تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

لندن عاصمة المملكة... التي غابت عنها الشمس

لندن. هذه المدينة التي يصعب الإمساك بحركة الزمن فيها، وأنت تسير في أحيائها الفسيفسائية، مدينة متسارعة النبض رغم بطء حركة الضباب الذي يلفّها، هي معبد الفن الكلاسيكي الإنكليزي ومملكة الأعمال والإقتصاد الأوروبية، ملجأ كل التجارب الثقافية والإثنية.
إنها أكثر من مدينة وأكبر من عاصمة لمملكة كان يقال عنها «الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس».
غابت الشمس عن الإمبراطورية وانكفأت جغرافيتها وظلت لندن عاصمة المملكة المتّحدة، بريطانيا، تروي حكايات شكسبير الذي اختارها لتكون المسرح الذي يلعب إبداعه في كواليسه.

ناشونال غاليري
ناشونال غاليري واحد من أقدم المتاحف في العالم وأكبر متاحف إنكلترا.
لذا فإن زائر لندن لا يمكنه تفويت فرصة التجوال في ناشونال غاليري الذي يعتبر تحفة السير روبرت سميرك.
يضم هذا المتحف مجموعة كبيرة من المومياءات المصرية، وحجر روزيت الشهير الذي يسمح بقراءة الحروف الهيروغليفية المصرية القديمة، كما يضم أعمالاً برونزية لبنين تعود الى القرن السابع عشر.
فيما يستحضر عالم عصر النهضة والفن الإنطباعي ليغطي كل حقبات الرسم من ليوناردو دافنتشي وبوتشيللي، ورامبرانت وموريللو وتورنر وفان دايك وسيزان وغيرهم من مبدعي عصر النهضة والعصر الحديث.

برج لندن وتاور بريدج
منذ عام 1087 يطغى برج لندن على ربع الجنوب الشرقي للمدينة، يقف ببهاء مفتخرًا بجمال هندسته المعمارية التي تحكي روايات متناقضة في شخصياتها وأدوارها وأحداثها، فقد كان البرج مقر العائلة المالكة في بداياته، ليتحول في العصور الوسطى إلى دار العملات، ثم ترسانة للأسلحة ومن ثم سجنًا بعدما انتقل هنري الخامس عشر إلى مقر إقامته الجديد.
ومنذ عام 1941 أصبح معلمًا سياحيًا، وراهنًا هو من ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو. يجدر بزائر البرج ألا يفوّت البرج الأبيض.
أما تاور بريدج رمز لندن القريب من برج لندن فلا يزال معلّقًا فوق نهر التايمز Thames منذ عام 1894 ممسكًا ببرجيه المنبثيقن من النهر اللندني يداعب على صفحات مائه وجه المدينة الفيكتوري الذي يراقب سكان لندن وزوّارها ويحدق إلى إيقاع الحياة السريعة الذي يغلب على المدينة.

غرينيتش والأحياء التي تنبض بالأخضر
عند جنوب شرق لندن وعلى ضفاف التايمز يمتدّ حي غرينيتش الراقي ذو الطابع الريفي الخاص جدًا.
هنا في هذا الحي تنتشر الأبنية التاريخية ذات النمط الكلاسيكي ويمتد فيه متنزّه غرينيتش الذي وضع تصميمه LE Notre لو نوتر مهندس حدائق فرساي الفرنسية، فيما في كينغ وليام ووكKing william walk ترسو منذ عام 1954 على البر واحدة من أجمل السفن الشراعية في العالم، سفينة كاتي ساركCutty Sark وكأنها تعبت من خوض عباب البحر منذ عام 1869 حين كانت تنقل الشاي من الصين وقماش الصوف بين نيوزيلندا وبريطانيا.
وعند غرب لندن يقع حي ريتشموند الريفي القابع في مساحة خضراء على ضفة الماء، حيث تنتشر مقاهي الرصيف والنوادي الليلية.
وفي شمال لندن حي هامبستيد Hampstead الذي يجذب المفكرين والفنانين، فهذا الحي يعانق أرضًا مزخرفة بالخشب قرب هضاب تتيح رؤية بيوت جميلة ذات نمط الهندسة الجورجية وبدايات ظهور النمط الفيكتوري.
ومن قمة البرالمان Parliament hill تبدو لندن حسناء إنكليزية تنبثق وسط الضباب لتغتسل بحرارة الشمس التي تزورها بين الحين والحين، فتمنحها مشهدًا عز نظيره في العالم.

متنزّه سانت جيمس
بكل عناية يوفر متنزّه سانت جيمس مشهدًا جميلاً لـ و«يستمنستر» وقصر باكنغهام، وقصر سانت جيمس وشرفة كارلتون وهورس غارد باراد.
يعيش زائر المتنزّه لحظات من الاسترخاء الفردي حيث الزهور بكل أنواعها تتماوج بحركة فريدة مستعرضة ألوانها وأشكالها، تزنّر البحيرة العائمة وسط المتنزّه.

للتسوّق في لندن شوارع...
بعد باريس، لندن. هكذا ينصح هواة التسوّق أصدقاءهم. فالتسوّق في لندن متعة خصوصًا في مواسم التنزيلات والحسومات، فهنا تجد آخر صيحات الموضة لأهم دور الأزياء، فإذا كنت تريد أن تكون السبّاق في الموضة فلتكن لندن بعد باريس وجهتك المطلوبة.
فشارع بوند ستريت فردوس التسوّق حيث توجد بوتيكات لأهم دور الأزياء العالمية مثل محلات برادا ودولتشي أند غابانا وغوتشي وتيفاني... وغيرها من البوتيكات التي تغري هواة التسوّق والأناقة.
أما هواة التحف والأثاث المنزلي فيكفي أن يتجولوا في شارع 9 آبرميرل 9-Abermarle حيث يوجد بوتيك مايفير بول سميث الخاص بأثاث المنزل.
ويعرض المتحف أعمال هذا المصمم الإنكليزي في مجال الأثاث و أغراضه الشخصية. وفي منطقة نايتسبريدج يقع مركز هارودز التجاري في شارع برومتون Brompton، وهو يغص بالزوار من كل أنحاء العالم ليعيشوا تجربة التسوّق على الطريقة اللندنية.
وفي الشارع المحاذي لهارودز تلتقي الجاليات العربية حتى أنك تخال نفسك في بلد عربي.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  تموز 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077