القطار الأسطورة في إسبانيا
لا يختلف اثنان على أن السفر في الطائرة والتحليق في الفضاء كسب للوقت، ولكن تبقى تجربة السفر عبر القطار فريدة. فهي تدخلك في متاهات الطبيعة الخلابة، لتباغتك صور، بعضها لا تستطيع تخزينها في ذاكرتك أو ربما تبقى ولكنها تشبه الشريط السينمائي السريع جدًا الذي إذا ما ضغطت زر التشغيل تتحرك صور لا ترى منها إلا شذرات ألوان سريعة تنهال على بصرك كسرعة البرق، تليها صور رائعة تتحرك ببطء وكأنها تعبت من سباق أزلي مع الوقت لترتاح عند محطات مدن بقيت رغم كل المتغيرات التاريخية والجغرافية متشبثة بجمالها الطبيعي لتلهب الخيال الإنساني الذي يعجز عن إدراكها. وفي مدن العالم قطارات تحوّل السفر فيها إلى أسطورة تعيشها بكل حواسك، فتتمنى لو أنك لا تنزل في آخر محطاتها.
تدير هذا القطار الفخم شركة خاصة، والمفارقة أنه ليس قطارًا سريعًا كما يشير اسمه، إذ يستغرق السفر فيه بين مدينتي إشبيلية وغرناطة ستة أيام ذهابًا وإيابًا، يوفّر خلالها لركاّبه رحلة فيها كل وسائل الرفاهية وأسلوب السفر المخملي. يضم مقصورات للنوم مريحة جدًا، ومقاهي عدة تقدّم أشهى أطباق المطبخ العالمي، وكذلك صالونات. يطغى على ديكوره أجواء أوروبا المخملية حيث كل الأثاث الموجود فيه من الجلد، وتضفي عليه الأنوار الخضراء جوًا دافئًا يبعث الراحة في نفس المسافر، مما يُشعره بأنه وسط متاهة من السحر الأندلسي لا يبالي بالزمن مهما عجّل في خطواته. للحجز في هذا القطار: www.alandalusexpreso.com
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024