واحة خلابة على مسافة أمتار
سواء كان أسمها تعريشة أو تظليلة أو «برغولا»، فإن ذلك لا يغير كثيراً من موقعها الخلاب وشكلها الجميل ووظيفتها الرائعة .
فهي لا توفر أجمل لحظات الإسترخاء والراحة والرفاهية فقط، بل تجمع العائلة والأصدقاء في جلسات تستوطن الذاكرة وتبقى موضوعاً لأحاديث لا تنتهي.
هي مضيافة بطبيعتها المنفتحة على ما حولها من نباتات وأزهار وأشجار وخضرة تبعث في النفس السكينة والفرح والسعادة.
ومن أجل هذه الصفات والمآثر، جذبت إهتمام المهندسين والمصممين ليبدعوا أجمل ما تستأهله هذه المساحة التي تشكل حلماً قابلاً للتحقق.
تصاميم حديثة او خطوط كلاسيكية واشكال نقية صافية، يعكس كل منها ذوق كل فرد وشخصيته، بتناغم تام مع محيطه، في إستجابة مطلقة لكل الطرز والأساليب المعمارية والزخرفية المشتهاة.
فتستحضر حيناً اساليب الحرفيين في إستيحاء للماضي الجميل. وتتحالف أحياناً مع التقنيات الحديثة والمواد المبتكرة. وتذهب أحياناً كثيرة الى أبعد من ذلك، في عملية مزج رائعة بين المواد النبيلة والمصنعة.
واذا كان مصممو «الديزاين» قد ساهموا في ابداع الكثير من طرز المفروشات الخاصة بـ «البرغولا»، فانهم لم ينسوا في غمرة ذلك ابتكار الأكسسوارات المكملة لتضفي عليها أجواء سحرية نادرة.
ذلك أن حضورها، سواء في وسط الحديقة أو في أحد جوانبها، أو فوق التراس الملاصق للمنزل، فإن الأثاث الذي توفره المحلات المتخصصة، يستجيب لكل الظروف والأذواق. وهو مطواع في توزيعه من خلال سيناريوهات مدهشة: سواء أردنا الجو الريفي «البروفنسي» أو الكلاسيكي أو «الأكزوتيكي»، وأيضاً الأجواء البسيطة العادية أو العصرية.
فالتنوع الكبير الذي شهدته مؤخراً صناعة وتصاميم الأثاث الخاص بهذه المساحة التي تجد الآن أقبالاً متزايداً، يعطي فرصة مفتوحة لخيارات لا حدود لها. فيزيد جاذبيتها ويمنح لمحيطها قيمة مضافة، من خلال التمتع بأنواع مزروعات الزينة الخارجية. فيشعر المرء بأنه في وسط الطبيعة في جلسات حميمة، مزهرة، وارفة.
وتشكل جلسات الحدائق في الهواء الطلق واحداً من هذه المفاهيم التي تساعد في تخفيف الضغوط اليومية التي يعانيها الأنسان في المجتمعات المعاصرة. وتتيح له الانتقال الى أجواء مريحة تمنحه فرصة لتجديد نفسه وأفكاره وحيويته. فهي الملاذ المثالي بعد ساعات العمل.
وتشارك أثاث هذه المساحات عناصر عديدة ترفد أجواءها بكثير من التوشيات الجميلة.
فهناك مثلاً عناصر الاضاءة المتنوعة والمناسبة لكل الظروف، والتي يمكن زرعها في ارض الحديقة كما يمكن توزيعها بين قطع الأثاث، او تكون مثبتة بالأعمدة أو متدلية من السقف الشبكي أو بين العوارض. وهناك أيضاً الستائر الخاصة التي يمكن تركيبها وفكها بلحظات، فهي من الكتان الطبيعي الأبيض أو الملون، تتلاعب بها الريح فتتحول الى مصدر تبريد طبيعي.
أضف الى ذلك المظلات بأشكالها المربعة أو المستطيلة أو الدائرية، لتوفير الظلال في المساحات المرغوبة.
وثمة مظلات خاصة مثل «برغولا» ميريديان، من الألومنيوم المزود بغطاء من البوليستر المغطى بطبقة بلاستيكية تساعد على الوقاية من اشعة الشمس والرياح والمطر، ويتم تحريكها بواسطة حبل ملفوف على بكرة صغيرة.
وتأخذ هذه المظلة شكلا خاصا بواسطة مشابك سحابة تسمح للغطاء ان ينثني وينفرد مفسحاً المجال لماء المطر ان ينزلق من الجانبين يمينا ويسارا، لكن في حال هبوب الريح او سقوط الثلج تبقى هذه الستائر مغلقة تحت غطاء من الألومنيوم.
ويتماشى هذا النوع مع مفروشات من الرزين بتصاميم هندسية بسيطة وعصرية.
وإذا كان من الصعب القول بمساحة محددة ل«البرغولا»، فإن مقياساً وسطياً يشكل معيارية يمكن التحكم فيها، إتساعاً أو ضيقاً. وتنطلق من مقاس ٣٠٤ سم للعرض و ٣٧٦ سم للطول و ٢٨٠ سم للأرتفاع. على أن زيادة هذه المساحة ستكون متاحة من خلال إضافة وحدات داعمة، منفردة أو مزدوجة أو على شكل زوايا. ويعود الأمر منذ البداية الى مساحة الأرضية والتي غالباً ما تكون من الأسمنت.
كما يمكن تنفيذ «برغولا» مزدوجة المساحة، ولكل مساحة شكل مختلف، تبعاً للرغبات والأستخدامات وأيضاً الأمزجة. كذلك يمكن حيازة أكثر من «برغولا» في الحديقة، في حال إتساعها، وذلك لإتاحة الفرصة أمام جميع أفراد العائلة لممارسة حريتهم في اختيار الجلسات المناسبة لهم تبعاً للأعمار أو النشاطات. كما يفضل البعض زراعة نباتات متسلقة حول أعمدة ثابتة ومهيأة للتعريشات. مما يزيد سحر الجلسة ويجعلها طبيعية أكثر.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024