تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مارتن لورانس بولارد...

إذا كان مارتن لورانس بولارد قد دخل بالصدفة عالم الديكور، فإنه بالموهبة وحدها حقق كل نجاحاته فيه.
بل ذهب الى ما هو أبعد من ذلك، ليؤسس مدرسة جديدة تعتمد إسلوباً خاصاً ومتميزاً في التعامل مع الحالة الزخرفية، من خلال مقاربات مثيرة وغير مسبوقة.

فمن هو مارتن لورانس بولارد؟ هو شاب، يصح عليه قول ما يقال عن نجوم هوليوود ومشاهيرها.
وكواحد
من كبار المصممين ومهندسي الديكور في الساحة الأميركية، فإنه يكتسب يوماً بعد يوم شهرة وشعبية رفعتاه إلى مصاف النجوم.

يعشق الفن ويقدر التراث بكل ما يجسده من صور صريحة او مرمزة يستحضرها الى داخل فضاءاته الباردة ليشعل فيها الحياة على اصداء ما يثيره حضورها من مشاعر متفردة رائعة.

ومن خلال انتقاله من جو الى آخر فانه ينتج مناخات انيقة جميلة لا تشبه غيرها مزاوجاً ببراعة بين الأنماط، قديمها وحديثها، مولداً تناغمات تثري المشهد الزخرفي وتبرز هويته الأصيلة وروحية مناخاته.
حازت تصاميم مارتن لورانس على العديد من الجوائز في لوس انجليس، مما دعا مجلة Architect Digest إلى اختياره كأفضل مصمم لعام 2009، وهي شهادة يعتز بها، وكانت فاتحة للعديد من المشاريع الراقية.

و بداية حكاية مارتن لورانس مع مهنة الديكور و النجاح كانت فريدة، بدأت عندما كان يلعب دوراً في احد المسلسلات التلفزيونية الشهيرة في لوس انجليس حيث دعا منتج المسلسل وزوجته الى العشاء في شقته الخاصة، فدهشا بزخرفتها الجميلة ورونقها ودفء اجوائها، فطلبا منه تصميم ديكورات مكاتبهما الخاصة في الشركة، وهو تكليف ادى الى ابداع ديكور جميل اثار اعجاب زوار المكتب من فنانين ورجال اعمال كبار من اصدقاء المنتج.

وكان هذا العمل فاتحة لسلسلة طويلة من الطلبات لتجديد ديكورات المنازل والمؤسسات، بالإضافة الى بعض المشاريع التجارية الراقية.

ومن خلال هذه المشاريع عرف بولارد كيف يشكل رؤيته الفنية، ويوفر الاجابات عن الأسئلة التي يطرحها كل مشروع، وعرف أيضاً كيف يحقق احلام زبائنه الأكثر جنونا او واقعية.
فكان من بين زبائنه مشاهير نفذ لكل منهم اكثر من مشروع، أمثال: شيريل تايغز والسير التون جون وتمارا ميلون وكريستينا أغيليرا وشير. وقد أصبح هؤلاء على رأس لائحة أصدقاء المصمم الشاب.
ومن خلال ما وفرت تصاميمه لمنازل ومشاريع هؤلاء المشاهير من متعة ورفاهية خالصة، استطاع بولارد كسب ثقتهم وصداقتهم. ذلك أن مشاهده الزخرفية لم تكن تكتنز الجماليات الآسرة، فحسب، بل كانت بالغة الأناقة ومستوفية كل الشروط الوظيفية.
نقطة اساسية مشتركة جمعت بين كل تلك المشاريع، هي الطابع الانتقائي الذي اتبعه مارتن لورانس بولارد في مختلف خياراته من قطع اثاث واكسسوارات واقمشة ومواد مختلفة، غارفا من ذاكرة التواريخ والأماكن ومحطات السفر عناصر متنوعة، أوكل اليها وظائف جديدة لم تعرفها من قبل، فكان مبدعا في كل ما طرحه من خلالها من سيناريوهات مثيرة منحت لإسلوبه في التصميم التفرد والخصوصية.

صحيح انه يعنى كثيرا برسم اجوائه العامة في كل مشروع، لكنه يشبع مشاهده الجميلة بالتفاصيل الدقيقة والغريبة احيانا والتي تغذيها بعض القطع التي تمثل اجواء معينة يراد بها تكثيف الإيحاء الزخرفي او رفده بمظهر و ايقاعات لونية معينة، تعزز توازن المشهد وتغنيه بأحاسيس ومناخات اصيلة.
إنه مصمم يقفز فوق الوقت ويتجاوز الزمن من خلال تلك المزاوجات الرائعة بين القديم والحديث، العرقي والمديني.

فعالمه الزخرفي افق ابداع يتسع بلا حدود، لا تقيده خرائط الجغرافيا ولا تواريخ الزمن.

فمشاريعه هي من اجمل المعادلات التي تسافر بنا من خلال الأعمال الزخرفية الى كل مكان حيث نغوص في اعماق الزمن والتواريخ ونتوقف عند محطات الفنون والتراث لكثير من الشعوب، خصوصا الإفريقية منها والهندية التي يجد فيها بولارد كنوزا من التأثيرات، تجسدها المشغولات الحرفية القديمة وقطع الاكسسوارات التي يجمع بعضها من حوانيت العتيق، فيطور استخداماتها ويخلق لها ادوار جديدة.

خالقا في مزاوجتها مع الجو الزخرفي العام، نوعا من التصادم الجميل الذي يؤكد قيمتها الجمالية الفريدة... ولا يتوقف نشاط هذا المصمم عند الهندسة الداخلية للأماكن، بل يتعداها الى ابتكار الأقمشة النبيلة، وقطع الأثاث وعناصر الإضاءة، الإكسسوارات والسجاد، وهي جميعها، تأخذ حصة كبيرة في تأهيل مشاريعه.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079