مدن تستقبل السنة الجديدة على طريقتها
بدأ العد العكسي لنهاية السنة الميلادية، وبدأت معه غالبية شعوب الأرض التفكير في استقبال السنة الجديدة كل على طريقته.
معظمنا يفكّر في الطريقة التي يستقبل بها العام الجديد، بعضنا يريدها بداية تنطلق من مدينة غريبة في احتفالاتها وبعضنا يفكّر في مدينة كلاسيكية في احتفالاتها، وفي كلتا الحالين نريد إجازة تشحننا بالتفاؤل والطاقة.
برلين بوابة براندنبرغ والمليون محتفل
لسهرة رأس السنة أهمية كبرى في برلين. كل عام تستقبل بوابة براندنبرغ احتفالاً رائعًا يضاهي الإحتفالات التي تقام في لندن ونيويورك وباريس، إذ يجتمع عند ميدان بوابة براندنبرغ نحو مليون شخص، وتتنوع المشاهد، حلقات رقص وخيم تضم فرقًا موسيقية تعزف للجماهير المحتشدة، عروض ليزر وأنوار، وعروض الأربع جهات في العالم، وكل ذلك مجانًا.
والعرض الأكبر يقوم في ساحة باريسه بلازا حيث تشكل بوابة براندنبرغ المشهدية الخلفية للعرض الموسيقي، بينما يبدأ خلف البوابة "Party Mile" حيث حلبات الرقص، ومسارح ونوادٍ ليلية تتجاور وتمتد بضعة كيلومترات على طول بولفار شارع 17 من جوني حتى قوس النصر.
تبدأ المهرجانات الموسيقية عند السادسة والنصف مساءً وتبلغ ذروة الإحتفال لحظة حلول الساعة الثانية عشرة حين تبدأ الألعاب النارية تحلق في فضاء ليل برلين الديوج، ويستمر الإحتفال مع بزوغ فجر سنة جديدة.
اللافت أنه رغم وجود مليون نسمة في هذه الساحة، فإن المعايير الأمنية صارمة جدًا وتُمنع المفرقعات والأكواب الزجاجية والزجاجات.
شاطئ بونداي في سيدني رأس السنة يبدأ على الشاطئ
الإحتفال برأس السنة الميلادية على شاطئ بونداي في سيدني فريد من نوعه، فالسياح من كل أنحاء العالم يجتمعون ليحتفلوا باستقبال العام الجديد على الشاطئ وليشاركوا أهل سيدني أسلوبهم في الإحتفال.
فيما يكون أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية سبقوهم في العد التنازلي لنهاية العام، يكون سكّان سيدني وزوّارها على الشاطئ اللؤلؤي يستعدون بعد نهار طويل استمتعوا خلاله بشمس أوستراليا الصيفية وأمواج المحيط الهادئ وهي تداعب هواة الرياضة الشراعية، لإستقبال العام الجديد، حين تبدأ الفرق الموسيقية اجتياح الشاطئ مع غروب الشمس لتصدح في أجواء المحيط الرحب كل أنواع الموسيقى فيغرق هدير موجه في رمال الشاطئ.
برشلونة وحبات العنب الإثنتا عشرة
تفتخر المدينة الثانية في إسبانيا بهويتها الثقافية وبفورانها الفني، كما تفتخر بأنها مدينة احتفالات بامتياز تملك حياة ليلية صاخبة لا تهدأ إلا عند بزوغ الشمس.
يفضل الأسبان عامة وسكان برشلونة خاصة الإحتفال برأس السنة الميلادية خارج بيوتهم، ليشربوا الكافا ويتناولوا الإثنتي عشرة حبة عنب على إيقاع الإثنتي عشرة دقّة لمنتصف الليل.
تجتمع الحشود في لاس رامبلاس الشارع الرئيسي الذي يربط وسط المدينة بالشاطئ.
والطريقة المثلى لمشاركة سكان برشلونة لحظة حفلة التسلّم والتسليم بين أعوام الزمن هي الحجز في أحد المطاعم الموجودة على المرفأ أو في وسط المدينة، والإنتهاء من العشاء عند الحادية عشرة ليلاً للإستمتاع بالجو الإحتفالي الرائع الذي يسود شوارع المدينة إلى ما بعد منتصف الليل، كما يمكن حضور استعراض الألعاب النارية التي تزين سماء المرفأ أو ساحة كاتالونيا.
في روسيا عليك دفع ديونك قبل نهاية العام... وإلا!
ترتبط ليلة رأس السنة عند الشعب الروسي بعادات وتقاليد خاصة. فكبار السن يقولون مثلاً إن على المرء أن يدفع كل ديونه قبل انتهاء العام، وإلا سيبقى طوال السنة المقبلة يعيش في الدين، وإنه من الضروري جدًا الإعتذار ممن أخطأنا إليهم أو غضبنا منهم وعلينا مصالحتهم.
كما يقال أيضًا إنه لا يجوز النوم أثناء الإحتفال بنهاية العام وإلا سوف يخسر النائم السنة الجديدة كلها... ويقال أيضًا إن كل الأماني التي يفكّر فيها الناس في لحظة بدء السنة الجديدة تتحقق.
يبدأ الإحتفال بالسنة الجديدة في الحادية عشرة ليلاً حين تجتمع العائلة حول مائدة العشاء مزينة بزينة العيد، وقبل منتصف الليل بخمس دقائق تبث كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كلمة رئيس روسيا مهنئًا الشعب بالعام الجديد.
وفي ساحة الكرملين حيث تحتشد الجماهير الغفيرة للإحتفال بلحظة انتقال الزمن تدق الساعة في برج سباسكي عند منتصف الليل، يليها النشيد الوطني الروسي.
وبعدها يبدأ الإحتفال وتملأ فضاء الساحة الحمراء الألعاب النارية، غير آبهة ببرد موسكو.
قرية سانتا كلوز في فنلندا
إذا كانت العائلة ترغب في اكتشاف مقرّ أسطورة سانتا كلوز فما عليها إلا التوجه إلى فنلندا. فخلال كانون الأول/ديسمبر تشكّل قرية سانتا كلوز معلمًا سياحيًا احتفاليًا بامتياز، حيث تغطّي طبقات الثلوج الكثيفة قرميد بيوت القرية والغابات المحيطة بها وتتجوّل قطعان الأيائل بانسياب وهي تجرّ عربات الثلج.
في هذا الجو الإحتفالي يعيش الأطفال عالم الأساطير المتحقق في متنزّه سانتا حيث اكتملت أبعاد الإحتفال من زينة وموسيقى وأنوار وشخصيات تقوم بأدوارها.
هنا لا أحد يأبه لصقيع الشمال الأوروبي، فدفء الإحتفالات يغيّر المعادلات المناخية وقهقهة سانتا كلوز التي تصدح في المتنزّه تدخل الفرح في قلوب الكبار كما الصغار ليعيشوا مغامرة فريدة وهم يستقبلون العام الجديد في عقر دار الجنرال الأبيض.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024