أثاث كامل الأوصاف من الاسمنت المسلح!
كلنا نعرف الاسمنت المسلح من خلال ورش البناء، نثمن مواصفاته الفريدة، ونقدر دوره ومساهماته الكبيرة في مجال العمارة. ولكن يبدو أن البعض لا يكتفي بالتثمين والتقدير. بل يذهب الى أبعد من ذلك بكثير، ليقول ان قصر دور هذه المواد النقية، على الأعمدة والأسقف والأرضيات، هو تقصير بحقها. بل هو إجحاف يجعل منها مواد تقليدية، ويغيب الكثير من إمكاناتها التي تتعدى كل حدود.
ومن أجل ذلك عمل بعض المصممين على إستدعاء الاسمنت المسلح، الى داخل البيوت، وإفساح المجال له للمشاركة في الحركة الزخرفية، بل ودفعه قدماً الى مواقع لم يكن ليصل اليها من دون مخيلة المبدعين الذين عملوا بجدية بالغة وبذلوا جهوداً كبيرة لكي يقدموا لنا أعمالاً تثير الدهشة والأعجاب.
لقد منحوا الاسمنت المسلح وظائف جديدة، وحوّلوه الى عنصر من عناصر الديكور والزخرفة الداخلية، وأفسحوا له المجال لكي يؤكد مرة جديدة طواعيته وإستجابته المطلقة لأعمال معاصرة، لا يمكن بعد اليوم تجاهلها. وإذا كانت هذه العملية قد بدأت في الخمسينات من القرن الماضي، غير أننا نرى أن السنوات الأخيرة حملت معها نتاج هذه المسيرة الطويلة الصامتة، لتعلن عن ولادات جديدة بالغة الاتقان والكفاءة. وتتميز بجمالية خاصة وبقدرة متفوقة على أداء الوظائف المطلوبة منها. فها نحن نشهد ولادة خط جديد من الأثاث المنفذ بالاسمنت المسلح: مقاعد وكراسٍ وثيرة، مكتبات منزلية دقيقة، وطاولات تثير الأعجاب.
وقد ودع الاسمنت المسلح لونه الرمادي التقليدي، ليكتسب مروحة ألوان مدهشة، تناسب كل الأجواء، وتلبي كل الأذواق، وتتيح لنا تأثيث بيوتنا بأسلوب جديد باهر. ولم يقتصر الأمر على الألوان، بل تعداها الى مجال التعبيرات، لنكتشف قدرة الاسمنت المسلح على التلاؤم مع الأجواء العصرية الأنيقة، وبلمسات لا تخلو من الحلم والشاعرية. بالاضافة الى العمل الكبير الذي تم على الملمس، والذي أصبح حريرياً في نعومته وبازغاً في لمعانه.
منزل قديم، أو فيللا جديدة أو شقة عصرية، كلها مساحات تحولت الى مختبر لذوق العصر ومزاجه وتطلعاته، مزاج يدور حول استخدام هذه المادة بعدما نفض عنها الغبار، وذوقت بأشكال وألوان مدهشة لتساير بحضورها الجديد مخيلة الكثيرين وأحلامهم.
وكان لتطور التقنيات الحديثة، دور بارز في منح هذه المادة مساحة مفتوحة للحراك والتشكيل، وأعادت تعريفها و تصنيفها وتوزيع استخداماتها بأساليب جديدة، مانحة لكل جانب منها ابعاده الجمالية والوظيفية، في ايجاد الأجواء المريحة بمسحة من الرفاهية.
تتغير هذه المادة وتتبدل بأشكال عديدة في مظاهرها وملمسها وألوانها مانحة لنفسها في كل مكان تعبيراً جذاباً ومفردات جديدة. فهي تارة تغطي الأرضيات بطابع ناعم الملمس لامع او خشن محزز، او تغطي الجدران بايقاعات ملونة أو تشكل الجلسات وأجواء الغرف والصالات، بتناغم مع أكثر المواد ثراء وفخامة. مما يمنح للأماكن التي يحل فيها الاسمنت أجواء مغايرة لكل ما هو معتاد أو متوقع.
ومن أبرز الذين نجحوا في تطبيع استخدام الاسمنت في الداخل الفنان Taporo الذي وقع بمخيلته الخصبة الكثير من المبتكرات الزخرفية وقطع الأثاث، متأثراً ومنذ الطفولة ببعض النحاتين ومصممي «الديزاين» الذين كرسوا مواهبهم لتطوير استخدام هذه المادة في المجالات الزخرفية الراقية.
فابتكر تابورو العديد من قطع الأثاث وعناصر الإضاءة وغيرها من المبتكرات التي ساهمت في ابراز جمال الاسمنت في كل حالاته وصوره، فاتحاً بذلك آفاقاً جديدة سمحت بتنفيذ العديد من الأفكار غير المسبوقة.
وسمحت هذه التقنيات بتنفيذ مفروشات متفردة من الاسمنت بخطوط بسيطة ناعمة، خفيفة، تتناغم مع تصاميم اجواء المنازل العصرية خصوصاً «اللوفت».
مبتكرات صلبة، متينة، لن تصدعها الحرارة أو يؤثر فيها الجليد، مما يسمح بإستخدامها في الداخل والخارج: في الداخل إبتداء من الصالون مروراً بغرف النوم وصالة الطعام والمطبخ وصولاً الى صالة الحمام.
وفي الخارج إبتداء من مقاعد لجلسات الحديقة أو مناضد أو أوانٍ للزهور والنباتات المختلفة. بتصاميم مجردة بسيطة، نقية الخطوط، تبرز جماليات هذه المادة الطبيعية النبيلة التي تغطي أيضاً مساحات لامتناهية من الأرضيات والجدران والكثير من الديكورات العصرية، بألوان لم تكن معهودة سابقاً.
ولعل ما يميز هذه المادة أيضاً هو سعرها المناسب والذي هو في متناول الجميع.
ويمكن الحصول، اليوم، على قطع من الاسمنت المسلح بمقاسات معيارية، مقصوصة وجاهزة للأستخدام في أي مساحة، مهما تنوعت مقاساتها. كما يمكن تغطية الأرضيات بسهولة فائقة، دون التعرض لمشاكل صب الاسمنت على الأرض مباشرة مما يختصر الوقت والكلفة.
كما يمكن المزج بينها وبين الرزين لصنع مبتكرات من الأكسسوارات وقطع الأثاث البالغة المتانة في أكثر من أسلوب وطابع زخرفي. فالأثاث المصاغ من الاسمنت، هو إلى جانب شكله العصري الجميل، يتمتع بوزن خفيف الى حد ما، وهو قابل للتعديل، سهل الحركة والمزاوجة مع مبتكرات أخرى من مواد متنوعة.
كما انه يشكل اليوم آخر صيحات الموضة التي تستهوي الجميع، وخاصة جيل الشباب المحبين للتغيير وتجاوز الصياغات المألوفة.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
بعد حديثها عن ارتداء الحجاب... صور جديدة لحلا...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024