تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أحمر منفرد على قطع الأثاث!

يعود الى عالم الديكور هذا العام، بأشكال فريدة طريفة وغريبة. يبعث الحيوية في الأثاث ويشعل الدفء في المساحات الباردة، وينشر المرح في الأمكنة الكئيبة. هذا اللون القديم - الجديد، الآتي من أحضان السنين الماضية، يحمل في ملامحه مجد تاريخه الزخرفي العريق، وبعض رموزه التي عجز الزمن عن تغييبها. رموز محفورة في الذاكرة الجماعية للشعوب، تتوارثها جيلا بعد جيل.

وفي عالم  الديكور، عرف الأحمر مجداً كبيراً منذ اكتشافه. وخلال تعاقب العصور الماضية، تجلى في أروع الإنجازات الزخرفية في القصور، اضافة الى استعماله في زخرفة الأقمشة الملكية الثمينة والسجاد في البلاطات الأوروبية، كذلك في البلدان الشرقية. رافق الأحمر دائماً التيارات الفنية المختلفة عبر العصور وكان له تأثيره فيها خصوصاً في الستينات والسبعينات التي تجلى فيها الأحمر في أعمال رائعة لا تزال حتى اليوم مصدر الهام للكثيرين من المصممين الشباب. اذا كان اللون الأحمر مميزاً في حضوره الرائع وجاذبيته، فانه يعتبر من أصعب الألوان في المعادلة الزخرفية. فهو يفرض نفسه بشكل طاغٍ، في كل مكان يشغله، بحيث لا نرى سواه، مما يستدعي الدقة في المعالجة والإتزان في استخدامه بتناغم تام مع ما حوله من أشياء. واذا كان للأحمر هذه الصفة النرجسية، فانه الى جانب ذلك من أكثر الألوان حيوية وجاذبية.
المصممون الإيطاليون هم من أكثر العشاق لهذا اللون، فهو لا يغيب أبداً عن أجواء تصاميمهم، ومشاريعهم الزخرفية. يستحضرونه من خلال زخرفة جدار أو مقعد، أريكة، أو عنصر من عناصر الزينة، الى جانب أقمشة المفروشات والستائر التي يأخذ الأحمر منها حصة كبيرة. فلا تكاد تخلو جلسة انيقة من حضوره الدافىء الجذاب والقادر على «تسخين» أكثر المساحات الزخرفية برودة و كآبة. واذا كان للأحمر حضوره الجذاب، فالاكثار منه يصيب  التناغم الزخرفي بالخلل. فهو من الألوان المؤثرة في السلوك، والاسراف في استعماله خصوصاً في غرف النوم قد يصيب البعض بالأرق. لذلك يفضل معالجته بلمسات ناعمة بسيطة، أو من خلال مزاوجته مع ألوان ثانية.

يتجانس اللون الأحمر مع الكثير من الألوان، مولداً معها جواً جديداً رائعاً. فيأخذ من خلال قطعة من السجاد وألوان الخشب البني الغامق مظهراً عصرياً دافئاً.
ويمكن تعزيز رونق اللون الأحمر، بمزاوجته بستائر من اللون الأخضر و مشتقاته. كما ان الأحمر ينسجم تماماً مع اللون البيج ويخفف بهتانه، بمعالجة بسيطة ورشيقة. فهو يزيد رونق كنبة مصاغة باللون البيج وذلك من خلال قطعة مزخرفة من القماش الأحمر تطرح فوقها أو بعض الوسائد الحمراء المشلوحة.

كما ان مزاوجة الأحمر مع اللون الزهري، البرتقالي تتيح الحصول على ديكور بالغ  الحداثة، بطابع من تيارات «البوب آرت»، وأجواء الستينات والسبعينات الماضية. بينما يوفّر مع اللون الأخضر الزجاجي أو الأزرق جواً أنيقاً مشبعاً بالطابع الزخرفي الأنكليزي. أما في تجانسه مع الأسود والرمادي، فإنه يضفي على الديكور  طابعاً حديثاً بالغ الأناقة. أما الموف والبنفسجي فيولّد تجانسهما مع الأحمر جواً مدهشا فيه مزيج من الترف والفخامة.

ويدخل الأحمر بشكل رائع، في أجواء الديكور الخاصة بالأطفال ليكون شريكا  لأغلب العناصر الزخرفية  التي تشكل عالم أناقة غرفهم الجميلة وألعابهم. يعززه الأصفر، الأزرق، الأخضر، بلمسات مدهشة جميلة.  أما مناسبات الأعياد فلا تكتمل أناقة موائدها بغير اللون الأحمر، حيث ينثر فوقها بأوراق من الورد أو يزينها من خلال مصابيح، لنتيجة رومانسية مذهلة، تجعل منه اللون المثالي لديكور المناسبات، ولكنه يتطلب منا جرأة خاصة في استعماله. ويجد الأحمر مكانه المميز أيضاً في داخل «باروكي»، وسط أجواء من التذهيب والأقمشة الثمينة مثل المخمل، البروكار، والتحف وأطر  اللوحات المذهبة. وكلها عناصر تساهم في ايجاد جو دافىء مشبع بالترف والأصالة. ولكن أكثر المساحات ملاءمة للأحمر هو الديكور العصري الحديث، حيث يجد هذا اللون  قمة تألقه في المواد المالسة واللامعة مثل «اللاك»، المعدن، «البلكسي غلاس»، إضافة إلى عناصرالإضاءة التي تقدم الكثير من الشخصية للديكور، حتى في ظل داخل مصاغ بعناصر من الديزاين بألوان باردة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079