برلين (ألمانيا)
يخيّل لنا أحيانًا أن الهروب من ضجيج المدن ، يعني أننا نبحث عن الاسترخاء في أقصى حدوده. ولكن يحدث أحيانًا أننا نتوق إلى العودة إلى مدن تلهب مخيلتنا لنعيد اكتشافها، وكأنها المرّة الأولى التي نزورها، فنقع أسرى حركتها ونتوه في أروقة عوالمها لتتكشّف لنا وجوه لم نلمحها في المرات السابقة، فنحدّق إليها وننقب في حفريات ذاكرتها لنحشد في حقيبة أسفارنا صورًا لمدن تخرق قانون الأبعاد الثلاثية وتجعلنا نعيش خارج الزمان والمكان، فنعيد ترتيبها في ألبوم ذاكرتنا لنفاجأ بأننا عرفنا شيئًا عنها وغابت عنا أشياء، مما يحملنا على توضيب حقيبة السفر إليها. وفي العالم مدن رغم أنها تعرف بـ"كليشيه" الوجهات السياحية فإن في كواليسها ما يجعل تكرار زيارتها محاولة لإشباع فضول التعرّف إليها أكثر.
برلين عاصمة ألمانيا ومركزها الثقافي. إنها مدينة المعالم الأثرية الرائعة، والمتاحف والمسارح والمقاهي الأنيقة والملاهي الليلية، مما يجعلها مدينة لكل الناس مهما اختلفت أذواقهم وطباعهم. فتشكّل فردوسًا لهواة الفن والهندسة المعمارية، وتروي عطش عشاق الثقافة بمتاحفها، ويحتار هواة الموسيقى بين حضور الأوبرا والاستعراضات الراقصة والمسرح والاستماع إلى موسيقى الجاز أو إلى موسيقى التكنو التي انطلقت من برلين مع سقوط جدار برلين في تشرين الثاني/نوفمبر1989 على وقع أغنية بينك فلويد Another Brick in the wall "آجرة أخرى في الجدار».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024