شقة «كيلي هوبن» في جنوب لندن
في جنوب لندن، إختارت «كيلي هوبن» شقتها.
وفي مبنى يعود تاريخه الى عام 1860، أعادت تأهيل مساحة كبيرة، وبفترة قياسية لا تتعدى الأشهر الثلاثة استطاعت بعدها أن تضع توقيعها على هذه الشقة، من هذا المبنى الذي كان يشغل في الأساس مدرسة للبنات.
الشقة مميزة.. ربما يكون هذا الوصف عادياً لشقة تقترب كثيراً في فرادتها من شخصية صاحبتها. هذه المهندسة الشابة التي استطاعت أن تشق طريقها في مجال الهندسة الداخلية، بأسلوب لا يشبهه أسلوباً آخر.
تقول كيلي: «وضعت تصور ديكور شقتي في يوم واحد، بعد الظهر. كنت أعرف أنني أريد شقة طراز الغاليري وأسلوب اللوفت. كنت أعرف أنني أريد أن يكون السقف عالياً فوق مساحة الاستقبال مما يسمح لي بتخصيص مساحة صغيرة «ميزانين» لمشاهدة التلفزيون في ليالي الشتاء الموحش. وكنت أعرف أنني أريد «تراس» فوق السطوح، لأستمتع بصيف لندن».
وهكذا كانت هذه الشقة، علامة مسجلة لمشاريع كيلي: خيارات رائعة من الألوان المحايدة. الجدران باللون الأبيض، الأرضيات من خشب «الوينغي» البني الداكن.
تتوسط الشقة مساحة مفتوحة كبيرة، يتوزعها الصالون وصالة الطعام والمطبخ. بسقف مرتفع يصل الى أكثر من 7،5 أمتار، تزينه عوارض خشبية طليت باللون الرمادي الداكن. وفي الشقة أيضاً غرفة نوم رائعة مع غرفة للملابس، صالة كبيرة للحمام، وأخرى لحمام صغير. صالة للرياضة، وأخرى للغسيل. وفي الخارج «تراس» بديع، يطل على أسطح منازل لندن وأجمل مناظرها.
الصالون هو الجزء المركزي للشقة. تم تصميمه بطريقة توفر الرفاهية والاسترخاء. يضم كنبتين كبيرتين تحملان توقيع «اوغستين» ومن تنجيد كريستيان لياغر وكيلي هوبن، مع مجموعة من الوسائد المتعددة الأحجام من قماش الكتان والمخمل من شيري الهولندية مع كراسي كلوب «ستريكنغ مارتيني» من تصميم «بروميموريا».
بقوائم من البرونز مغطاة بقماش«فوكس لينتون وبارت هالبرن»، منسقة على شكل «U» بمواجهة المدفأة. تتوسطهما طاولة منخفضة كبيرة بلون خشب الأرضيات، والمجموع على سجادة بلون أحادي، يتناغم مع لون أقمشة الكنبات. أما عناصر الإضاءة باللون الأبيض فهي من تصميم أنديا مهدافي.
مساحة الطعام، تتوسطها طاولة سفرة كبيرة مستطيلة الشكل من خشب الوينغي الداكن تحيطها كراسٍ (عدد 12) بيضاء بقوائم معدنية. وعند رأسي الطاولة اختارت كيلي مقعدين منجدين بجلد صناعي، تقليد لجلد الثعابين.
وطرحت على الأرض الى جانب الطاولة بساط تقليد لجلد الحمار الوحشي، مما أضفى طابعاً خاصاً يذكر بأجواء جنوب أفريقيا. وفوق الطاولة تتدلى ثريا حديثة مستطيلة الشكل من أبتكار مهدافي أيضاً. وعلى الجدار المقابل لطاولة السفرة، اختارت كيلي مرآة عملاقة بإطار خشبي أبيض، من تصميم مهدافي. وعلى جانبي المرآة علقت مجموعة من الصور بالأبيض والأسود. وتفصل بين مساحة السفرة ومساحة الصالون، دوائر متلاصقة معلقة من ابتكار كيلي والى جانبها مقعد مغطى بالمخمل الأصفر يعود الى عام 1920. تقول كيلي: «إستخدام الأشكال المتباينة للأثاث، من أجل خلق أثارة بصرية، هو أمر طبيعي بالنسبة إلي، ودائماً ما أزاوج بين أقمشة مختلفة بطريقة فجة».
يضيف الدرج اللولبي مظهراً جمالياً الى هذه المساحة، بالإضافة الى دوره في الوصول بنا الى «الميزانين»، حيث تم تنسيقه كمكان للاسترخاء والمطالعة أو مشاهدة التلفزيون، يتوسطه سرير كبير، تزينه مجموعة كبيرة من الوسائد بألوان مختلفة. وحول المساحة عند أسفل الجدران، عرضت كيلي مجموعة كبيرة من الصور التي تحبها كثيراً بالأسود والأبيض. ويوفر هذا المكان جلسة مريحة تتيح إطلالة بانورامية رائعة على الصالون.
أما المطبخ الذي يحتل مساحة كبيرة، فقد وُزعت عناصره بطريقة حديثة خاصة جداً. هياكل العناصر كلها من خشب الوينغي باللون الداكن، تشكل امتداداً لخشب الأرضيات، بينما مسطحاتها العليا باللون الأبيض. في وسط المساحة نصبت كيلي باراً من تصميم «مهدافي» والى جانبه طاولة مستديرة الشكل تحيطها مقاعد بيضاء ويعلوها عنصر إضاءة مستدير الشكل ومبتكر من تصميم «أوكر»، لتشكل ركناً غير تقليدي لتناول الوجبات. فالمطبخ كما تقول كيلي أصبح المساحة المفضلة في المنزل، فهو ليس فقط لتحضير الطعام، بل مكان للاجتماع والدردشة وتناول الوجبات. بشكل جعل أستخدام غرفة السفرة فقط للمناسبات الكبيرة». ويفصل المطبخ عن الصالون كرسي شفاف معلق على شكل فقاعة، يتدلى من السقف بواسطة سلسلة معدنية.
غرفة النوم الرئيسية، تم تصميم كل شيء فيها ليتطابق مع أحلام كيلي هوبن وحسها الفاخر، وقد نسقت بسرير أنيق يحيط به من كل جانب منضدة ومصباح اضاءة مميز من ابتكار انديا مهدافي بينما زين السرير. غطاء من المخمل ووسائد من ابتكار كيلي هوبان في مقابل السرير. وعند المدفأة نسقت جلسة من مقعدين، بينما زين رف المدفأة بشمعدان وبعض الصور بالأسود والأبيض تمثل العائلة.
يهيمن على جو الغرفة صور لأثنين من الكلاب الرشيقة من تصوير وليم ويغمان. أما الأبواب الكبيرة للغرفة، فقد نفذت من خشب السنديان المطلي باللون البني الداكن.
الحمام الرئيسي للغرفة يتميز بمساحة واسعة ومظهر ناصع البياض مصاغ بخطوط هندسية منحنية واضاءة ناعمة. وقد رصعت الأرضية الرخامية بالخشب الأسود بتشكيل باهر التأثير، اما الحنفيات والدوش، فقد تم صقلها لتضفي المزيد من الأناقة والألق على أجواء المكان. وبما ان التخزين امر مهم في الحمام فقد ابتكرت العديد من الخزائن تحت المغسلة، وذلك لترتيب المناشف وادوات الحمام.
وفي القسم الغربي من الشقة، إستحدثت كيلي مساحة رائعة، هي تراس بديع يوفر اطلالة نادرة على أسطح عمارات لندن التقليدية. وقسمت المساحة من خلال أثاث أنيق، قسم للجلسات، قسم الى جانبه لتناول الطعام، وفي الطرف وُضعت كراسٍ مستطيلة توفر إغفاءة حالمة لحمام شمس يندر حصوله في مدينة الضباب.
تلخص كيلي مغامرتها في هذه الشقة قائلة: «عندما تعمل على مساحة كبيرة، المهم أن تحتفظ بالبساطة ما أمكن. عندما يضع الزوار أقدامهم في منزلي، لديهم الشعور بالقول «واو» تعبيراً عن دهشتهم. ولكن إذا ما توقفوا عن تحليل ما حصل، سيجدون في النهاية أن هدفي هو أن أترك الحرية للمكان بالتعبير عن نفسه. أكثر من إفتعال عناصر مضجرة في تأثيرها، فالمساحة الكبيرة لا ينبغي أن تكون مساحة للاعلان عن الأثاث».
وفي النهاية المهم أن «تضع ثقتك بحدسك الأولي»، كما تقول كيلي.
أوجدت كيلي في القسم الشمالي الغربي من المنزل فضاء جديداً، هو عبارة عن تراس منسق بطاولة وكراسٍ من اللون الرمادي، تزينها وسائد من اللونين المائي والبترولي.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024