هل تستفيق بوليوود من الحلم الهوليوودي بعد 100 عام؟
بعد مرور 100 عام على ولادة سينما بوليوود، لا تزال الهند مسكونة بسحر السينما الهوليوودية. يبدو ذلك جلياً من خلال ما يقوله خبير التجميل الهندي الشهير ميكي كونتراكتر الذي يرسم ملامح أيقونات بوليوود، أو حتى اللقب الذي يلازم المخرج الهندي المبدع غورو دوت Guru Dutt.
لقبه «أورسن ويلز الهند» نسبة للمخرج الأميركي Orson Welles وتعبيراً عن حجم موهبته.
ومع ذلك، تبقى لسينما بوليوود خصوصيتها وحميميتها التي تلامس الأحاسيس بواقعيتها وإنسانها وتواضعها العميق. وهذا تحديداً ما يميّزها عن سينما هوليوود الخيالية حتى الخرافة وتفوّقها البطولي مهما بلغ إبداعها.
سيّد بوليوود العصريّة
ميكي كونتراكتر: «السيناريوهات التي تكتب الآن في بوليوود تغيّرت»
كان حلمه طوال ثلاثة عقود إحداث نقلة تقنية ولونية في السينما الهندية، أو «مثل ما تفعله هوليوود».
إلاّ أنه يحمل بين أنامله فرشاة شرقية السمات تألقت معها عيون ملكات بوليوود، آشواريا راي وبريانكا شوبرا وكاجول التي يحرص على عدم المساس بحاجبيها الملتصقين. فشكلهما يمنحانها هويتها الجمالية.
هي كذلك السينما الهندية غير المثالية التي تحمل سحراً خاصاً أبعد من جمال أيقوناته. من هي أجمل وجوه الشاشة التي لامستها فرشاته؟ «الكثير الكثير! ولتسمية القليل منهن أذكر آيشواريا راي وبريانكا شوبرا وراني موخرجي وديبيكا بادوكون».
التوازن بين الموضة والتقاليد، العصري والثقافي
«مثل ما تفعله هوليوود»، هل هذا ما كان وما زال يسعى وراءه؟ يقول سيّد بوليوود ميكي كونتراكتر «أظن أن الشيء الأكثر أهمية في بوليوود أو حتى في هوليوود هو تعزيز الثقة عند الممثلين.
السر هو فهم احتياجاتهم، وما هو جيد لهم، وما يجدي نفعاً معهم. أنا أعمل في هذه الصناعة منذ وقت طويل جداً، وشهدت تحولها على مرّ السنوات. السيناريوهات التي تكتب الآن في بوليوود تغيرت وباتت تتعامل في مسائل أكثر عصرية، مما يفضي أيضاً إلى شخصيات مختلفة، وفي النهاية إلى طلات مختلفة.
أحاول التطلع إلى الغرب لمعرفة الموضة الرائجة هناك، واتجاهات الموضة والطلات التي يتم ابتكارها وأستوحي أفكاري من الأجزاء التي أشعر بأنها ملائمة لبوليوود- وأولّد بالتالي التوازن بين الموضة والتقاليد، العصري والثقافي». ما أو من هو مصدر إلهامه اليوم بعد الفنانة هيلين ريتشاردسون خان؟ «هيلين كانت وستبقى مصدر إلهامي.
إنها سرمدية». يبدي ميكي تعلقاً بماضي بوليوود لكنه يتطلع إلى هوليوود بعينيْ الدهشة كفنان وطفل.
يضيف : «النساء الهنديات والعربيات يعشقن العيون الداكنة. أنا أؤمن بأن الماكياج شخصي وهو يهدف إلى منحك الثقة ولذلك يجب أن يكون متناغماً معك». ولعل هذه السمة الجمالية المشتركة تفصيلاً جوهرياً يجذب العالم العربي إلى سينما بوليوود.
الأفلام الهندية... حضور قوي في المهرجانات العربية
فيلم Qissa حصد جائزة أفضل ممثلة في مهرجان أبو ظبي السينمائي
عرض مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي بدورته السابعة أفلام هندية ذهبية من أرشيف بوليوود الغني كما شارك عدد من الأفلام في المسابقة الرسمية.
عن فئة عروض السينما العالمية، عرض فيلم «صندوق المجوهرات» إخراج أبارنا سن، مبني على حكاية شهيرة تدور حول ثلاثة أجيال من النساء من خلال علاقتهن بصندوق مجوهرات ينتقل من جيل إلى آخر.
أداء رائع وذكي للممثلتين موشومي شاترجي وكونكونا سن شارما. أما عن فئة الأفلام الروائية، شارك فيلم «سيدهارث» للمخرج ريتشي مهتا.
قصة قوية ومؤثرة عن بائع شوارع فقير في مدينة دلهي يبحث بيأس عن ابنه الصغير المفقود، صورة إنسانية صادقة عن مجتمع الكادحين الغني بوجود العائلة والحب.
أما فيلم «قصة» الذي شارك عن فئة «آفاق جديدة» للمخرج أنوب سينغ فيعود إلى مرحلة ما بعد استعمار الهند وتحديداً عام 1947.
يجبر رجل من طائفة السيخ على الفرار من قريته بسبب التطهير العرقي. يحاول بناء منزل لأسرته ويضطر لإبقاء هويتها الحقيقية سراً عن المجتمع المحيط.
الفيلم من بطولة تيلوتاما شومي التي حصدت جائزة أفضل ممثلة عن أدائها المؤثر وعرفان خان. وهذا الأخير هو نجم بوليوود الذي انتقلت موهبته إلى هوليوود. هو بطل أفلام The Lunchbox وLife of PiوSlumdog Millionaire وThe Amazing Spider-Man ...
احتفالاً بـ 100 عام على السينما الهندية...
فرصة استثنائية لمشاهدة أيقونات الشاشة وإرث السينما الهندية، ومحاضرة بعنوان : «100 عام من السينما الهندية : دراسة الماضي لتحديد المستقبل» في مهرجان أبو ظبي السينمائي بدورته الأخيرة.
من كلاسيكيات الشاشة الفضية عرض أحد أفلام المخرج غورو دات Pyaasa «الظمأ الأبدي». وهذا الفيلم تضمنته لائحة Time لأفضل 100 فيلم من كل العالم ولكل الأوقات.
وهو قصة شاعر يصارع ليثبت وجوده في الهند في مرحلة ما قبل الإستقلال.
أفلام هندية مستقلة بين الخيال الحالم والواقع الصادم في «مهرجان دبي السينمائي الدولي» العاشر
يحتفل «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بالسينما الهندية» تلبية لتطلّعات عشّاق سينما شبه القارة الهندية، خلال الدورة العاشرة من المهرجان.
وفي هذا الصدد، تقول مستشارة برنامج «احتفال بالسينما الهندية دورثي وينر : «نفخر هذا العام بإقامة ثلاثة عروض عالمية أولى ضمن برنامج «احتفال بالسينما الهندية»، وسوف نشهد أفلاماً مستقلة تستحقّ العرض على الشاشة الكبيرة، بما ستقدّمه من أفكار عميقة، وجودة سينمائية راقية، تعكس تطوّر السينما المستقلة في الهند».
قتل المواليد الإناث في القرية
تضمّ قائمة الأفلام التي تمّ اختيارها للعرض ضمن البرنامج، فيلم المخرج أميت كومار بعنوان «مواجهة مونسون» الذي تدور أحداثه حول الخيارات الشخصية وتأثيرها على حياة الآخرين، حيث سنتعرّف على الشرطي «أدي»، وهو في أولى مهماته، بينما مومباي غارقة بأمطارها الموسمية، وهو حيال اتخاذ قرار سيغيّر مجرى حياته.
سنكون في الفيلم أمام ثلاثة سيناريوهات تستند إلى قرار «أدي»، لكن مهما كان القرار فإنه ضمن نظام يُرغمه على التنازل عن جزء من أخلاقياته.
أما المخرجة مودوريتا أناند فتقدّم فيلم «كاجاريا» التي تعيش في قرية صغيرة شمال ولاية هاريانا. بينما تدخل ميرا عالم الصحافة في نيودلهي، تلعب كجاريا دوراً بشعاً يتمثل بقتل المواليد الإناث في القرية لأسباب دينية. يلتقي عالما المرأتين، إذ تكتب ميرا مقالاً يحقق لها النجومية، ويغير حياة الإمرأتين إلى الأبد.
«القصيدة الأخيرة» عن رواية رابندرانات طاغور
في فيلم «القصيدة الأخيرة» يطلّ علينا المخرج سومان موخوبادياي بفيلم مقتبس من رواية بالعنوان نفسه لشاعر الهند الكبير رابندرانات طاغور.
يروي «القصيدة الأخيرة» قصة أميت راي، المحامي خريج أوكسفورد الذي يقع في غرام امرأة بسيطة اسمها لابانيا. تتطوّر علاقتهما الرومانسية في «تلال شيلونغ» عبر سلسلة من الحوارات والقصائد التي سيكتبها الواحد منهما للآخر.
رغم عشقهما، يقرّر كل واحد منهما الزواج من شخص آخر، إيماناً منهما بأن رتابة الزواج تقتل نقاوة حبهما، إلا أن أميت سرعان ما يجد نفسه غير راضٍ وغير قادر على التخلي عن حبيبته.
من جنوب الهند، وبلغة الماليالية يقدّم المخرج شاجي كارون فيلم «الروح الخالية»، حول نغم الحياة الذي يمكن أن يضطرب ويتقطّع، وقد يتناغم أيضاً مع مشاعر الحب والغيرة والكره والحقد. هذا وارد مع أوني العازف المتمرس على طبل التشيندا، وهو ينجذب نحو الراقصة ناليني، مما يعزز تفانيهما في الفن.
لكن يبقى شغفهما عاجزاً أمام اضطراب حياة أوني، وخلله النفسي المتجذر منذ الطفولة، الذي يفضي إلى نهاية حتمية سوداء.
فيلم مونيكا بيلوتشي الهندي المفضل
كشفت الممثلة الإيطالية - المعروفة بانفتاحها على السينما العالمية من خلال أدوارها في السينما الفرنسية والإيرانية - إعجابها بسينما بوليوود وانجذاب الأوروبيين إليها. وذكرت أن فيلمها الهندي المفضل هو Bandit Queen.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024