فيلا بعدي المغربية
من وحي شاطىء البحر المتوسط هندسه مالكوه، ومن الطراز المغربي استوحوا تصميمه ممزوجاً بالعصرية. على هذا الأساس صمّم السيد عبدو بعدي منزله في أحد الشوارع الراقية في المغرب "أزيمو" ضمن منطقةٍ سكنية مغلقة مشدّدة الحماية، تضمّ بيوتاً فخمة.
على الطريق البحرية ترفل فيلا آل بعدي بلونها الأبيض المطربش بالقرميد، يزنّرها الخضار. فالشتول و الأشجار الشديدة الخضار بأشكالها وأحجامها المختلفة تشكّل سوراً يحيط بالمنزل، يفصل بين الطريق العام والمدخل الأساسي للمنزل الذي اختفى خلف شتول تسلّقت فوق القنطرة الحجرية عند المدخل. ومن الحديقة الخارجية ندخل الحديقة الداخلية المنسّقة الشتول بطريقة لافتة بحيث أحاطت بحوض السباحة الذي إتخذ شكلاً شبه دائري. وهنا لعبة الألوان أضفت على المكان رونقاً خاصاً، حيث طلي داخل حوض السباحة بالأزرق، فامتزج الأخضر والأزرق بطريقة جمالية.
الفيلا المقسّمة ثلاثة طبقات إتسمت بفساحة جلساتها، وتوزّعت في الطبقة الأولى الصالونات ذات الهندسة العصرية، بحيث لا تفصل بينها الجدران بل تعدّدت الجلسات وانفتحت بعضها على بعضه. ومنها ما طغت عليه الجدران الزجاجية خصوصاً لجهة الجلسات المشرفة على الحديقة وحوض السباحة. واتّسم الصالون المواجه للحديقة باللون الزاهي وبتصميم الأثاث العصري والبسيط الذي طعّم ببعض القطع الكلاسيكيّة كما في كلّ المنزل. الجدار الزجاجي المقطع بالخشب الأبيض طغى على غرفة الطعام المواجهة للحديقة، وقد أضفى جواً خاصاً على الجلسة، إلى جانب الجدران الملوّنة بنوعية طلاء عصرية اختلفت بين جلسة وأخرى لكن الجامع بينها هو هدوء الألوان من مشتقات اللون البيج. الجو العصري في غرفة الطعام قابله الطراز الكلاسيكي في المقاعد والطاولة. واللافت في الصالونات النوافذ التي اخترقت الجدران الإسمنتيّة، منها ما يطل على الحديقة ومنها ما يفصل بين الصالونات مما يمنح الجلسات شفافيّة. وتدلّت فوق النوافذ الداخليّة ستائر من الحرير.
الراحة التي أراد المالكون إضفاءها على المنزل تمثّلت ببساطة التصاميم في الأثاث وفي الألوان الرصينة التي انتقوها لتصميمها، كما في الرخام البيج االذي افترش قاعات الجلوس في الطبقة الأولى، وقد أتى لون الأثاث مزيجاً من البيج والبني خصوصاً في قاعة الإستقبال. أما قاعة الجلوس فألوانها نارية وأرضيتها من الباركيه الداكن. وتحت الدرج الذي يوصل إلى الطبقتين العلويتين ركن خصص للبيانو، إلى جانبيه مقعدان عصريان من القماش الأصفر. والجدار المقابل مزيج من لونين، بيج داكن وزاهٍ مطلي بطريقة أفقية، كلّ خط أفقي بلون، مما أعطى هذه الجلسة نفحة عصرية خاصة.
الدرج الذي يقود إلى الطبقتين العلويتين حيث غرف نوم أفراد العائلة المؤلفة من الوالدين وابنتين، زيّنه الحديد المزخرف والخشب واللوحات الزيتيّة التي توزّعت على جدران الجلسات لرسامين مغاربة وأوروبيين، معظمها لوحات تجريديّة طغت عليها ألوان ترابية، ووضعت في أطرعصريّة من الخشب.
في غرفة نوم المالكين تجلّى الطراز المغربي في تصميم السرير حيث ارتفعت خلفه الستائر من القماش بألوانها النارية، مما يتماشى مع غطاء السرير الأبيض المطبّع بالورود الزهرية. أما غرف نوم الأولاد فعصرية بامتياز وبسيطة التصميم، تميّزت بطلاء جدرانها الذي أدخل إليها ميزة خاصة. ولا بد قبل نهاية الجولة في هذه الفيلا من إلقاء نظرة خاصة أخيرة على الحمام الفريد التصميم، المقسّم إلى جزءين، الأول خاص بالمغسليتين اللتين وضعتا جنباً إلى جنب وارتفعت أمام كل منهما مرآة ضخمة إطارها من الخشب البرونزي المعتّق والمنحوت وفوقها مصباحان قديما الطراز.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024