القديم يلبس حلله الأرستقراطية
الإبتكار والإبداع علامتان مميزتان في هندسة جورج وندين عسلي، لذلك كان ما قدماه لمالكي هذا البناء القديم والأثري مميزاً وخاصاً ليبرز باقة متكاملة من العمل الفني المتقن والمبدع. وهذا البناء الذي حوله المهندسان عسلي الى واحة جمال ناطقة ليس بمنزل عادي، بل أنجز قديماً في قسمين، وهو يتألّف من طبقة أرضية في حقبة سابقة، ثم أضيفت الطبقة العلوية التي أنجز بناؤها العام 1910.
بعد ترميم المنزل وإعادة حلته القديمة ومواده المجددة، عمل المهندسان عسلي على هندسة كل غرفة فيه بشكل راق لتظهر في حلتها النهائية عملاً فنياً متكاملاً.
للمنزل مدخلان تم الاحتفاظ بهما ليشيرا الى العادات القديمة التي كانت متبعة فيه، فأحد البابين كان مخصصاً لدخول السيدات والآخر للرجال، لذلك تمّ الاحتفاظ بالمدخلين مع ترميمهما وإضافة إطارات من النحاس مع فانوس أحمر للمدخل الرئيسي. نفذت الأعمال داخل المنزل بروح كلاسيكية وبألوان نارية دافئة، ولهذا المنزل صالونان وهما بطراز «بروفازي»، فيها وسائد مطرزة برسوم وخيوط رائعة ونفيسة. وهكذا اتخذت كل صوفا وكرسي شكلاً معيناً، لكنّ كلاً منها مشغول مع تفاصيله الدقيقة، حتى أتت بتناسق وتناغم كلي وصولاً مع الأكسسوارات.
غرفة الطعام
كانت غرفة الطعام موجودة سابقاً في المنزل فعمدت المهندسة ندين الى إدخال إطار نحاسي على ظهر الكرسي بعد تنجيده والمقعد المخملي المطرز والمكرر في أقمشة الصالونات، فأعطتها نفحة جديدة مما دفع بالمالكين إلى الاحتفاظ بها مع فيترين يتناسق وعلو الجدار الحجري.
ويبرز شمعدانان رائعان فوق سطح الطاولة تلتمع فوقهما العديد من الشموع الحمراء، فوق شرشف مخملي أحمر ومطرز بخيوط ذهبية تذكرنا بحكايات ألف ليلة وليلة.
الثريات والجدران
ثريتان قديمتان تنيران أجواء المنزل بحيث نراهما في الصالونات منزوعتي «الطرابيش»، وهما مطرزتان بألوان رائعة، وكلاهما من الكريستال القديم والنحاس النفيس.
وتوزعت الجدران من الحجر المدقوق وازدانت بـ «أبليكات» من قماش مطرز، منها تعانق مرايا وأخرى طرابيش خاصة. كما عُلقت لوحات كلاسيكية تحاكي أناقة السيدات الفرنسيات، وهي تعود إلى عصر النهضة الأوروبية.
وكذلك تلفت النظر مصابيح نحاسية مزاوجة القماش المطرز بألوان دافئة تناسب أعمال المنزل، وجميعها إنتاج المصنع الخاص باعمال المهندسين عسلي.
أما السلالم التي تربط الطبقتين من الداخل فهي مستحدثة ومشغولة من النحاس المزدان برسوم وردية رائعة.
وعند السلالم ازدان الجدار الحجري بتاج نحاسي يتدلّى منه لوحان مشغولان بالورود، وفي الوسط خيوط ذهبية. كما علقت عليه أعمال من تصميم المهندسة عسلي.
وتنتهي السلالم في الطبقة السفلية بمساحة فيها «بارافان» من الخشب المطلي بورق الذهب ومنجد بالقماش الأحمر المخملي المطرز، والى جانبيه كرسيان من طراز «تشيبنديل» الإنكليزي. أما الطاولة وسطهما فهي حديثة من طراز إنكليزي ازدانت بشرشف وآنية معدنية.
وتجدر الإشارة إلى أن البلاط أعيد استخدامه بعد ترميمه، «فقد كان من القطع الكبير الموجود في الأرض، فعمدنا الى نزعه وإعادة جليه وتلميعه وتمليسه وقصه حتى اتخذ شكله الحالي»، على قول المهندسة عسلي. وتوزع فوقه السجاد العجمي الأحمر.
السهرات
الطبقة السفلية مخصصة للسهرات والمناسبات. وتضمّ صالوناً من الأحمر المخملي فيه مدفأة من الحجر الناري الأحمر. كما تبرز جلسة أخرى تتألف من صوفا نحاسية وكرسيين و«هالوجان» من نحاس تتدلّى منه قطعة من الاوبيسون. وتتقدم المكان تحفتان خشبيتان لفيلين افريقيين. ولهذه الغرفة نافذة دائرية غطيت بلوحة مربعة من الايتان مماثلة بشكلها للنافذة. أما الستائر فتواصلت مع شكل النوافذ، لذلك جاء تصميمها يتلاقى وشكل قوس القطارة في اعلى الستارة. واستعمل القماش المكرّر في تنجيد الأثاث. وهكذا ولدت الستارة من شكل النافذة!
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024