كلاسيكية جديدة وعصرية ...
كلاسيكي معصرن. كلمتان تختصران المعالم الهندسية لهذه الشقة السكنية التي واكبت صيحات الموضة الهندسية بخيوط كلاسيكية قلّ نظيرها.
الشقة نموذج من أعمال شركة ADG interiors الرائدة في تصاميم الفنادق والمنازل والمكاتب. كلّ شيء على امتداد الأربعمئة متر مربّع جميل ورائع.
فالجرأة الهندسية التي اعتمدتها المهندسة لوانا محفوظ في ابتداع تصاميم فريدة، جعلت من الشقة عنواناً للفخامة والرفاهية، فالداخل إلى هذا المسكن يشعر كأنّه في عالم مغاير للواقع.
عادةً، يُعتمد اللون الذهبي وحده أو الفضي وحده في التصاميم، لكنهما هنا إمتزجا بطريقة منسجمة وفنية يتآلف معها النظر سريعاً.
إنطلقت المصممة من أنّ مالكي الشقة يميلون إلى الطراز الكلاسيكي، فراعت هذا الجانب وطعّمته بلمسات عصرية أنيقة من دون أن تفقده هويته الأساسية.
حتى الكلاسيكي، بدا خارجاً عما تعوّدته العين، فمثلاً، الجفصين في السقف مزخرف برسوم كلاسيكية، لكنه مطليّ بمادة لماعة جعلته يميل الى العصرية.
كما أن الثريات الكريستال التي اعتدنا رؤيتها متدلية فوق الطاولة ومتجانسة في الشكل، وضعت هنا بطريقة غير متناسقة، وأخذت كلّ واحدة منها تصميماً مختلفاً.
والجفصين الذي يحدّد إطارها في السقف، صحيحٌ أنه مزخرف، لكنّ الرسم الهندسي اختلف فوق كلّ ثريا.
أما إطار الدرج الذي اعتدنا رؤيته في المنازل الكلاسيكية من الحديد المشغول، فقد رسمت زخرفته هنا على الزجاج الأبيض الشفاف الذي لعب دوراً بارزاً في الهندسة الداخلية، بحيث طلي في الصالون باللون الذهبي وحُفرت عليه رسوم تميل إلى الشرقية، ليلعب دور الجدار الفاصل بين الصالون الرئيسي وبقية أجزاء المنزل.
ميزتان جعلتا البيت زاهياً: مشتقات الأبيض التي طغت على الأثاث كله، والكروم المقيم في كلّ التفاصيل، من الكنبات وغرفة الطعام، وخصوصاً غرفة الاستقبال التي ارتدت جدرانها قطعاً من الكروم لعبت دور مرآة، تماماً كما الكونسول الذي يطالع الزائر مباشرة، وتدلّت من السقف ثريا من الكريستال على شكل شلال تكرّر في زاويتي الصالون وغرفة الطعام.
كما أنّ الباب الذي ندلف منه إلى الصالون إرتدى مادة الكروم مثل الجدران بطريقة خفية، حتى بدا واحداً منها.
الإبتكار في التصميم إنسحب أيضاً على الأرضية حيث عمدت المهندسة إلى جعل البلاط أكثر فخامة وأناقة من خلال قطع من الزجاج المذهّب بشكلها المستطيل، وقد إخترقت الرخام في الصالون، والذي كان موضوعاً مسبقاً في الشقة، فأدخلت عليه هذا التعديل لتنسجم الأرض مع الجوّ الفخم الذي طبع أجزاء المنزل.
وزاد الأجواء رقياً اللون الأبيض ومشتقاته، أيّ المزيج من البيج والرمادي أو ال«غريج» الذي هو من مجموعة Ipe Cavalli الفاخرة للأثاث، وخصوصاً في الصالون الأساسي في الطبقة السفلية.
ومع هذا المزيج، بقيت المساحة مفعمة بأجواء هادئة. ويخدم هذا الهدوء المنظر البانورامي الذي تطلّ عليه الشقة لوسط العاصمة بيروت، من خلال الواجهات الزجاج الكبيرة التي لم تغطّها الستائر، لأنّ تصميمها بسيط وتفتح بطريقة تصاعدية.
ولا بدّ من أن تستوقفنا في الصالون المدفأة المبتكرة بشكلها المستطيل حيث تنبعث النار الموزّعة إلى ثلاثة أجزاء من داخل الزجاج، مشكّلة لوحة فنية.
اللون الأبيض زاد غرفة الطعام إشعاعاً من خلال الزجاج الأبيض الذي غطى جدرانها، وتخلّلته قطع مستطيلة من المعدن المذهب والكراسي البيض التي ارتفعت حول الطاولة المحدّدة بالكروم، كما الدرسوار المستطيل.
الطبقة العلوية
وبالإنتقال إلى الطبقة العلوية حيث غرفة الجلوس وغرف النوم، تنتقل معنا الأجواء نفسها للطبقة الأرضية. لكن أرض غرفة الجلوس مشغولة بطريقة مختلفة، إذ غرست مربّعات الباركيه في الرخام.
والمقاعد الوثيرة من الجلد الطبيعي المعتقّ بلون ال«غريج» أدخل عليها اللون البرتقالي في الأرائك لكسر رتابة اللون الأبيض.
وعلى أحد الجدارن خلف الخزانة المستطيلة وراء المقعد، وضع ورق الجدران الذي تداخلت معه دوائر الكريستال، ممّا زاد الأجواء فخامة.
أما العمودان من الكروم، فقد حضنا جهاز التلفزيون. وفي هذه الجلسة، بدت الإنارة ظاهرة من خلال الثريتين بتصميمهما المميّز، وقد تدلتا في الوسط.
وفي هذه المساحة الجمالية، تطالعنا طاولة الوسط من الزجاج والخشب معاً، عبارة عن مربّع مستطيل من الزجاج إلى جانبه مربّع أصغر من الخشب الداكن من النوعية نفسها الموضوعة على الجدران.
وتطلّ هذه الجلسة التي تظهر مباشرة بعد الدرج على الثريات الصغيرة الثماني بالشكل نفسه، وتضيء الدرج.
غرفة نوم المالكين ملكية في التصميم، زادتها الثريات الثلاث إلى جانبي السرير وفي الوسط فخامة، عاكسة على اللون الأبيض والكروم والخشب اللمّاع بريقاً إضافياً.
واللافت أنّ حمام هذه الغرفة جاء مزيجاً من الكروم والذهب في الأكسسوار والبلاط المستخدم، الذي أتى بعضه لماعاً أيضاً.
وفي الغرفة الثانية لعب ورق الجدران دوراً أساسياً في تصميم ظهر السرير الذي تداخلت فيه ثلاثة رسوم مختلفة وُضعت جنباً إلى جنب.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024