الجلد عنوان جديد لأناقة فطرية
لننسَ وإن قليلاً، الأقمشة وورق الجدران والملصقات الزخرفية. لننسَ الخشب والمعادن وكل المواد التي تشكل عادة عناصر الديكور المنزلي. لننسَ كل هذا ونرحب بالجلد.
هذه المادة النبيلة التي قلما نعطيها حقها من الأهتمام. فها هو اليوم يعود الى الأضواء، زاحفاً دون تردد نحو مساحات جديدة في فضاءات المنزل فبعدما كان إستخدام الجلد يقتصر على بعض قطع الأثاث، نجده اليوم، ومن خلال إقتراحات جديدة وغير مسبوقة، يستعيد موقعه بين العناصر الزخرفية الراقية.إستخدام الجلد تعدى كل الحدود السابقة فهو يستعمل أيضاً في تلبيس الأرضيات حيث يترك طابعاً من الترف وحضوره الجديد، يأخذ إبعاداً لم يسبق له أن عرفها.
فهو الآن يتمدد على الأرضيات، ويغطي الجدران، ويغلف قطع الأثاث على أنواعها وأشكالها. ومن أجل ذلك تتسابق المصانع على تقديمه في صيغ جديدة وألوان متعددة، سهلة الاستخدام وتلبي كل الميول والرغبات وتستجيب لكل الأذواق والاتجاهات. وهو متوافر في شكل لوحات ومربعات لاصقة، تضمن لاستخدامه نتائج باهرة.
هذه الألواح من الجلد تطبع مرحلة جديدة من مراحل الزخرفة الداخلية. واستخدامها لا يقتصر على المحترفين والمهرة، فهواة الفن الزخرفي أيضاً، أصبح بإمكانهم التعامل مع الجلد من خلال أمكانات تقنية حديثة، سهلة التثبيت مما وفر لهم مجالاً للتعبير عن ميولهم وأذواقهم، ورغبتهم في التجديد من دون تكاليف عالية.
فتلبيس الجدران والأبواب وقطع الأثاث على اختلاف انواعها بات من السهولة بحيث يمكن مقارنته بلعب الأطفال، على حد تعبير أحد العاملين في هذا المجال.
وتعتبر شركة Cuir au Carré من أكثر الشركات نشاطاً لتطوير تعميم استخدام الجلد في كل المجالات الزخرفية من خلال ما تبدعه في كل موسم من اساليب ومجموعات جديدة، حررت الجلد من صورته القديمة الصارمة، لتمنحه طابعا اكثر زهوا وطرافة وعصرية.
ففي مجموعتها التي تحمل اسم Libertine تقدم لنا نماذج جميلة من مربعات الجلد المالس والمزغب بمقاس ٣٠ سم، أو ١٥ سم وذلك بألوان من الزهري والأبيض والأسود.بينما نكتشف في مجموعة أخرى مثل Kyoto نفحة من الشياكة والترف، توفر خيارات رائعة من انواع الجلد الأكثر نبالة، مصاغة بألوان مدهشة من الأحمر، الأسود، الفضي، والفحمي.
أما مجموعتا Minerais et Provence فنجد فيهما الجلد بألوان حية صاخبة فجلد التمساح المعرق الملمس يكشف وجهاً جديداً مثيراً بايقاعات من ألوان الفستقي، البرتقالي، المرجاني، الفوشيا، والفحمي. بينما نجد الجلد المبرغل، بألوان من الأزرق، الأصفر، الفستقي، المرجاني والبرتقالي.أما في مجال الأثاث المنزلي، فنرى الجلد يحتل مكاناً بارزاً في عالم الديزاين، ويساهم في تشكيل الكثير من الكنبات والمقاعد والكراسي والآرائك والوسائد، وكذلك الطاولات والمكاتب.
وإستخدام الجلد تعدى اليوم كل الحدود السابقة، فهو يستعمل أيضاً في تلبيس الأرضيات حيث يترك طابعاً من الترف، كما في الأسقف، وغيرها من الأماكن والمساحات التي لم يكن تصورها ممكناً من قبل.ونجد من الجلد ما هو مخرم مثل الدانتيل، مطرز، مكسر، مشرط، مثقب أو مطبوع. يستعمل بشكل منفرد أو يدمج مع مواد أخرى، بسيناريوهات مختلفة الأجواء مثيرة للأحاسيس الناعمة.
والمظهر الأنثوي الجديد الذي يحمله الجلد الملون بايقاعاته البيضاء النقية،الزهرية الناعسة أو الفوشيا، سمح بدخوله الى غرف النوم، والمجالس الحميمة الخاصة حاملاً معه نفحة من النعومة أو «الغلامور».وقد يكون من المناسب هنا الاشارة إلى الجهود الكبيرة التي تبذل في سبيل إنتاج نوعيات من الجلد الصناعي المعالج تحاكي في مواصفاتها ومظهرها الجلد الطبيعي بحيث يصعب التفريق بينهما حتى على المختصين.
وهذه الجهود تلقى تقديراً خاصاً لدى مختلف الفئات، وعلى الأخص تلك التي تسعى للمحافظة على البيئة والأنواع الطبيعية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024