تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

حكايات مفرداتها كريستال...

عرفت ستيلا كادنت كيف تحول هذا المكان الى ملاذ مثالي للتأمل والراحة والتنعم بالسكون. تلجأ إليه هرباً من صخب المدينة وضوضائها.
والبناء الذي بعود بطابعه الى القرن التاسع عشر، ويعبق بذكريات الماضي ودفئها، أضافت اليه سيدته لمسات مميزة من الغرابة والطرافة والأناقة، كانت كافية لتحويل هذا المنزل البورجوازي الى مساحة خاصة للأحلام الوردية، تحتضنها حديقة كبيرة، وافرة الخضرة و وارفة الظلال.

وبالطبع، ليس غريباً على الشهيرة ستيلا كادنت، مصممة الأزياء والأكسسوارات والعطور والديكور، أن ترسم لهذا المنزل الجميل وجهه الآسر وأناقته المشبعة بالرموز والتفاصيل الجسورة والحكايات التي تستمد حضورها من أجواء القصص الكلاسيكية القديمة والأساطير الغريبة، مزاوجة كل هذا مع  بعض اجواء الغلامور الباريسي الذي يجسده  ديكور غرفة 'المولان روج'، بألوانها الحمراء الملتهبة وأكسسوارات زينتها المصاغة من الريش.
معالجات مثيرة للديكور تتعدد من خلالها الأجواء وتتنوع تحت سقف واحد بمظاهر باروكية مثيرة، تلامس حداً كبيراً من الشاعرية، التي لا يمكن مقاربتها بغير الإعجاب.

فالتصور الذي طرحته ستيلا كادنت من خلال تصميمها لديكور المنزل، يحاكي في روعته وتكامله أجمل المشاريع السينوغرافية، بل ويزيدها نعومة ورقة.
فهذه المصممة القادمة من عالم الموضة وأضواء الشهرة، حملت الى عالم الديكور رؤية جديدة مطبوعة بالحيوية والنسق الشاعري المرح وزهو الألوان، التي منحتها كانت دوراً كبيراً  في تجسيد أفكار الديكور وتطويعها بشكل مثالي لما يتّفق مع أجواء المواضيع المطروحة في كل فضاء دون ان يفقد هذا التنوع العجيب في الديكور، أي صلة للتواصل والتناغم بين كل جو وآخر، وهذا ما منح لمشروع قد تكون بدايته خصوصية، لكن نجاح الفكرة حولته الى مكان مضياف.

كل فضاء في هذا المنزل له خصوصيته الفريدة، بما تختزنه أجواؤه من حقائق واحلام، تحملها الألوان الى أبعد حد من التصور.
فهي تساهم في إعادة تشكيل الأجواء بنغمات من الإيقاعات اللونية المتجانسة والتي تزيد سحر المشهد الزخرفي بأسلوب يأسر الحواس ويحاكي في أعماق كل منا حلماً طفولياً سرياً، نتمسك به تمسكنا بكل تلك الأحلام الطفولية الدافئة الجميلة.
يسافر بنا الديكور الى كل مكان ويحمل إلينا مناخات كثيرة، ليصبح هنا لغة تعبير، مفرداتها الأشكال والألوان.

لقد أثرت المصممة أجواء مشروعها بتفاصيل دقيقة مدهشة، ومعالجات بارعة، ساهمت في تظهير الفكرة التي اعتمدتها كخلفية أساسية للديكور. فبدا مثل حكاية تتنحى من صفحاتها الحروف والكلمات والسطور، لتحلّ مكانها تعابير مرئية ومفردات زخرفية مميزة مصاغة من مواد نبيلة: خشب ورخام وبلاط وزجاج وكريستال، إضافة الى الأقمشة الطبيعية الفاخرة والصوف والريش وعناصر الإضاءة المصنوعة من الألياف البصرية المضيئة لزيادة في التأثير.

فمن المدخل الرئيسي المؤدّي الى صالة الطعام والصالون، أُلبست الجدران ورق الذهب، وهو خيار زخرفي ثمين يهيئ للغوص في عالم ستيلا كادنت الساحر.
كما أنه يعزز الروابط بين الأجواء الزخرفية المختلفة الموزعة عند جانبي المدخل والتي تبرز فيها

صالة الطعام الغارقة بإيقاعات متدرّجة من اللون الأزرق المطرز بالتفاصيل الذهبية المزخرفة التي تزين بعض قطع الأثاث الكلاسيكية الطابع ومقاعد 'الآرت ديكو'، بينما يتدلّى من السقف شلال من الألياف البصرية المضيئة والتي تضفي على أجواء المكان رونقاً ساحراً.  ويحتلّ جانباً من هذه الصالة بيانو صامت، استرخت أصابعه من وقع الهدوء واستسلمت للكسل.

ركن الفطور في هذه الصالة يجاور النافذة المطلّة على الحديقة، ويمنح هذا الركن الذي يطغى فيه اللون الأزرق شعوراً خادعاً بالوجود في مكان مكشوف في الهواء الطلق، خصوصاً عندما تتسلل نسمات الهواء من النافذة حاملة معها عطر النباتات ورحيق أزهارها.

الصالون يتألف من مساحة مزدوجة، وقد تمّ تنسيقه بفن وذوق، فوزعت في الصالة التي تحمل إسم 'Non Fumoir' أرائك مريحة من طراز لويس الثالث عشر مع كنبات 'تشسترفيلد' مما أضفى على المكان رونقاً خاصاً.

أما الجدران، فقد اكتست باللون البنفسجي والتركواز والأزرق، بينما تدلّت من السقف وسط الغرفة ألياف بصرية مضيئة لإضفاء المزيد من التأثير الزخرفي.

وتلفت الأنظار في هذا الطابق مساحة لفضاء انيق خصص لعرض مبتكرات ستيلا كادنت الزخرفية، وقد تميزت ألوان جدرانه وزخرفته بإيقاعات رمزية لتلك الماركة، التي تمّ تنسيق معروضاتها بأسلوب يثير للفضول للإكتشاف والدهشة، أمام ماتبدعه مخيّلة سيدة المكان من وسائد وأغطية وستائر وقطع اثاث واكسسوارات رائعة مليئة بالغرابة والمفاجآت.

في الأدوار العلوية للمبنى تتوزع الأجنحة وغرف النوم  المنفردة وحماماتها ، ويحمل كل فضاء منها هوية خاصة ترتبط بتلك القصص  الخيالية التي يعزز اجواءها الديكور باكثر من اسلوب ، تلعب فيها الأكسسوارات دوراً بالغ الأهمية وكذلك العطور والألوان.

فنكتشف في غرفة 'ملكة الثلج' على سبيل المثال فضاء ساحراً مشبعاً بالأحلام، يشبه الى حد بعيد أجواء مغارة مرصّعة بالكريستال الأبيض النقي كالثلج والذي يزين أجواء الغرفة وجدرانها بتوزيع ذكي وتكنولوجيا عالية تفيض رقة وشاعرية.

...شاعرية تتابع مسارها الخيالي المدهش لتجسد مشاهد زخرفية مميزة في غرفة أخرى تحمل إسم 'أليس في بلاد العجائب'، وتتميز بجدرانها المطلية باللون الأزرق الصدفي والرمادي اللؤلؤي والأبيض.
يتوسط الغرفة سرير 'بلدقاني' من اللون الأسود يزينه غطاء ووسائد من اللون الأسود، بينما تنتشر في سماء الغرفة بعض من أشكال الطيور والفراشات التي ترفرف فيها مانحة الديكور بعداً سوريالياً جميلاً يعزز الإحساس بانها حقيقية، قد دخلت لتوّها الى الغرفة من خلال النافذة التي تزين جانبيها ستائر تتدلّى حتى الأرض وتتماوج فوقها.

ويلتحق بالغرفة حمام أنيق مزخرف بشكل شطرنجي من البلاط الأبيض والأسود. أما جناح 'بو  دان' فيلبس كل فضاء منه لوناً مختلفاً يحمل ألوان ملابس بطلة القصة.

في الطابق الثاني من المنزل نتابع الرحلة في غرفتين مميزتين، غرفة تحمل إسم 'مولان روج' حيث يحاول الديكور ترجمة اجواء الغلامور الباريسي الساحر من خلال رموز ارتبطت بأجواء هذا الكاباريه الشهير.
وقد اكتست جدران الغرفة باللون الأحمر وزُخرفت أجواؤها بالريش، إضافة الى ستائر الساتان الحمراء التي زينت جانبي النافذة مما ولّد جواً حميماً عاصفا بالدفء.

أما الغرفة التي تحمل إسم 'شا بوتيه' فتستعيد بألوانها أجواء حكاية هذا القط الذكي الذي انتعل حذاء، وحمل على كتفه صرة، ولجأ الى العديد من الحيل الذكية لمساعدة سيده الطفل الفقير وتمكينه من الثراء وكسب ود أميرة البلاد والزواج منها.
رموز كثيرة استخدمتها كادنت لرواية هذه القصة بأسلوبها ومفرداتها الملوّنة والتي تدعو إيقاعاتها الناعمة المريحة للإسترخاء، فقد صيغت جدران هذه الغرفة  من الأردواز باللونين الأزرق المائي والأخضر الرمادي، مع لمسات من اللون البيج التي زيّنت غطاء السرير ومقعده.

يلحق بهذه الغرفة حمام أنيق تزينه، قواطع من الخشب  الداكن. وقد احتلّ جانباً منه مغطس كبير من الخزف، يمكن الاستحمام فيه وفي الوقت نفسه التمتّع بمشهد الحديقة التي تطلّ عليها نافذة الحمام والتي تغرق في سكون القرية الهادئ.

...شاعرية تتابع مسارها الخيالي المدهش لتجسد مشاهد زخرفية مميزة في غرفة أخرى تحمل إسم 'أليس في بلاد العجائب'، وتتميز بجدرانها المطلية باللون الأزرق الصدفي والرمادي اللؤلؤي والأبيض.

يتوسط الغرفة سرير 'بلدقاني' من اللون الأسود يزينه غطاء ووسائد من اللون الأسود، بينما تنتشر في سماء الغرفة بعض من أشكال الطيور والفراشات التي ترفرف فيها مانحة الديكور بعداً سوريالياً جميلاً يعزز الإحساس بانها حقيقية، قد دخلت لتوّها الى الغرفة من خلال النافذة التي تزين جانبيها ستائر تتدلّى حتى الأرض وتتماوج فوقها.

ويلتحق بالغرفة حمام أنيق مزخرف بشكل شطرنجي من البلاط الأبيض والأسود.
أما جناح 'بو دان' فيلبس كل فضاء منه لوناً مختلفاً يحمل ألوان ملابس بطلة القصة.

في الطابق الثاني من المنزل نتابع الرحلة في غرفتين مميزتين، غرفة تحمل إسم 'مولان روج' حيث يحاول الديكور ترجمة اجواء الغلامور الباريسي الساحر من خلال رموز ارتبطت بأجواء هذا الكاباريه الشهير.
وقد اكتست جدران الغرفة باللون الأحمر وزُخرفت أجواؤها بالريش، إضافة الى ستائر الساتان الحمراء التي زينت جانبي النافذة مما ولّد جواً حميماً عاصفا بالدفء.

أما الغرفة التي تحمل إسم 'شا بوتيه' فتستعيد بألوانها أجواء حكاية هذا القط الذكي الذي انتعل حذاء، وحمل على كتفه صرة، ولجأ الى العديد من الحيل الذكية لمساعدة سيده الطفل الفقير وتمكينه من الثراء وكسب ود أميرة البلاد والزواج منها.
رموز كثيرة استخدمتها كادنت لرواية هذه القصة بأسلوبها ومفرداتها الملوّنة والتي تدعو إيقاعاتها الناعمة المريحة للإسترخاء، فقد صيغت جدران هذه الغرفة  من الأردواز باللونين الأزرق المائي والأخضر الرمادي، مع لمسات من اللون البيج التي زيّنت غطاء السرير ومقعده.

يلحق بهذه الغرفة حمام أنيق تزينه، قواطع من الخشب  الداكن. وقد احتلّ جانباً منه مغطس كبير من الخزف، يمكن الاستحمام فيه وفي الوقت نفسه التمتّع بمشهد الحديقة التي تطلّ عليها نافذة الحمام والتي تغرق في سكون القرية الهادئ

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079