الأرائك سيدات الأمكنة وسادتها!
عالم الديكور، عالم تختلط فيه الألوان بالأشكال. تتجاور فيه المواد الأصيلة والمواد المصنّعة. عالم يعالج الأمكنة ويمنحها الملامح المرغوبة.. مدهشة، ملونة وحالمة..
في هذا العالم تبرز الأرائك (الكنبات) كعناصر أساسية، تلعب دورها بأناقة وكفاءة لا يمكن مقارنتهما بأي شيء آخر. هي عنوان الرفاهية، ورمز الراحة، ومرآة تعكس الثقافات والأمزجة.
منها الصارم، ومنها الطريف، ومنها الغريب، ومنها الكلاسيكي ومنها الحديث. ولكنها في كل أطوارها تبقى التجسيد المثالي لأناقة مختارة. بعضها من المعدن المطلي او المبرنق، أو من الخشب، الجلد، «الرزين»، أو منجّد بالأسفنج ومغطى بأشكال مختلفة من أنواع القماش الفاخر، أحادي اللون أو معرّق يستعير من أجواء الخريف أو الحدائق الصيفية ملامحه الساحرة. وفيها من الألوان التي تخرج من دائرة الظل، لتشعّ في الفضاءات بإيقاعات جسورة غير مسبوقة.
هي القطع الأساسية التي لا يتشكّل مجلس، ولا تكتمل حلة المكان من دونها. سواء في الشقق الصغيرة ،أو في البيوت الكبيرة وصولاً الى القصور. فإن الكنبات تبقى سيدات للأمكنة.. لا ينازعها في ذلك عنصر آخر. ولأنها بهذه الصفات والمواصفات، يتوقف على إختيارها تحديد هوية الداخل.
لكن كيف نختار هذه القطع الرئيسية عند تأثيث المنزل؟
ليس من السهل اختيار الكنبات أ مام وفرة الأشكال والخصائص. فهناك الكنبات «الكنغ سايز» للعائلات الكبيرة، والكنبات الصغيرة الحجم للمساحات الحميمة الصغيرة. كذلك الكنبات القابلة للتعديل، والتي تسمح بتجميع قطعها، أو زيادة تمدّدها في المكان، بما يتناسب مع حاجة أصحابها. كما أن هناك الكنبات القابلة للتحوّل الى سرير، في بعض الحالات، لاستقبال ضيف للنوم، الى غير ذلك. ولا ننسى أيضاً الكنبات المتنوعة الطرز من كلاسيكية، وكنبات القيلولة، إضافة الى أنواع وطرز مختلفة طريفة غريبة، بنظام مختلف.
تتعدّد الأشكال والألوان، بملامح زخرفية، منوعة مزروعة بالأزهار أو مزخرفة بخطوط هندسية تتجانس ألوانها أو تتباين وتتقاطع، لتؤلف الصورة المطلوبة والمنسجمة مع إطار المكان الزخرفي، مانحة في الوقت ذاته جواً دافئاً وودياً.
الطابع الكلاسيكي هو من الطرز الجذابة التي لا تبطل، فهذه الكنبات حاضرة دائماً في الكثير من أساليب الديكور بلمسات زخرفية مختلفة وأقمشة بديعة منجدة، أو يمكن نزعها من القطن، الكتان، المخمل الحريري الناعم.
أما الكنبات التقليدية الرصينة، فتتميز بخطوط بسيطة نقية ومواد نبيلة، ونجد منها ما هو ملبس بالجلد الأبيض أو بإيقاعات أخرى فاتحة، تجد مكانها الطبيعي الجميل، داخل شقة أو منزل عصري أنيق. كما نجد الكنبات العصرية الحديثة بأشكال مبتكرة ومواد وألوان متباينة أو صاخبة طريفة تعبّر عن اتجاه جديد في فن الديزاين.
ومعظم هذه الأنماط من الكنبات تجسّد بأناقتها وجلساتها الوثيرة معنى الرفاهية بكل ما لها من أبعاد. فهي تندمج في المشهد الديكوري بأناقة، لتزيده قيماً جمالية. بسيطة مزينة بغطاء منقوش للزينة أو بوسائد أحادية اللون أو ملونة. فهي مثالية للإستقبال تأخذ طابعها التزييني الأنيق بتناغم مع كل ما يحيطها. وبعض الكنبات تتميز بأشكال غير معتادة ورفاهية خاصة مميزة، تجعل منها أقرب الى العمل الفني الخالص، مع إحتفاظها بوظيفتها الأساسية. كما تأخذ بعض الكنبات أشكال الزوايا لتشغل ركنا من الصالون، بألوان زاهية مدهشة تتخلّلها لمسة من الجسارة.
كما نجد الناحية العملية في بعض نماذج هذا النوع من الكنبات والتي دمجت فيها مساحات خاصة لتخزين بعض الأكسسوارات داخلها، مما يتيح تجاوز مشاكل الترتيب في المساحات الضيقة. الى جانب هذه الأحجام من الكنبات، نجد الأحجام العملاقة للصالات الكبيرة الواسعة. وقد تتألف هذه الكنبات، من قطعتين يصل طول كل منها الى 180 سم. بعمق 100سم وارتفاع 81 سم. وهي تتوافر غالباً مع مساند لليد.
ونجد بعض الكنبات المريحة بهيكل من الخشب في مجموعة «روش بوبوا» المستوحاة من الطبيعة، أو بأشكال مستوحاة من تيار «البوب آرت» بألوان حية صاخبة، مؤلفة من عدة وحدات مستقلة، تسمح بتنسيقها في المكان بحرية وتناغم تام مع مزاج كل شخص ورغبته.
كما يمكن اختيار كنبات للإستلقاء تسمح طواعيتها بأساليب مختلفة للجلوس، وهي توفّر سهولة في توزيعها في الصالة، وتتميز هذه الأرائك بظهر متحرك غير ثابت يتماشى استعماله مع أساليب مختلفة. كما أن هذا النموذج من الكنبات يمكن استعماله بإضافة المزيد من الوحدات لشغل مساحة صالون واسع. كما يمكن تزويده بالعديد من الطنافس الملحقة.
أما الكنبات المنجدة، الصغيرة الحجم، فهي تندمج تماماً في المدخل، أو الصالونات الصغيرة والمكاتب، أو أنها تأتي لتكمل جلسة في صالون تحتلّه كنبة كبيرة منجّدة بقماش من الكتّان الطبيعي الأسمر.
إختيار الكنبات، يأتي في سياق عام لتحديد الطراز أو الأسلوب وبالتالي تحديد هوية المكان.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024