اختبار حول الميول والتوجهات
مواسم وفصول لكل شيء تعكس إيقاع العصر وتعبر عن مزاجه.. وتسعى لتوفير المزيد من الرفاهية وفرص الاختيار. الديكور لم يشذ عن هذه القاعدة. وما تشهده ساحة الزخرفة من تجديد وابتكار يستدعي الاهتمام ويتطلب المتابعة. بالطبع هذه ليست دعوة لتغيير داخل منازلنا تبعاً لهذه المواسم والفصول.. ولكنها نافذة تنفتح على ثقافة المواكبة والتغيير، من أجل حيازة المزيد من الراحة في عالم تزداد ضغوطه اليومية. التغيير ليس بالضرورة ان يكون شاملاً، فيكفي أحيانا لمسة منه، تحدث في المشهد الزخرفي الداخلي للمنزل الأثر المطلوب. و قد لا يتطلب الأمر رصد ميزانية كبيرة، بقدر ما يتطلب معرفة ودقة. معرفة لمستجدات الموضة، ودقة في اختيار المناسب منها. تعززهما ميول شخصية لأنماط محددة دون أخرى، مع حرية واسعة في الاختيار، مما يجنّب المنزل أن يتحول الى صالة للعرض تتجمع فيها آخر صرعات الديزاين، و بشكل يلغي أي مبادرة او لمسة شخصية، تعكس جانباً من رؤيتنا للأناقة و احساسنا الشخصي بها ومفهومنا للرفاهية دون تعثر أو سقوط في اختيارات خاطئة. أسئلة متعددة يمكن طرحها لمعرفة مدى متابعتنا لمستجدات الموضة، وما يخبئه الموسم المقبل من جديد فيها، اضافة الى كيفية التعامل معه بشكل جميل ومفيد.
- على اي نمط من الديزاين والتيارات الزخرفية، يمكننا الرهان، للخريف والشتاء المقبلين؟
- الكلاسيكي الحديث هو نجم الديكور بكل تأكيد.
- الباروكي الحديث هو المفضل بأجوائه الغريبة الطرز والأشكال.
الاجابة الصحيحة
لقد ازدادت شعبية الطراز الباروكي الحديث الذي تلتقي حوله الكثير من الأذواق، فهو من الأساليب الزخرفية الفاخرة والغامضة في الوقت ذاته، يخاطب أحاسيسنا من الوهلة الأولى ويترك في ذاكرتنا الكثير من الصور الغريبة و المثيرة المدهشة.
فهذا النمط من الديكور يعيد صياغة الماضي في جو مسرحي لا يخلو من الدعابة والمرح ويترجم الكثير من العناصر الزخرفية المستمدة من القرون الماضية بصياغات حديثة لا تنضب جاذبيتها، محولةً الأماكن الأكثر برودة من منازل أو شقق الى فضاءات زخرفية مثيرة تنبض بالحياة.
- الأثاث الصناعي يحظى بشعبية واسعة بين الفنانين ومصممي الديزاين، فهل تجدين فيه نجما لموضة الخريف المقبل؟
- اظن ذلك، فهو عملي وجميل، اضافة الى انه قليل الكلفة.
- اشك في ذلك فهذا النمط من الديكور لا يمنح المنزل دفئاً.
الإجابة الصحيحة
النمط الصناعي للأثاث يعود منتصرا الى عالم الموضة معززا بشعبية كبيرة، فقد استطاع ان يحظى بالكثير من اعجاب الفنانين والمصممين الذين شرعوا له ابواب المحترفات والبيوت والشقق ليستقر فيها معززاً.
فهو اضافة الى بساط ومواصفاته الجمالية والوظيفية، يتمتع بميزة اقتصادية وبيئية، تمكنه من التحول برمشة عين من حال الى حال وعلى سبيل المثال، فإن بكرة خشبية كبيرة للأسلاك المعدنية، كالتي تستخدم في المصانع، يمكن تحويلها بسهولة الى طاولة منخفضة مفيدة، تفيض بالجاذبية.
كما يمكن الجمع بينها وبين قطع مختلفة من هذا الأثاث، مصنوعة من الصلب او القصدير والزنك، وحتى المعادن المكسوة بالصدأ والتي وبقدر ما هي قديمة ومستهلكة، فإنها تفي بالغرض الزخرفي.
ولاعطاء جو اكثر دفئا لهذا الديكور الذكوري البارد، يمكن مزاوجته مع الخشب السميك على انواعه والوانه خصوصا الداكنة منها، كما يمكن تطريز المكان ببعض الملصقات أو الألوان الفاقعة. ولا ننسى النبات، فلا يفرض اختيار هذا النمط من الأثاث تحويل فضاءات المكان الى مايشبه المصنع.
-تعصف رياح الحداثة والتغيير الآتية من المدن العالمية الشهيرة، طوكيو، نيويورك، باريس، لندن وميلانو، بمناخات خاصة في الديكور تتجلى فيها البساطة باللون الأبيض. فهل لهذا التيار مكانته الزخرفية في فصل الشتاء البارد؟
- لا أخال ذلك ممكناً.
- الأبيض من الألوان الهادئة المفرحة ويمكن تطعيمه بالوان مناقضة او دافئة.
الإجابة الصحيحة
يشكل الاسلوب المينماليست البسيط وجهاً جميلاً من وجوه الحداثة، وهو غني بنقاء خطوطه وألوانه الأحادية البيضاء أو السوداء غالباً، والتي يغلف استخدامها بشكل مجرد المشهد الديكوري بالبرودة، لكن ما تقترحه الموضة للموسم المقبل بعيد تماما عن الرتابة واجواء الملل، بعدما طعمت هذا الأسلوب وايقاعاته بأشكال من الزخرفة الجذابة الناعمة التي ترقى بهذا النمط من الديكور الى اجواء دافئة مثيرة ولا متناهية.
فالأبيض يلعب أوراق الإثارة بشكل بديع اذا ما اقترن بغيره من الألوان الزاهية أو المتناقضة، فاتحا المجال أمام أساليب من الإبداع الزخرفي غير منتظرة. فالسجاد والوسائد، الستائر واللوحات واكسسوارات الإضاءة والزينة المختلفة الألوان الزاهية، كفيلة بتسخين المناخ الزخرفي وجعله أكثر دفئاً ورونقاً. - الحنين الى سنوات الستينات والثمانينات مثير للبهجة، خصوصاً انه يستحضر بعض مبتكرات تلك المراحل من الزمن ليعيد تظهيرها في مشهد الديكور الداخلي، فكيف يمكن التجاوب مع أصداء هذه الأجواء؟
- انه نمط جميل، يثير الأهتمام.
- من الصعب التعامل بسهولة مع هذا النمط من الديكور لما يحتاجه من جسارة وبراعة خوفاً من الوقوع في خيارات خاطئة.
الإجابة الصحيحة
النجاح في هذا الاسلوب من الزخرفة يتطلب اتباعه داخل المنزل بشكل تدريجي لهواته من المترددين خوفا من الخيارات الخاطئة، وذلك بدءا باختيار بعض الاكسسوارات المكملة للأثاث ذات الألوان الزاهية البراقة، او المصنوعة من «البلكسي غلاس» مع بعض من ورق الجدران التي تستعيد بنقوشها وألوانها تلك المرحلة، اضافة الى اللوحات والأزهار، لنتائج زخرفية مثالية وجميلة.
- هل تلغي تيارات الزخرفة للشتاء الكثير من الأجواء الرومنسية، البوهيمية والعرقية المطعمة باجواء مستمدة من تراث بعض الشعوب وحضاراتها؟
- بالطبع،لأن هذه الأجواء قد تم إستهلاكها من خلال التكرار والاسترجاع.
- لا، فهناك حرية واسعة في الابتكار تجعل كل الأجواء مطلوبة ومحتملة.
الإجابة الصحيحة
الاسلوب البوهيمي، الرومنسي، العرقي المستعاد من حضن تراث حضارات الشعوب و الزمن، لم تستكنْ جاذبيته، فبعضه غزا خزائن الأزياء ولوقت طويل، وكذلك اجواء المنازل والديكور ولم يزل مستوطنا فيها، معززا بما تضمنه فن الابتكار الزخرفي من حرية في التعبير، اكدت دائما حضوره من خلال الأقمشة التي تلبس الأرائك واوراق الجدران والوسائد وعناصر الإضاءة وكذلك الاكسسوارات المختلفة التي يستدعيها كل جو لهذه الأنواع من الديكور باساليب منوعة، مثيرة للدهشة، لا تقاوم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024