أمستردام (هولندا)
يخيّل لنا أحيانًا أن الهروب من ضجيج المدن ، يعني أننا نبحث عن الاسترخاء في أقصى حدوده. ولكن يحدث أحيانًا أننا نتوق إلى العودة إلى مدن تلهب مخيلتنا لنعيد اكتشافها، وكأنها المرّة الأولى التي نزورها، فنقع أسرى حركتها ونتوه في أروقة عوالمها لتتكشّف لنا وجوه لم نلمحها في المرات السابقة، فنحدّق إليها وننقب في حفريات ذاكرتها لنحشد في حقيبة أسفارنا صورًا لمدن تخرق قانون الأبعاد الثلاثية وتجعلنا نعيش خارج الزمان والمكان، فنعيد ترتيبها في ألبوم ذاكرتنا لنفاجأ بأننا عرفنا شيئًا عنها وغابت عنا أشياء، مما يحملنا على توضيب حقيبة السفر إليها. وفي العالم مدن رغم أنها تعرف بـ"كليشيه" الوجهات السياحية فإن في كواليسها ما يجعل تكرار زيارتها محاولة لإشباع فضول التعرّف إليها أكثر.
أمستردام، عاصمة هولندا، تحضن قصورًا يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر، تتأمل قنوات مائية يتعلق فوقها 1200 جسر، وهي تداعب بيوتًا عائمة بنوافذها الصغيرة التي تتدلى منها أصص الزهور، يعيش فيها أصحابها صيفًا وشتاء، وغاليريات ومتاحف تروي تاريخ المدينة.
توفر المدينة كل ما يشبع أمزجة زوّارها المتقلّبة. و تتمركز معظم وسائل الترفيه في أمستردام حول القنوات التي يحيطها حزام من الشوارع الضيقة التي تنتشر فيها المقاهي الغريبة، ونواد ليلية عتيقة، وجسور أنيقة تربط شرايين المدينة الحيوية.
يحلو التجوال بين غرائب أمستردام على دراجة هوائية فيتآمر راكبها على الوقت ليدور ببطء ويستمتع بكل لحظة وهو يقرأ صفحات المدينة سطرًا سطرًا. في الصيف يكون زائر أمستردام على موعد مع العروض المسرحية في الهواء الطلق التي تقدّم في متنزه فوندل بارك Vondelpark . للاستعلام: www.openluchtthearter.nl
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024