تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

لمسة فرنسية بريشة المهندس جان تركمان

لطالما كان الطراز الفرنسي مفعماً بالرفاهية والتألق، فكيف إذا اقترن بلمسة المهندس جان تركمان الذي أضاف إليه مفهومه الهندسي الخاص؟ هذه الشقة أرادها ملّاكه مفعمة بالدفء والذوق الرفيع، وترجم المهندس رغباتهم مضيفاً إلى هذه الصفات صفة الخلود. فرغم أنّ الشقة ليست مصمّمة حديثاً فإنها اليوم، ومع مرور السنين، تبدو كذلك.
ويقول المهندس تركمان إن من أهمّ الأشياء التي يركّز عليها في عمله أن يحفظ إلى جانب العصرية الإستمرارية في جعل أثاث المنزل لا يملّه قاطنوه، بل أن يواكب كلّ الأزمنة محافظاً على صفة الفرادة.


فهنا في هذه الشقة، ورغم وجود قماش على بعض الجدران، قد يظنّ البعض أنّ موضته قد تتبدلّ مع الوقت، إلا أنّ الطريقة والأسلوب الفني المتّبعين لا يجعلان للملل طريقاً.
فجدار أحد الصالونات نصفه الأعلى قماش مطبوع برسوم ناعمة تماماً كقماش الستار إلى جانبه، وقد تداخلت معه قماشة أخرى من الحرير غير المزخرف. أما القسم الأسفل من الجدار فهو من الخشب، مزيج من اللونين البيج والرمادي.
وعلّقت عليه لوحة من القرن التاسع عشر بإطار من الخشب المذهب والمزخرف، وتحتها كونسول من الخشب الفاخر تطعّم بالنحاس المزخرف.
كما أتى متناسقاً مع المقعد المستطيل ذي الإطار الخشبي المرسوم من العمل اليديوي الفاخر الهولندي الصنع، قماشه باللون البيج تطعّم برسوم من اللون نفسه ووضعت عليه أرائك عدة يجمع بينها اللون البيج، لكن كلّ واحدة من قماش مختلف عن الآخر. إلى جانب هذا المقعد المستطيل مقعدان منفصلان ومتقابلان من مشتقات الألوان البيج المقلّمة.

هذا الصالون هو الأقرب إلى غرفة الطعام من بين ثلاثة صالونات في ردهة الاستقبال. وإلى جانبه صالون آخر طغى عليه البيج المذهّب في القماش الحريري الفاخر والمعروف ب«روبيلي».
ولكسر رتابة البيج توزّعت عليه أرائك باللون البوردو.

وفي الوسط وضعت طاولة مميّزة التصميم مزيج من الخشب والرخام اتسمت بلونها البوردو العريق. هذا الصالون المؤلّف من مقعدين كبيرين من القماش ضمّ أيضاً مقعدين منفصلين من القماش والخشب معاً من طراز art deco. 
أما الصالون الثالث المصمّم بشكل مريح وكأنّه غرفة جلوس، فارتدى الخشب على جدرانه بدل القماش والخشب معاً كما في بقية القاعات. فالجدار المستطيل اتسم بالخشب الزاهي، ولكسر رتابته علّقت عليه ثلاث لوحات منفصلة بتوقيع الرسامة إيفيت مانيغليه.

أما الجدار المقابل فصمّم ليكون مكتبة ضمّت مجموعة من الكتب الفاخرة و جهاز التلفزيون. ولكونها غرفة الراحة صمّمت مقاعدها البيج تماشياً مع بقية الاثاث لتكون وثيرة، وضمّت كنبات عدة.
هنا، الجفصين في السقف أخذ شكلاً عصرياً أكثر من الصالونين المقابلين، بحيث انبعثت الإنارة من داخل قطعة مربّعة كما من السقف مباشرة، فالإنارة هنا موجّهة وغير موجّهة في آن واحد.

أما في الصالونين الآخرين، فالإنارة إقتصرت على المصابيح التي شغلت الزوايا لتعود وتسطع من داخل الجفصين في غرفة الطعام التي أضيئت بدورها بثريا في الوسط من البرونز والكريستال، فريدة في تصميمها.
هنا الرفاهية والعراقة حاضرتان بقوة. وتلفت هندسة الكراسي الخشب المزخرفة والخزانة المستترة خلف قطعة من الخشب توحي أنّها جدار، لكن في الواقع تفتح لتضمّ الأواني المخصصة لغرفة الطعام.
وفي وسط الخشب، كونسول من الطراز القديم يعود إلى القرن التاسع عشر كما معظم القطع الفاخرة التي تزيّنت بها أرجاء الشقة. ويعلو الكونسول حجر الرخام الذي استلقى عليه مصباحان من البرونز من طراز نابوليون الثالث.

وعلى وسط الجدار فوق الكونسول لوحة زيتية فاخرة وضعت في إطار مذهّب تجسّد الريف. ودخلت الألون هنا من خلال قماش المقاعد التي هي عبارة عن مكعبات باللونين البيج والبوردو.
لمسة الذوق انتقلت الى المطبخ الذي صمّم بطريقة عملية وعصرية من اللونين الأبيض والأسود واستخدمت فيه كلّ التقنيات الحديثة التي تخدم عنصر الرفاهية.

وبما أنّ الأثاث كلّه في المنزل من تصميم المهندس تركمان، لم تشذّ غرفة النوم عن القاعدة، فأتت متناسقة من حيث استخدام القماش نفسه ومشتقاته للسقف والحائط والستائر.
واللافت هنا هو تصميم إطار السرير من الخشب المزخرف بطريقة فنيّة، وخلفه على الجدار القماش المقلّم بألوان عدة مزيج من البيج والبني الضارب إلى الأحمر.

أما الستائر فقمّة في الإبداع صمّمت بقماش مزدوج، وهي فريدة في التصميم على شكل شراع.
والمميّز في هذه الغرفة أنّ إطار السقف بدوره حدّد بقماش من الألوان نفسها المستخدمة للديكور.

وفي طريق الخروج تعود وتستوقفنا غرفة الاستقبال بتصميمها الناعم، وقد اقتصرت على كونسول فاخر معروف باسم «بونهور دي جور» علقت إلى جانبه لوحتان شرقيتان، وتحتهما مقعد من القماش البوردو ازدان بشرابات شرقية تدلّت من أسفله.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079