تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

من تصميم المهندس بول الأنجم...

من قال إنّ الهندسة هي رسم خطوط وإبتكار أشكالٍ فقط؟ إنّها عند المهندس بول الأنجم خيال متقّد وتناغمٌ بين العين والقلب ونثر لوحات جمالية متناسقة في ما بينها. إنّها لعبة الألوان مسرحها منزل في وسط بيروت وبطلها مهندس يجيد تحريك ريشته بحيث ترسم تحفة كيفما إتّجهت.

ينفتح الباب على مساحة من الجمال والرقي مطبوعة بنفحة عصرية. ردهة الإستقبال فسيحة لم يشغلها الأثاث الكثير، لكنّ كلّ عناصرها تعطي صورة واضحة عن طراز المنزل الذي اتّسم بالعصرية.
وقد طغى عليها خشب الونغيه واللون الأحمر المدهون فوق ورق الجدران النافر الملصق على الحيطان. وتصدّر المدخل كونسول مصنوع من الخشب الملبس بورق الفضّة، تصميمه مميّز عبارة عن مربّعات من الخشب تعلوها مرآة مستديرة إطارها مصمّم كأشعّة الشمس.
اللمسة الحمراء التي شكّلت القاسم المشترك في أكثر من جلسة طبعت ردهة الإستقبال على الجدران وفي الأرض التي تزنّرت بحجر ال«روسو إليكانتي» المائل إلى الأحمر، كما في الثريا الكريستال التي تكرّرت بأحجام مختلفة في الصالونات، بالإضافة الى السجاد الحرير الذي طغى عليه أيضاً اللون الأحمر.
الألوان الدافئة والخطوط العصرية سكبها المهندس الأنجم على مساحة 450 متراً مربعاً برقيّ وفخامة، مما أضفى على المنزل هوية خاصة وجعله واحة راحة وإسترخاء، حتى في الصالونات التي صمّمت بطريقة عملية ومريحة لإيحاء الحميمية والخصوصية. الجلسات الثلاث توزّعت بأناقة لافتة إنبعثت منها الألوان الدافئة.
الصالون الأوّل من الجلد البيج إطاره من الخشب. وخلف المقعد المستطيل واجهة من الخشب الونغيه على الجدار أضفت رونقاً خاصاً وشكّلت قاعدة فنية خاصة لإحتواء التحف الفريدة الأشكال، منها ما هو من النحاس ومنها ما هو من الزجاج الملوّن. طاولة الوسط من الخشب نفسه بسيطة التصميم وعملية في آن واحد، إنبسط تحتها السجّاد الطبيعي من جلد البقر المرقّط بالبني بدرجاته المختلفة، وتمازج معه الأبيض.
فروة البقر الطبيعية تكرّرت في الصالون المقابل البني في الأرائك وعلى جانبي المقعد كما في السجادة التي افترشت رخام «الكريم مارفيل»، تعلوها طاولة فاخرة هي مزيج من الرخام والحجر ال«ترافيرتنو» الإيطالي الفاخر.
وحملت قاعدة من الرخام بلاطة مستطيلة من الحجر المحفور، وقد تكرّر هذا الحجر في أكثر من ركن، وبرز خصوصاً في المزهرية الكبيرة اللافتة بإرتفاعها أمام أحد الجدران الحمر، حيث مزيج من الحجر الناعم الملمس والمحجّر بلونه البيج.
وفي هذا الصالون إرتدى الجدار الحجر الكور الطبيعي وصمّم ليكون تحفة كبيرة علّقت عليها لوحة زيتية تجسّد ثنائياً راقصاً انسجمت فيها الخيوط الحمر مع مزيج من الحجر الناعم الملمس والحجر بلونه البيج. ووضعت على هذه الطاولة للزينة قرونٌ عاج وفروة ثعلب طبيعية غلب عليها كلّها اللون البيج.
وإلى جانبي الجدار خزانتان من خشب الوينغي وضعت في داخل كلّ منها أكسسوارت حمر مستطيلة تذكّر بتماسك الهندسة في كلّ المنزل. وإلى جانبي المقعد المستطيل مقعدان أبيضان مصنوعان من الجلد الأبيض ومجهّزان بقاعدة ستينلس ستيل متحرّكة. 

الصالون الثالث قمّة في العصرية بلونه وتصميمه. هو عبارة عن كنبة مستطيلة حمراء منجدة بالقماش المبطن المزدان بأزرار الكريستال، التي أضفت لمسة رقي خاصة على الجلسات المفتوحة في ما بينها.
وتلألأت الجلسات بالإنارة المباشرة التي تدلت من ثريات الكريستال كالشلال، في داخلها أحجار حمر تعود لتذكّر بالجوّ العام، كما من داخل الجفصين الذي زنّر الجدران.
أما الجسر الفاصل من خشب الفنغيه بين الصالونات وغرفة الطعام، فشكّل حدّاً فاصلاً ومتناسقاُ بين الجلسات، وأضاء بدوره المساحة من «السبوتات» التي توزّعت في الجسر الخشب.
وبالوصول الى غرفة الطعام، تطالعنا طاولة مستطيلة مصنوعة من حجر "الترافرتينو"، قاعدتها ضخمة ووجهها مغطى بالزجاج، وقد ارتفع حولها إثنا عشر كرسياً من جلد ألكنتارا.

ولمزيد من الإبهار، إزدان المشهد بمرآة ضخمة وإلى جانبيها حجر منحوت انعكس عليه الضوء من فوق. وتحت المرآة دروسوار مستطيل زيّنه شمعدان من الكريستال. وفي الزاوية فيترين استراحت فيها قطع الكريستال الفاخرة.

الأجواء العصرية انسحبت على غرفة الجلوس التي لم تشذّ عن قاعدة الأناقة، بحيث ارتكز تصميمها على التناقض اللوني بين البنّي والعاجي.

أما غرف النوم الأربع فلكلّ منها لون فريد وهندسة مميزة. فواحدة مثلاً اكتست البنفسجي على الجدران وفي السرير، كما في الثريا والستائر، وأخرى ازدانت بالبني والبرتقالي، وقد طغى عليها مزيج الجلد والخشب. ورفلت الاثنتان الأخيرتان بالبني والأحمر، وهو اللون-السمة للمنزل، علامة الدفء والحب.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079