تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

مصمّم الأعراس الملكية اللبناني ريمون شويتي...

قلّة هم مصمّمو الأعراس الذين تميّزوا بخطوطهم وأساليب عملهم في الوطن العربي، وقلّة هم من أبدعوا تصاميم ملكية رائعة ومناسبات مخملية مشغولة بملامح الشمس والذهب.

واحد من أبرز هؤلاء الشغوفين بالتصاميم وعوالمها الفنان اللبناني ريمون شويتي، التشكيلي الذي استلهم من ثقافة الرسم والنحت والهندسة لينسج بحسّه الراقي عوالم أقرب إلى الخيال، لوحات فنية بتقنية عالية وذوق رفيع وتناغم لوني وبصري معاصر وجذّاب.


أعراس شويتي هي أكثر من مناسبة، إنها عالم يبقى طويلاً في الذاكرة، عالم متكامل يبنيه هذا المبدع بإمعان كمن يحفر في الصخر، يجهد  في إبراز مكامن إبداعه المتفوّقة، يجول العالم من أجل وردة، خامة قماش، أكسسوارات للزينة، من أجل أفكار بسيطة وأنيقة، يجمعها ويعود بها إلى محترفات العمل حيث تتجلى في فضاءات مضيئة تُبهج النظر وتنشر العطر وتبعث السعادة في النفس.

'لها' التقت شويتي في بيروت أثناء زيارة خاطفة له بين عواصم العالم وحاورته حول الأحدث والأجمل والأكثر تميزاً في عالم تصميم الأعراس اليوم.


- ماهي أحدث خطوط التصميم في مجال عالم الأعراس اليوم؟
لم يعد هناك شخصية محدّدة لتصاميم الأعراس، فذلك أصبح يعتمد إلى حدّ كبير على شخصية العروس وذوقها ورغبتها في إبراز هذه الشخصية في يومها المميّز.

لكن عموماً الرائج اليوم هو التصاميم البسيطة المختصرة والخطوط الواضحة، هذا على مستوى الديكور، أما على مستوى الألوان فالشهرة هي للألوان الخفيفة الطافية بدءاً من الأبيض الميتاليك إلى الفضي المعتّق والباستيل والمشمشي والزهري الخفيف والكاكي الترابي.

على خلاف السنوات الخمس الماضية حين راجت كثيراً الألوان القوية كالفوشيا والبنفسجي.

كما يجري استبعاد الذهبي القوي ويُستخدم مكانه الذهبي الباهت والترابي الخفيف.
أنا ركّزت في تصاميم أعراس 2011 على اللونين الزهري والمشمشي الطافي والفضي المعتّق والأبيض العاجي.

 - كمصمّم أعراس عالمي تتابع خطوط التصميم في العواصم الرئيسية، كيف تفسّر هذا الانتقال من الألوان الصارخة والديكورات المزدحمة إلى الاتجاهات الأكثر بساطة وأقل ضجة؟
هي حالة مرتبطة برغبة عامة أو ذوق عام يتوخى السكينة وبساطة المظهر والعودة إلى الطبيعة.
عندما نختار الأخضر نتعمّد أن يكون أخضر هادئاً  مائلاً إلى التراب، كذلك بالنسبة إلى الألوان البرتقالية إذ ننتقي منها المشمشي الفاتح.

عناصر الديكور أيضاً تتجه هذه السنة وبعدها نحو الخطوط الهندسية الواضحة بشكل أفقي وعمودي، وهذه عودة إلى الأربعينات حين كانت التصاميم تستند إلى الأشكال المسطّحة البسيطة المستوحاة من 'الأرت ديكو'.
أما على مستوى اختيار الألوان فهناك مصمّمون ومهندسو ديكور لا يؤثرون المجازفة اللونية ويفضّلون البقاء في المناطق الآمنة وعدم الخروج من دائرة الأبيض والفضي والكريستال، هذه ألوان مضمونة لكنني أرى في ذلك قلّة جرأة يضاف إليها تشويه وتخريب نتيجة سوء اختيار الإضاءة.

- عملية الإضاءة تشكّل عنصراً أساسياً مكمّلاً لعملك؟
الإضاءة المناسبة تحافظ على شخصية التصميم، وتوجد حواراً خاصاً ما بين عناصر الديكور مجتمعة. غالباً ما أختلف مع مهندسي الإضاءة على ما أريده أنا وما يرونه هم مناسباً، أعتقد أن العروس تجهد وتتعب لتجد اللون الذي يناسب بشرتها وذوقها، وتُجري بروفات عدّة لتحصل على طلّة متألقة وماكياج ناجح، فتأتي عملية الإضاءة لتحوّل الفستان من عاجي أنيق إلى أصفر فاقع، ومن سحنة حيوية إلى وجه أشبه بالماسك.

أنا أطلب دائماً التركيز على 'الداي لايت إفكت' أو ضوء الصباح لأنه طبيعي لا يتدخل في الألوان ويعكس مناخاً من الراحة والهدوء يتأثّر به كل الحاضرين وتكون المناسبة كلّها كما تتمناها العروس وأهل الفرح.

- ما هي 'الأجواء' الأساسية التي تطغى على عالم تصميم الأعراس اليوم؟
'التيم' ينقسم إلى اثنين داخلي وخارجي، الأول يتعلق بكل ما هو هندسة داخلية، فإذا كان يطغى على المنزل قطع الكريستال والنمط الكلاسيكي والحفر والنفر وغيره من أنواع الديكور، يتركز عملنا على توحيد الجدران أولاً بلون مشترك وتغطية كل ما هو ذهبي ولامع، ثم  تركيب عناصر ديكور مودرن، أي خلق صالة مختلفة وجديدة داخل الصالة الكلاسيكية. 
أما بالنسبة إلى الخارج فالسائد اليوم تصاميم 'الشرق الأقصى'، الزن الياباني أصبح أساسياً في عالم تصاميم الأعراس، موضة الديكور تتّجه نحو الأشكال البسيطة المؤلفة من ألوان الخشب والتراب الطبيعية.

تجنّبنا هذه السنة كلياً كل ما له علاقة بالبحر على مستوى الديكور من ألوان وإكسسوارات كالصدف والشباك وغيره. بالنسبة إلي شخصياً الزن الياباني تعبير عن الوضوح والصفاء في المشهد، إنه نوع من التصميم الذي يجذب العين نحوه ويُظهر ما أريد إبرازه بالتحديد بعيداً عن الإضافات الأخرى، كما أنه يولّد نوعاً من الارتياح النفسي للمشاهد وتوازناً وبساطة.

- ما هي المواضيع الأبرز في آخر أعمالك؟

ركزت هذا العام على الانطباعية واستوحيت بشكل خاص من الرسامين مونيه وفان غوغ.

 - ماذا عن المواد الجديدة التي أدخلتها  في عالم الأعراس؟
البلكسي الشفاف كبنى أساسية في التصميم، نتائجه مميّزة لأن شفافيته لا تشكّل عائقاً أمام العين ولا تحدّ من امتداد المشهد.

- ماذا عن الزهور؟ هل هناك من جديد؟
تراجع الإقبال على الأوركيدي الذي بقي لعشر سنوات طاغياً على ما عداه في عالم الزهور إلى درجة المبالغة والبذخ في استخدامه. اليوم السيد في هذا العالم هو الورد، الاتجاه الأساسي نحو الورد الجوري بألوانه المختلفة، خصوصاً وردة 'نعومي' الجديدة الآتية من أفريقيا.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080