القطار الأسطورة في الأرجنتين
لا يختلف اثنان على أن السفر في الطائرة والتحليق في الفضاء كسب للوقت، ولكن تبقى تجربة السفر عبر القطار فريدة. فهي تدخلك في متاهات الطبيعة الخلابة، لتباغتك صور، بعضها لا تستطيع تخزينها في ذاكرتك أو ربما تبقى ولكنها تشبه الشريط السينمائي السريع جدًا الذي إذا ما ضغطت زر التشغيل تتحرك صور لا ترى منها إلا شذرات ألوان سريعة تنهال على بصرك كسرعة البرق، تليها صور رائعة تتحرك ببطء وكأنها تعبت من سباق أزلي مع الوقت لترتاح عند محطات مدن بقيت رغم كل المتغيرات التاريخية والجغرافية متشبثة بجمالها الطبيعي لتلهب الخيال الإنساني الذي يعجز عن إدراكها. وفي مدن العالم قطارات تحوّل السفر فيها إلى أسطورة تعيشها بكل حواسك، فتتمنى لو أنك لا تنزل في آخر محطاتها.
يشتهر هذا القطار باسم تروشيتا، والمفارقة أنه يطلق عليه قطار سريع فيما سرعته لا تتعدى 35 كيلومترًا في الساعة، ينفث هذا القطار التاريخي بخاره على طول 405 كيلومترات من إيسكيل إلى إنجنييرو جاكوباكسي، ويتوقف أثناء ذلك في ست محطات، وتسع أبيدروس apeaderos توقفاً ثانوياً. ويتميز القطار بنوافذه الخشبية التي تعود إلى عام 1920 تسمح للركاب بالاستمتاع بالقمم التشيلية التي تحد الجزء الجنوبي من سكة الحديد والتي تقطع المساحات الشاسعة الصحراوية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024