أندونيسيا البلاد التي تفور جمالاً...
كما طوق اللؤلؤ المتغلغل بين ثنيات المرجان متحدّيًا الزمان وأحداثه الطبيعية والإنسانية، يسبح أرخبيل أندونسيا بجزره الـ17000 بين المحيط الهندي والمحيط الهادئ منذ أن كتب التاريخ سطوره التي تستحضر إزدهار أندونسيا وثراءها قبل ألف سنة، حين كانت بواخر الصين تركب المحيط مأخوذة بعطور خشب الصندل وشمع النحل.
كل شيء في هذه البلاد السابحة في الجزء الآخر من آسيا يجعلها كما البركان تفور جمالاً لامتناهيًا. تقاليد يعود عمرها ألف سنة لقبائل البابوس، ومسرح الظل، وأشغال حرفية بأشكال متعددة، خزّان المصادر الطبيعية الذي لا ينضب، بؤرة الثقافات الغامضة، أصبحت أندونسيا راهنًا أرض نخبة السياح الباحثين عن المغامرات، حيث تجذب جزر بالي وموقع بوروبودور حشود السياح الأوروبيين.
جاكارتا العاصمة حيث يتناثر الفن المعماري الكولونيالي
جاكارتا عاصمة البلاد ومركزها الإقتصادي تكشف اليوم عن وجه عصري لمدينة آسيوية بإمتياز. تحضن جاكارتا معالم تعود إلى حقبة الإستعمار الهولندي.
ولعل منطقة باتافيا القديمة (كوتا) الشاهد التاريخي الأقدم على الحضور الهولندي في أندونسيا، بساحتها تامان فتح الله المرصوفة بالحجارة، ليأخذك جسر سوق الدجاج إلى عالم القرن السابع عشر، أما المرفأ القديم سوندا كيلابا حيث تتمايل السفن الشراعية ماكاسار بهدوء وتجعلك تستحضر تاريخ أندونسيا حين كانت السفن الصينية ترتاح عند شطآنها مأخوذة بعطر الصندل، فكان حي غلودوك صينيًا منذ عام 1741.
وتشعر بالغرابة أثناء التجوال في المتحف الوطني الأكثر استثناءً في جنوب شرق آسيا. لتنهي جولتك في عصر الإستعمار في ساحة بانتيغ Banteng square حيث يتناثر الفن المعماري الكولونيالي بسخاء.
بالي مقصد السياحة العالمية
فردوس إستوائي، حقول أرز رحبة وغابات مترفة. تحوّلت جزيرة بالي بسرعة إلى مقصد للسياحة العالمية يقصدها السياح ليستمتعوا بالجمال الطبيعي وما تخفيه من سحر آسيا وثراء ثقافي لم يكتشف بعد. ولعل منطقة أوبود من أجمل المواقع التي يجدر بالسائح زيارتها فهنا التجوال ببطء بين القرى الوديعة والاستمتاع باكتشاف ثراء التقاليد مثل الرقص والموسيقى والأعمال اليدوية، والمعابد الرائعة الساكنة على ألسنة صخرية ترتطم أمواج البحر عند أقدامها، فيبدو المشهد منافسة صامتة بين التاريخ و البحر كل واحد يستعرض بهاءه من دون ملل.
ونزولاً عند بيديغول نحو الشاطئ الشمالي حيث مشهد فوهة البركان المهيب وزرقة بحيرة غونونغ باتور يجعل زائر المكان يغوص في عالم من المشاهد البانورامية الرائعة يحملها في ذاكرته من دون أن يُبهت الزمان نضارة ألوانها.
سومطرة وعودة سكان الغاب
تشتهر سومطرة بغناها الطبيعي، وبكنوز الهندسة المعمارية وبالثقافة التقليدية.
ففي جزيرة كراكاتوا، جنوب سومطرة، تقع غالبية المواقع المهمة شمال الجزيرة، ويبدأ برنامج الرحلة فيها من ميدان إلى بادانغ، حيث يتمكن الزائر من اكتشاف بوتينغي المدينة الجبلية ومركز ثقافة مينانغكابو، وبوكيت لاوونغ المشهورة بعودة سكان الغاب، خصوصًا عند بحيرة دانو توبا البحيرة الأكبر جنوب شرق آسيا، التي يجتاحها منخفض فريد من نوعه تكوّن بفعل بركان قبل مئة ألف عام.
أرخبيل نوزا تينغارا قطيع من الجزر السابحة في الأزرق
يضم أرخبيل نوزا تينغارا، جزيرة لومبوك حيث يعيش الزائر قمة الإسترخاء على شواطئ رحبة يشرف عليها بركان مهيب.
وتشتهر جزيرة غونونغ رينجاني، بأسواقها الشعبية التقليدية التي تعرض الأشغال اليدوية المحلية مما يجعلها جزيرة سياحية بامتياز.
أما سومبا فتوفر مزيجًا رائعًا من الثقافة الشعبية وشواطئ لؤلؤية عذراء رحبة لم تجتاحها المدنية الحديثة.
وفي جزيرة كومودو مستعمرة تعيش زواحف الوارل في بيئتها الطبيعية الخلابة.
وفي فلور البركانية المشهورة ببحيراتها المتماوجة الألوان كيلي موتو وبقراها التقليدية في منطقة باجاوا، وبشطآنها الرائعة لابوانباجو.
عادات أندونسية
في أندونسيا لا تحاول مدّ يدك اليسرى فهي تعتبر رمزًا لعدم النقاء عندما تريد إعطاء شيء لأحدهم، بل عليك استعمال يديك الإثنتين خصوصًا عندما تريد مساعدة عجوز، فهذه إشارة للإحترام.
كما عليك تجنب الحديث مع الآخر ويداك عند الوركين فهذه الوضعية تعني إزدراء الشخص الذي تتحدث معه، وهي تمثل الغضب والعدوانية في الرقص التقليدي الشعبي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024