تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

قصر آل لهلو في المغرب

كرائحة عطر لا يمكن وصفها أو كوجه جميل يتعذر رسم قسماته بالكلمات، هكذا هو قصر نبيل وسلمى لهلو في مراكش بالمغرب. تحفة فنية اعتنت بتفاصيلها ريشة فنان، فجاءت أنيقة، متكاملة، مشعة على دفء، غنية على بساطة، زاهية على خفر.

من الخارج، يشدنا اللون الرملي الذي اكتست به جدران القصر، وتجذبنا نوافذ متقاربة ذات هندسة متشابهة، وتومئ لنا قنطرة ضخمة بأن ندنو من الباب الرئيسي، كأننا نلج باب فندق فخم. ولكن مهلاً، قبل الإنتقال إلى الداخل، يحلو التأمّل قبالة الباب الرئيسي في الركائز الحجرية التي حملت سقوفاً من ألواح خشب متباعدة تتسلّل أشعة الشمس من فتحاتها. 

وما أن تطأ قدما الزائر العتبة، حتى يشعر بأنه دخل بيته لشدة حميمية الديكور وقربه من الأمزجة المختلفة. ولو كان للمدخل لسان، لنطق متأهلاً بالضيف على الطريقة المغربية، ومعرّفا بتراث معقود اللواء للفخامة والأناقة.

بعد عبور القنطرة الرئيسية والوصول إلى الصالونات، تنبسط  أمامنا مساحة جمالية تجعلنا نحار هل نحن في قصر واحد أم في مجموعة قصور.

الكنبات وثيرة وكثيرة، ألوانها متناسقة ومتداخلة، تزنّرها نوافذ بنية أنيقة تضفي على المكان مزيداً من الدفء. وبالإنتقال إلى الصالون الثاني، تلفح الأثاث نفحة عصرية تتجلى في المقاعد الجلدية والطاولة المربّعة والكرسيين الصغيرين المتممين.

أما اللونان المعتمدان فهما البني والبيج، تداخل معهما البوردو في أحد الصالونات فأرخى طابعاً من الفخامة والفرح. ولأن الديكور كلّ متكامل، فقد تلوّنت الجدران بما يلائم الأثاث، وتدلّت من السقوف ثريات متناهية الأناقة تحاكي الأسلوب المغربي.

واللافت في الصالون المواجه لقاعة الإستقبال الفسيحة التي تفرّعت منها المداخل والدرج الذي يقود إلى الطبقة العلوية، الكوّات التي تطل بخفر من الجدار الفاصل بين الدرج وقاعة الجلوس، وقد تزيّنت بدورها بشموعٍ مضاءة.

وأضفت هذه الكوات نفحة هندسية متميّزة، كما أدخلت النور في الاتجاهين إلى الدرج والصالون الذي دخله النور أيضاً من الباب الزجاجي الذي تقاطع معه الخشب والذي يطلّ على الحديقة المحيطة بالمنزل.

يقابل هذا الصالون حيث المزيج من العصرية والكلاسيكية وتناغم اللونين البني والبيج، صالون آخر، يوحي الراحة والفرح. فهو عبارة عن مقاعد كثيرة متّصلة الأجزاء تزهو بألون الفرح والزهور المنقوشة على الحرير. ولا بدّ  في هذه الجلسة أنّ يدخل النور من كلّ الاتجاهات نظراً إلى كثرة النوافذ التي اخترقت الجدران.

ووراء الكنبة الطويلة تبرز فجوة يخالها الناظر نافذة، إلا أنّها تحضن لوحة فنية في إطار مذهّب يحوطها ستاران باللون البوردو، تماشياً مع قماش المقاعد.

ولأنّ عنوان البيت سقفه، فقد تكلّل قصر لهلو بعنوان من الجصّ المشغول بحرفية لا متناهية، تتخلّلها زوايا قائمة وتعرّجات نصف دائرية طغى عليها الأبيض الزاهي، واستكمل نزولاً بالبيج لملاءمة لون البلاط.

الطبقة العلوية المخصصة لغرف النوم تضمّ غرفة جلوس مربّعة، تستدعي أفراد المنزل ليأخذوا قسطاً من الراحة على مقاعدها الوثيرة. ولعلّ ما يضفي على هذا المكان طابعاً خاصاً هو أحد الجدران الذي اكتسى بحلّة من القماش المقلّم بما يلائم ألوان السجادة البيج ولا يبتعد عن ألوان المقاعد البوردو.

 غرف النوم هي المكان الأكثر هدوءاً وفرحاً في هذا القصر، نظرا إلى لونها الزاهي وديكورها المميز. فغرفة المالكين الرئيسية مزيج من الكلاسيكية والعصرية. السرير بسيط التصميم، لونه بيج وأطرافه حمراء، وقد اتكأ على حائط موشّى باللونين معاً، وأحاطت به طاولتان من الخشب البني. وإلى يمين السرير ارتسمت نافذة يتوزع منها النور في أرجاء الغرفة.

رحلة الأناقة لا تنتهي في أرجاء هذا القصر المغربي الفسيح حيث علامات الفخامة  مطبوعة في كلّ زاوية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079