القطار الأسطورة في الأكوادور
لا يختلف اثنان على أن السفر في الطائرة والتحليق في الفضاء كسب للوقت، ولكن تبقى تجربة السفر عبر القطار فريدة. فهي تدخلك في متاهات الطبيعة الخلابة، لتباغتك صور، بعضها لا تستطيع تخزينها في ذاكرتك أو ربما تبقى ولكنها تشبه الشريط السينمائي السريع جدًا الذي إذا ما ضغطت زر التشغيل تتحرك صور لا ترى منها إلا شذرات ألوان سريعة تنهال على بصرك كسرعة البرق، تليها صور رائعة تتحرك ببطء وكأنها تعبت من سباق أزلي مع الوقت لترتاح عند محطات مدن بقيت رغم كل المتغيرات التاريخية والجغرافية متشبثة بجمالها الطبيعي لتلهب الخيال الإنساني الذي يعجز عن إدراكها. وفي مدن العالم قطارات تحوّل السفر فيها إلى أسطورة تعيشها بكل حواسك، فتتمنى لو أنك لا تنزل في آخر محطاتها.
ينطلق هذا القطار الذي شُيّد عام 1908 من ريوبامبا نحو الجنوب متحدّيًا معبر ألوزي الصعب ليصل إلى سيبامب، حاملاً اسم ناريز دل ديابلو وتعني "أنف الجحيم".
ولكي يصل القطار إلى سيبامب عليه اختراق صخرة جبل الأند وهي مجموعة أنفاق ضيّقة جدًا ليصعد نحو علو 1000 متر إلى ألوزي ثم إلى ارتفاع 2607 أمتار.
واللافت أن بعض هواة المغامرات الجسورين يفضلون ركوب ناريز دل ديابلو وهم واقفون على سطح القطار أثناء نزوله. إنها مغامرة لا ينصح بها أصحاب القلوب الضعيفة. ينصح بشراء بطاقات ركوب القطار مساء تفاديًا للوقوف في الازدحام خلال النهار. تستغرق الرحلة من أربع إلى خمس ساعات.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024