.

وتوزعت الاكسسوارات الشرقية التي تملك كل منها عبرة ومعنى، وأبرزها تلك الموضوعة على الطاولة وسط الصالون حيث مفاتيح آسيوية قديمة تسطر أجواء تراثية قديمة، إضافة الى أقنعة خشبية.

وتبرز أسفل الطاولة فوق قطعة قماش مفاتيح نحاسية قديمة تعود الى القرن السابع عشر. كما تحوّلت قبعات من أندونيسيا وأثيوبيا الى لوحات.


حكاية
غرفة الطعام
تروي غرفة الطعام قصة هذا المنزل، فمالكه عمد الى نزع قسم من الطين عن الحجر الأصلي ليظهر متناغماً مع النوافذ والابواب. وقد سمح عمق النوافذ بتحويلها الى رفوف تتركز فيها اكسسوارات شرقية.

اما الطاولة فهي بطراز الآرت ديكو القديم جدا وهي من خشب الارز وقد تم ترميمها بعد ان وجدت في المنزل بعد شرائه. ولهذه الطاولة ميزة امكان فصلها الى قسمين ويمكن استعمالها بحسب عدد الضيوف الذي يمكن ان يصل إلى 16 ضيفا.

وتقابل غرفة الطعام غرفة جلوس تتميز بدفئها الشرقي وفيها سجادة يناهز عمرها خمسمئة سنة.

وأخبيراً عبر سلالم خشبية قديمة نصل إلى غرف النوم ذات الأجواء الهادئة والمتناغمة مع طابع هذا المنزل الذي يبتعد عن أجواء العصر ليأخذنا إلى ماضٍ جميل.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080