تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

فندق بولغاري في لندن...

في قلب لندن، العاصمة البريطانية الزاخرة بالتاريخ والمفعمة بالحياة العصريّة، أقامت دار بولغاري Bvlgari العريقة حفلة افتتاح فندقها الجديد.
واختارت تحديداً «نايتسبريدج» أهم شوارع لندن وأكثرها رقياً، ليكون المكان الاستراتيجي لثالث فنادقها بعد ميلانو وبالي. تميّز الاحتفال بأجواء مذهلة ورائعة كانت مزيجاً من الرقيّ الانكليزي والفخامة الايطالية.
حضره عدد من المشاهير كإيزابيللا روسيليني وإيشوارا راي وديف باتيل وبيترا نيمكوفا وغيرهم، ورجال وسيدات أعمال ووجوه من المجتع اللندني، بالإضافة الى صحافيين من كل أنحاء العالم.


نبدأ من الواجهة الخارجيّة للفندق، ببساطتها وفخامتها تعبّر عن جمالية اعتمدتها الدار، وتحضّر للأجواء التي سنكتشفها في الدّاخل.
ويتسنى لنا في الداخل، بعد جولة قصيرة، ملاحظة الالق والفخامة والسحر المذهل الذي يميّز الفندق والذي طالما كان رديفاً لمنتجات بولغاري المترفة.
تفاصيل عديدة تشكّل الفرق ولكن أهمها والذي يعتبر نقطة التحوّل والتميّز عن بقية الفنادق الفخمة: الفضّة.
أرادت بولغاري في هذا الفندق أن تتخطى عالم الضيافة بكل مقاييسه وتقدّم ما هو جديد. فكانت فكرة التصميم الرئيسية تحيّة الى مؤسس الدار سوتيريو بولغاري.

ورث السيد بولغاري حرفة صياغة الفضة عن والده في اليونان قبل أن يهاجر الى إيطاليا ويوّسع أعماله هناك. تمثّل هذه المادة تاريخ الدار وقد أعتمدت بشكل واسع في كل الاقسام ودخلت في أكثر التفاصيل.
نبدأ من البهو الذي يضمّ مجموعة كاملة من الاواني الفضيّة الفريدة الخاصة بالدار بالاضافة الى الموسوعة الخاصة بالحرفيين الايطاليين المتخصصين بصياغة الفضة، وقد نشرت بين 1958 و1974 وهي دليل فريد من نوعه.

ومن البهو يمكن اختلاس النظر الى المقهى IL BARحيث جدران الماهوغاني والانوار المتلالئة. وعند ولوجه أول ما يخطف النظر المشرب البيضوي الشكل والمصنوع من «الستينليس ستيل» بتقنية صياغة الفضة.
هنا يمكن تذوق أشهى المقبّلات والمشروبات الايطالية. ويصل درج فخم مزيّن بالفضة بينه وبين المطعم IL RISTORANTE يزينه حائط بديع منقوش برموز من تراث بولغاري Bvlgari .
هنا يمكن الاستمتاع بأشهى الاطباق الايطالية على يد الشيف الشهير روبي بيبان في جو يعكس الاناقة والالق الايطاليين .

أما جوهرة الفندق فهو السبا الممتد على مساحة طبقتين. انه المكان الذي لا يمكن أن تفوته إذا كنت تبحث عن الاسترخاء والراحة. تجربة رائعة يقدمها اولا بفضل أجوائه وديكوره وثانيا بفضل اهم الاختصاصيين في التدليك.
يذهلك التصميم الايطالي العصري المطعّم بإرث بولغاري كما في بقية الاقسام. الألوان والمواد هنا، اختيرت خصيصاً لتساعد النزلاء على الاسترخاء.
أما خبيرة التدليك فتدقق في كل التفاصيل لمعرفة ما يناسبك ولتصل بك الى أفضل نتيجة. وأفضل ما يمكن الاستمتاع به بعد جلسة تدليك هو العوم في حوض السباحة الاكبر-25 متراً- والمطّعم بالموزاييك الذهبي والاخضر اللامع.
وللتزود بالنشاط يمكن ارتياد النادي الرياضي حيث يفصّل المدرّب الشهير جيمس دوغان برنامجا خاصا يناسب حاجات كل زائر.

يضم الفندق 85 غرفة وجناحاً تتمتع بتفاصيل مذهلة مستقاة مجدداً من تاريخ بولغاري كالستائر الحريرية والاسرّة المزيّنة برسوم ونقوش خاصة بالماركة والمصابيح المستوحاة من شمعدانات بولغاري الفضيّة.
انه نمط يسيطر على المكان برمّته.
أمّا صالة الحفلات التي تتسع ل 140 مدعواً فتتوسطها ثريتان مبهرتان مصنوعتان من الفضة يضاهي بريقهما الانوار المنبعثة منهما فتضفي على القاعة فخامة وجمالاً.

ولم يقتصر استخدام الفضة على المواد، بل تفرد فندق بولغاري بشاشة فضيّة في صالة تتسع ل47 مشاهداً تعرض أفلاماً كلاسيكية وحديثة حصرياً لنزلائها، كذلك تستعمل لاغراض صحافية وعروض خاصّة.


فرانشيسكو تراباني

للتعرف أكثر على قصة هذا الفندق كان لـ«لها» لقاء مع رئيس قسم الساعات والمجوهرات في شركة LVMHالسيد فرانشيسكو تراباني المتحدّر من عائلة بولغاري والذي عمل ورافق وساهم في تطور دار بولغاري Bvlgari منذ العام1984.

- ما الذي دفعكم الى دخول عالم الضيافة في الوقت الذي تملكون فيه شهرة عالمية في عالم المجوهرات الراقية؟
هو قرار اتخذناه في التسعينات وتطوّر بسرعة. حذونا حذو الشركات الأخرى في محاولة تطبيق خطّة التنوّع والتوسّع وكنا نسعى الى هدفين. زيادة المدخول من جهة وعرض ماركتنا بطريقة جديدة من جهة أخرى.
فإذا نجحت المحاولة تصبح الماركة أقوى وأكثر شهرة وتساعد في انتشار المنتجات الاساسيّة أيضاً.
الأمر كما بالنسبة الى مصمم الازياء الذي يقرر إطلاق عطر. أردنا في ذلك الوقت القيام بشيء جديد الى جانب ما نصنعه، وكان الاوتيل هو الخيار الذي اعتمدناه بعدما لاقت الفكرة تجاوباً كبيراً.
وبدأت بعدها رحلة البحث عن الشريك الصحيح الى أن توصّلنا الى الاتفاق مع Mariott Group .

- وهل كان دخول هذا المجال قراراً صائباً؟
أجزم اليوم بأننا اتخذنا القرار الصائب بعد ما حققناه في فندقي بولغاريBvlgari في ميلانو وبالي خاصة بعد افتتاح هذا الفندق في لندن الذي أعتبره منصّة للصحافيين حول العالم يقومون بتغطياتهم ويساهمون في تسويق ماركة بولغاري وفلسفتها، مما ينعكس ايجابا على الدار ومنتجاتها عامة. وهو طبعا منبر للترفيه وتقديم أفضل الخدمات وأرقاها للزبائن.

- ولماذا وقع الاختيار على ماريوت غروب؟ وهل لديكم كامل الثقة بتجربتهم بحيث تأتمنونهم على اسم بولغاري؟
كنا نملك الفكرة، ولتنفيذها كان علينا الاعتماد على مؤسسة بغاية الاحتراف. هي مجموعة ضخمة كانت تدير عدداً كبيراً من الفنادق ذات الخمس نجوم كالريتز كارلتون وارتس في برشلونة.
لديها الخبرة اللازمة والتنظيم وهي على دراية واسعة بعالم الرفاهية وتكّن الاحترام لصورة بولغاري. ما ترونه اليوم هو ثمرة جهود مشتركة بيننا ونحن راضون جداً.

- ما مكانة هذا الفندق الجديد في سلّم أولوياتكم، على جميع الصعد؟
نوليه أهميّة كبرى وما يساعدنا في ذلك موقعه الاستراتيجي. فلندن سوق مهمة جداً وتتخطى ميلانو وبالي في هذا المجال. هي تسمح لنا بعرض ماركتنا، بشكل أوسع، على مختلف الجنسيّات الاوروبية والاسيوية والاميركية...

- هل فندق بولغاري ضمن ادارة LVMH؟
لا. هو تابع لشركة بولغاري القابضة.

- ماذا عن المنافسة وقد لاحظنا عدداً من الفنادق الفخمة في الجوار؟
بالطبع المنافسة قويّة ويوجد العديد من الفنادق الفخمة ولكنها تعتمد نهجاً مختلفاً وأسلوبها لا يشبه أسلوبنا.
هم يتميزون بطابع رسمي وتاريخي ونحن نتميّز بطابع معاصر جدا وايطالي جداً. هم لديهم خدمة 5 نجوم ونحن لدينا خدمة مترفة ووديّة في آن واحد بحيث يشعر النزيل بأنه في منزله وهذا هو الهدف.
أؤكد مجدداً أن السوق تنافسية الى حدود بعيدة ولكننا نحاول أن نتميّز وأن نقدم شيئاً جديداً يتوافق مع الفخافة والمعايير العالية المتّبعة لدينا.

- من هم زبائنكم؟
اختبرنا من تجاربنا السابقة أن لدينا زبائن من كل انحاء العالم. وهذه الحال ستكون بالنسبة الى هذا الفندق خاصة أن لندن مدينة كوزموبوليتانية. ففي الوقت الحالي لدينا زبائن صينيون وايطاليون واميركيون ومن الشرق الاوسط.

- ماذا بالنسبة الى الزبائن العرب. المعروف أنهم يحبون التسوّق والسياحة في لندن، هل من خطّة محددة لجذبهم؟
هذا الفندق هو مكان مميّز لجميع الناس. ويعمل قسم التسويق على خطط لجذب كل الاتنيّات من الشرق الاوسط واميركا واوروبا... وهدفنا أن نكون المكان المفضّل للجميع.
ويمكن القول إن الاجنحة الكبرى أعّدت لتستوعب الاعداد الكبيرة للعائلات العربية التي قد تقصدها.

- ما خطوتكم التالية؟ وهل الشرق الاوسط ضمن مشاريعكم؟
نحن نعمل على عدّة مشاريع ضخمة وجميلة. كما أننا في صدد التوقيع النهائي لاتفاق مشروع مهم جداً وأساسيّ في إحدى الدول الاستراتيجية في آسيا. هذا كل ما يمكنني البوح به الآن.


مع المصممَين

حاورت «لها» أيضاً المصممين أنطونيو شيتيرو وباتريسيا فيال اللذين صمما فنادق بولغاري Bvlgari كلها، للاطلاع أكثر على رؤيتيهما المميزتين وتفاصيل عملهما المشّوقة وكيف استطاعا الدمج بين العصرية من جهة وتراث بولغاري من جهة أخرى.

- صممتما فندقي بولغاري في ميلانو وبالي. هل أعتمدتما الرؤية والاسلوب الهندسيّ نفسيهما في لندن؟
ب.ف: تصميم فنادق بولغاري مرتبط بشكل وثيق وعميق بالموقع. أمّا الهويّة الخاصة فحاضرة بقوة في كل التصاميم والاماكن.عندما بدأنا تصوّر الفكرة لهذا الفندق حاولنا الحصول على قصّة نخبرها من خلاله، فكانت قصّة الفضّة.
الرابط بين إرث بولغاري من جهة وصياغة الفضة في بريطانيا كان وراء ولادة الفكرة الرئيسية في التصميم. فأصبحت هذة المادّة بصمة خاصّة بالفندق وشكّلت رابطاً بين كل أقسامه.

 أ.ش: نعود الى البداية لفهم تطوّر الفكرة. ففي عام 2001 تاريخ بدء عملنا مع بولغاري كانت فكرة دمج الفخامة مع النمط العصريّ غير معتادة. فقد كان مفهوم العصرنة منفصلاً كلياً عن الضيافة المترفة.
الفندق العصري ليس فخماً والعكس صحيح. في ميلانو شددنا على النوعيّة كاستعمال المواد الحقيقية والحجارة السميكة والاخشاب الاصليّة التي تعتبر مرادفاً للفخافة. في بالي حاولنا ادخال العصرنة ولكن الاهتمام بالنوعيّة كان أشدّ.
في هذا الفندق دخل تاريخ بولغاري في التصميم من الرسوم المستعملة على الجدران وفوق الاسرة وعلى الستائر وايضاً المواد الفضيّة الموجودة في كل مكان.

- لماذا وقع اختيار بولغاري عليكم لتصميم فنادقها؟
أ. ش: إنها قصّة مثيرة. لو سنحت لك فرصة الاطّلاع على أعمالنا خلال ال25 سنة الماضية فستلاحظين أن تصاميمنا كلاسيكيّة عصريّة وغير مرتبطة بزمن محدد. نحن نتميّز بنمط عصريّ ولكن ليس بمعنى اتجاه أو نزعة آنيّة.

ب.ف: كما أن شركتنا قادرة على تنفيذ كل مراحل التصميم. هي الاكثر شهرة على صعيد تصميم الاثاث المترف ولكننا نعنى ايضاً بالهندسة الخارجية والتصميم الداخلي وكل مقاييس التصميم.
تحاول بولغاري Bvlgari أن تتخطّى مفهوم الضيافة في هذا الفندق وتركز على عمل كامل ومتناسق أكثر من أي شيْ آخر وهذا ما نقدّمه لها ولهذا تم اختيارنا.

- هل فرضت الدار شروطاً معيّنة كان عليكم الالتزام بها؟
ب.ف: في البداية شكّل اللون الاسود عائقاً أمامنا. هو جزء من هويّة بولغاري ولا يمكن اهماله، كما يصعب ايجاده في المواد الطبيعية، ولكن اذا ما وجد فهو جدّ فخم ومميّز كالغرانيت الاسود مثلاً.

- أي جزء من عملكم استمتعتم به أكثر؟
أ.ش: إن تشييد بناء جديد في لندن هو أمر معقّد. لقد تمّ هدم البناء القديم وأعيد تشييد هذا المبنى وقد استغرق الامر سنوات مررنا خلالها بصعوبات كثيرة.
كانت هذه مهمة صعبة، ولكنني راض عن النتائج وعن هذا الانجاز الاستثنائي. اعطينا الانطباع للنزلاء انهم في لندن وهذا المهم.

- ولكن اختلاف الواجهة الخارجية عن بقية المباني المحيطة واضح. اليس كذلك؟
ب.ف: لقد مررنا بتعقيدات إدارية كثيرة وقد استغرق العمل على الواجهة الخارجية 3 سنوات لتتلاءم مع القواعد المفروضة من التنظيم المدني.
أردنا شيئاً معاصراً ومنسجماً مع المحيط في الوقت نفسه. طبعاً هو مختلف عن التصميم الموحّد للشارع ولكنه يتلاءم مع التصميم الداخليّ.

- اذا طلبت منكم اختصار هذا الانجاز الرائع بثلاث كلمات ، فماذا تكون؟
أ.ش: مكان تسهل الاقامة فيه، ولا ينسى.

ب.ف: ساحر، راق ورجوليّ.


تفاصيل 5 نجوم

  • بطاقة فندق بولغاري التي كتب عليها إسمي مع عبارة «مسكني في لندن».
  • السكاكر الموجودة دائماً في البهو للقمشة الحلوة.
  • المجموعة الكاملة لمستحضرات الحمام وكريم الجسم المرطّب من بولغاري.
  • الابتسامات والتحيات التي لا تفارق فريق العمل وحتى ولو التقيتهم عشرات المرّات في اليوم الواحد.
  • ماكينة الاسبريسو في المشرب الصغير في الغرفة الذي يتميّز ايضاً بباب هو عبارة عن غطاء صندوق بولغاري.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078