تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

خطوط مبسّطة تحدّد المساحات

خطوة جريئة في منزل «سوبر» عصري صمّمته إدارة غاليري «ايديه» تحت إشراف المهندس خير الله الذي يعمل على إبراز مساحات المنزل وتوزيع الأثاث وفق المساحات لجعلها أكثر رحابة وهناء للعيش.

إثر الدخول إلى هذا المنزل العصري يحدّد المهندس خير الله أن الفكرة الهندسية لهذا المنزل هي: «Minimalist Architecture» بحيث تبرز الخطوط المبسّطة التي تحدّد المساحات لتعطي من جهة صورة عن هوية المالك وطريقة عيشه، ومن جهة أخرى تؤكّد الجاذبية والرقي في هندسة المساحات. كما أن هذه الخطوط قد تعزّزت باللوحات والمنحوتات التي جمعها المالك، وهي تزيد عصرية المنزل وجمالية الأعمال.

ويتضمّن الباب الرئيسي جداراً خشبياً، وهو يفصل بين الأماكن الخاصة وأماكن الاستقبال. وقد اختير الخشب ليكون المادة الأكثر رفعة لتزيد الدفء في أرجاء المنزل.

في الداخل برزت هندسة المساحات المفتوحة، وأضيفت فواصل كالجدار بين غرفتي الطعام والصالونات، لكنه ازدان بمدفأة مفتوحة على الجانبين تزيد ترابط المساحات وتوزّع دفئها على الجهتين. كما تضمن للزينة فجوة تمتلئ بالحصى صيفاً وبالخشب شتاءً. كما علّقت لوحتان رومنسيتان لامرأة ورجل جانب المدفأة، وإلى أسفلهما إطار خاص بجهاز موسيقى. أما كل قطع الأثاث فتتوزع بشكل خطوط مستقيمة وكأنها تبرز شخصية المالكين في نسق عيشهم وتصرّفهم. الأسود والأبيض يسودان هذا المنزل، إذ تتوزّع الصوفات السوداء لتتمازج مع الأبيض الذي يبرز في الطاولة عند وسط الغرفة، والأريكتين المربّعتين.

وتكسر ألوان الطاولات الثلاث عند إحدى الزوايا «احتكار» اللونين الأبيض والأسود لتترك لمسة خاصة في هذه الغرفة. وخلف الجدار الفاصل تقبع غرفة الطعام حيث تتوزّع كراسيها بشكل نادراً ما نراه في منازلنا على شكل مثالثة، فكل جهة من الطاولة تضمّ ثلاثة كراسي، وهذه الفكرة انطلق بها خير الله وتوسّع بها وصولاً إلى المساحات المفتوحة خارج المنزل. وبخطوط مبسّطة أيضاً جاور ركن غرفة الطعام حيث توزّعت كراسي جلدية تساعد على استضافة أكبر عدد ممكن من الضيوف أو حتى يمكن استعمالها بعيداً عن طاولة الطعام وكراسيها. مواد نبيلة تتحكّم في هندسة الطاولة والكراسي، كما يمكن تحميلها أوزاناً تفوق ما تتحمّله الطاولات والكراسي الخشبية.

وعاد الدرسوار إلى غرفة الطعام ليمتدّ في خط واحد عصري مستقيم ويتّسع لأعداد كبيرة من قطع المآدب، ويحمل في خطوطه البسيطة المستقيمة لمسة جمالية تحقّق الراحة والعملية في استعمالها. ولبست الطاولة حلّتها من شمعدان من الكريستال الأسود لا يمكن وصفه إلا بأنه رائع. في هذه المساحات زاوج خير الله بين التنظيم الهندسي وقطع الأثاث، كما سمح بدخول النور وزاده قوة باستعمال الألوان البيضاء لتوفير راحة بصرية تستفيد من المساحات المفتوحة.

وتوزّعت اللوحات في أرجاء المنزل بروح واحدة أرادها المالك وأودعها «مملكته» لأنها ترضيه.

ولكن ما نراه أكثر غرابة هي الأكسسوارات وقد توزّعت في قطع من حديد بأشكال نموذجية لكراسٍ معدنية مطليّة بلون الفضّة المعتّقة. وقد توزّعت في غرفة الطعام ودائرة كبيرة كالتي نراها على الدرسوار في غرفة الطعام. وتطالعنا واحدة على باب المنزل الرئيسي وكأنها تروّج لزميلاتها في الداخل... نسق أحبّه المالك فما علينا نحن إلا احترامه في منزل!

وتلفت الزائر بساطة الأعمال التي اتّصفت بأناقة مع الإضاءة المخفيّة والمباشرة التي خصّصت لمساحة غرفة الطعام في شكل مربّعات وغزت حتى غرفة الجلوس التي «زرع» فيها خير الله مقاعد عديدة موزّعة بشكل شبه مربّع للحصول على مزيد من الأماكن.

واللافت أيضاً أن لا ستائر تشغل واجهات المنزل ونوافذه بل وحدها الستائر البيضاء المعاكسة لأشعة الشمس تشغل هذه الأقسام لتجانسها وروح المنزل.

وإلى غرفة النوم الرئيسة تتوزّع الخطوط مع اللون الأبيض، ويفصل حائط ما بين سرير كبير مزدوج وركن خاص لمكتب المالك بحيث لا زخرفة أو أكسسوار يسكن مكاناً ما باستثناء لوحتين فوق السرير تتكلمان بألوانهما على روح العصر. وللغرفة حمام كبير حيث الجاكوزي حاضر بحداثته، ويسود اللون الأبيض بامتياز هذا المكان.

وإلى «التيراس» الخارجية جلسات وثيرة وعديدة وهي أيضاً باللون الأبيض لأنها الأكثر جمالاً مع أضرار الشتول من حولها والأكثر انسجاماً مع روح المنزل. وتمتدّ كراس وطاولات وجدار أسود يسكنه «باربكيو».

 


المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079