تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ألفت عمر: التسوّق في هونغ كونغ أفلسني!

رغم حالة الإبهار التي سيطرت عليها في رحلتها إلى هونغ كونغ، عانت هناك ايضاً من بعض المشاكل.
الفنانة ألفت عمر تتحدث عن تلك الرحلة وما أبهرها هناك وما واجهته من مشاكل وتعترف بأن التسوق في هونغ كونغ أفلسها.
كما تتكلّم عن النظام والنظافة والناس الذين يسيرون في الشوارع وكأنهم اسراب طيور.

بدأت ألفت عمر حديثها قائلة: «سافرت إلى بلدان عديدة، لكن هذه أول مرة أسافر فيها إلى هونغ كونغ، وأعتبرها أول إجازة لي أتعرف فيها على العديد من الأشياء المدهشة التي لم أرها من قبل.
وعايشت في تلك الرحلة العديد من الإيجابيات، لكن لاحقتني مشاكل أيضاً، فقد ذهبت إلى هونغ كونغ في فصل الشتاء وكان الجو أكثر من رائع وممتع جداً، وفور وصولي وجدت الجو ممطراً، إلا أنه كان دافئاً جداً إلى درجة أن الناس في الشوارع كانت تسير مرتدية ملابس صيفية وخفيفة، مع أننا كنا في فصل الشتاء.
هذا لم يثر إعجابي بقدر ما أدهشني. وأثار إعجابي النظام المروري السائد في البلد والنظافة، فأغلب الناس يستخدمون في حركتهم المرورية الدراجات.
ورأيت المواطنين على درجة عالية جداً من النظام حتى في سيرهم في الشوارع، فتراهم يسيرون بطريقة منظمة تذكرني بأسراب الطيور، الى درجة أشعرتني بأنهم يتدربون على طريقة المشي هذه وكأنهم في عمل استعراضي.
ولم تكن الدراجات وسيلة المواصلات الوحيدة المنظمة في هذه البلد، بل أبهرني مترو الأنفاق ذو التكنولوجيا المتطورة، فقد كان فائق السرعة ويشبه القطار إلى حد كبير في هونغ كونغ.
لكن كانت المفاجأة أنه عندما توقف المترو في المحطة رأيت مركزاً تجارياً كبيراً مكوناً من سبعة طوابق غاية في الفخامة والرقي والاتساع، ويضم كل الماركات العالمية التي يطلبها أي شخص، وهو موجود في كل المحطات التي يتوقف فيها المترو.
وتتسم المباني في هونغ كونغ بأنها عالية جدا وغاية في الفخامة والرقي رغم صغر مساحتها».

تسوق
وتضيف: «وجدت أيضاً بين كل شارع وشارع معارض كبيرة فيها أشياء كثيرة للشراء، من أثاث المنزل إلى سيارات ودراجات وأزياء، فكل ما تحتاج إليه لا بد أن تجده في هذه المعارض.
وكان جو البلد نقياً ونظيفاً، ولا يوجد أي نوع من أنواع التلوث لا سمعي ولا بصري. أما بالنسبة إلى التسوق فأنا أعتبر هونغ كونغ من البلاد الرائعة في هذا المجال، وقد اشتريت منها أشياء كثيرة... أكثر ما أعجبني المعاطف الفرو، والأزياء هناك غاية في الروعة والأناقة.
وفي الحقيقة كل شيء أبهرني، وأعترف بأن التسوق هناك أفلسني، فلم أكن أتخيّل أبداً أنني سوف أشتري كل هذه الأشياء، لكن كل شيء كان مغرياً في التسوق، سواء الأزياء أو الماكياج.
كل شيء في هذا البلد مذهل وخاصة التسوق، فالأسعار رائعة والأشياء في منتهى الجودة، وأنا أرى أن هونغ كونغ تشبه روسيا كثيراً في العديد من ملامحها، وقد استمتعت هناك ووعدت نفسي بأن أذهب اليها كل عام إن شاء الله».

مشكلة
تكمل ألفت عمر: «عادة عند كل سفر لي، حتى لو كان قصيراً، هناك أشياء لا يمكنني أن أستغني عنها مهما حدث، فلا بد أن أحمل معي فرشاة أسناني ومعجوني الخاص ومنظف اليدين وسجادة صلاة ومصحفاً، فلا يمكنني أن أغادر بيتي في رحلات طويلة أو قصيرة دون اصطحاب هذه الأشياء الخاصة بي التي لا يمكنني أن أستخدم غيرها في أي مكان أذهب إليه، إذ أعتبر وجود هذه الأشياء معي جزءاً كبيراً من راحتي النفسية في أي مكان أذهب إليه، سواء داخل مصر أو خارجها.
وبما أنها كانت أول مرة أذهب فيها إلى هونغ كونغ فقد اصطحبت معي خريطة لتسهل عليَّ الخروج والتجول في أي مكان أريده، فأنا في بلد لا أعرف فيه أي شيء، لكنني أحب أن أكون المرشد السياحي لنفسي.
وبالطبع واجهت مشكلة كبيرة في التحدث مع المواطنين هناك، فقلّة تتكلم الإنكليزية، وكان من الصعب جداً التعامل معهم. ولم تكن هذه المشكلة الأولى والأخيرة التي تواجهني، بل وجدت أيضاً أنه لا يمكنني أن أستوقف سيارات الأجرة من أي مكان، بل يجب أن أذهب إلى المحطة الخاصة بها سيراً على القدمين، ولا بد أيضا أن أستقل السيارة التي يأتي دورها، فكل سيارات الأجرة تقف في طابور منظم ولا يعمل إلا السائق الذي يأتي دوره.
حتى المواطنون المارون في الشوارع لهم إشارة مرورية لكي يعبروا الطرق في نظام محكم ومنظم. وقد أدهشني النظام العام للبلد وتمنيت أن أجد مصر يوماً ما هكذا».
تواصل ألفت حكاياتها عن تلك الرحلة قائلة: «من أبرز المعالم في هونغ كونغ شارع كبير حلزوني الشكل فيه العديد من الراقصين والراقصات يرقصون بمنتهى المهارة والحرفية على مدار ساعات طويلة، ولا يملّون ولا يتعبون.
وقد أمضيت يوماً كاملاً في هذا الشارع أستمتع بمشاهدة هؤلاء الراقصين، ومر الوقت دون أن أدري بسرعة فائقة، واستمتعت جداً في هذا اليوم وأعتبره من أكثر الأيام التي فرحت فيها في رحلتي إلى هونغ كونغ.
وكانت هناك مفاجأة كبيرة بالنسبة إلي في نهاية هذا الشارع لم أكن أتخيلها، فقد وجدت مطعماً مصرياً شهيراً اسمه «فلفلة» له فرع كبير في شارع الهرم.
وأقول إنها مفاجأة كبيرة لي لأنني بالفعل عانيت كثيراً في هذا البلد في موضوع الطعام، وكانت هذه أكبر مشاكلي منذ وصولي حتى مغادرتي هونغ كونغ، فمن الصعب على أي إنسان أن يتأقلم مع طعام كالذي في هذا البلد، فرائحة الطعام غير شهية.
وحاولت أن أقنع نفسي بأن رائحته فقط هي التي ربما تكون سيئة، لكن للأسف الطعم أيضاً لم يكن لذيذاً أبداً.
فالأطعمة هناك باختصار لا طعم ولا رائحة ولا نكهة، لا أدري كيف يتناول الناس المقيمون في هذا البلد هذا الطعام، ولم أستطع أن أتقبل تناول الأكل في أي مطعم دخلت إليه، وأمضيت أياماً عديدة لم أتناول فيها سوى الباتيه والعصير.
وبسبب الطعام ألمّت بي وعكة صحية لم أغادر بسببها غرفتي في الفندق لمدة يومين، حتى أنني كرهت كل الطعام.
لكن بعد بحث طويل عن مطعم عربي لم أجد سوى مطعم تركي الطعام فيه جيد مقارنة بالطعام الذي أمرضني. واكتشفت بعد مرور أيام عديدة في هذا البلد أن الغالبية العظمى من العرب هناك لا يتناولون الطعام إلا في مطاعم عربية عديدة سورية ومصرية ولبنانية يديرها طباخون عرب ممتازون.
ومن المدهش أيضاً أنني اكتشفت أنه يوجد علامة معينة موحدة على هذه المطاعم لكي يتعرف عليها الزائرون العرب، ووقتها شعرت بأنني وجدت نفسي وكأنني كنت تائهة، فالطعام من احتياجات الإنسان الأساسية، ومن المستحيل أن أقدر على تناول طعام كالذي تناولته في هونغ كونغ».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079