الأقمشة
أقمشة الأثاث المنزلي هي العنصر الوحيد الذي لا يحتاج الى مناسبة للتحدث عنه، ذلك أن حضور هذه الأقمشة ودورها في عالم الديكور - منذ القديم وحتى اليوم - لم يطرأ أي تغيير أو تبديل عليهما بل على العكس، فإن هذا الحضور كان يتعزّز دائماً وفي كل مرحلة، مع الإبتكارات الجديدة، والخطوط المستحدثة التي تشهدها صناعة الأقمشة.
بخلاف سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حين تراجع دور الأقمشة قليلاً أمام «هجمة» المواد المصنّعة الجديدة آنذاك - مثل البلاستيك والفايبر غلاس وغيرها - فإن أقمشة الأثاث بقيت القاسم المشترك بين كل الطرز والأساليب، ليس فقط لقدرتها على التزاوج مع مختلف المواد، ولكن أيضاً لما تختزنه من طاقات وظيفية وجمالية، يصعب وجودها في عنصر واحد آخر.
ونحن حين نتحدث عن أقمشة الأثاث المنزلي، فإننا نتحدث عن مروحة بالغة الإتّساع تنضوي تحتها مواد كثيرة، تبدأ من المركبات الطبيعية الأكثر نبلاً وتنتهي بالمركبات المصنعة الأكثر تطوراً. وكذلك الألوان التي لا يمكن حصر تدرّجاتها وإيقاعاتها، وكذلك الموتيفات والرسوم والخطوط والنقوش التي تستجيب لكل الأذواق والأمزجة فضلاً عن الطرز والأساليب المتعدّدة.
لذا، فإن إختيار أقمشة الأثاث المنزلي يتطلّب الكثير من الجهد، والدقّة والإطلاع على آخر المستجدات التي تواكب أنماط الحياة المعاصرة، على أن التحديد المسبق للمواصفات سيسهل عملية الإختيار ويجعلها أكثر ملاءمة. فالأقمشة ليست مجرد أغطية، بل هي عناصر تدخل في صلب العملية الزخرفية، وتلعب دوراً أساسياً في تأكيد الطراز والأسلوب، وتحديد الأجواء المطلوبة للمكان. كذلك فإن دورها يتعدى المشهد الجمالي ليشارك بفعالية في المشهد الوظيفي.
ومن خلال خياراتنا للأقمشة سيمكّننا تحديد وظيفة كل مساحة في المنزل، وكل غرفة فيه، بل وكل ركن من أركانه. وهي على تنوّعها توفّر فرصاً كبيرة لنحدّد الخاص منها للأطفال وللمراهقين وللبالغين. فلكل فئة عمرية نوع من القماش بألوانه المميزة ومواده وأيضاَ تفصيلاته ومواقعه.
ومن خلال القماش المستخدم في مساحة ما، يمكننا تعيين المستفيدين من هذه المساحة.
ولا يقتصر إستخدام القماش على قطع الأثاث الرئيسية والكبيرة أو في الستائر، فهو أيضاً يستخدم لتغطية الجدران والسقوف المستعارة. ولا ننسى أيضاً دوره في الأكسسوارات على أنواعها، أو الدور الكبير للوسائد المتعدّدة الأشكال والأحجام والتي تشكّل اليوم واحدة من ضرورات الديكور الداخلي لأي طراز أو أسلوب.
وللقماش - على وجه الخصوص - دور أساسي في كل ما يتعلّق بغرف الأطفال، حيت يعتبر المادة الأكثر أماناً الى جانب تنويعاته اللونية التي تتيح التوسّع في إستخداماته التي تستجيب لكل الطبائع.
ويلعب القماش أيضاً دوراً مهماً في تنسيق المساحة، فمن خلاله يمكننا إعطاء الإنطباع بالإتساع، الضيق، الإرتفاع أو الإنخفاض. وكذلك يمكننا إضفاء الدفء أو البرودة على المكان من خلال إختيار ألوانه. ويمكننا أيضاً وأيضاً، إضفاء أجواء الفرح والبهجة أو أجواء الجدية والرصانة.
كذلك للقماش دور في إبراز الفصول والمواسم، حيث يمكن إختيار ما يناسب كل فصل وموسم، مما يمنح الداخل إنسجاماً مع محيطه الخارجي.
ومن خلال الأقمشة يمكننا أيضاً الذهاب بعيداً في المزج بين الطرز والأساليب الزخرفية. فهي تقدّم دلالات لا تخطئها العين، وتمنح إنطباعات لا ترفضها المشاعر والأحاسيس.
ولأن المسألة بهذه الأهمية فإن التناسب والتوازن مطلوبان عند اختيار الأقمشة للمنزل.
فالمبالغة تعطي في بعض الأحيان عكس النتائج المطلوبة. كذلك فإن الحرص على إختيار الأقمشة ذات المركبات الطبيعية يمنح واقعاً من الرفاهية لا يمكن مقارنته بشيء آخر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024