تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

شذى: عاتبة على محمد منير

شذى

شذى

شذى

شذى

عندما شاهد والدها صور حادث السيارة الذي تعرضت له شعر بصدمة، وقال لها: «احمدي الله لأنك ما زلت حيّة». هذه الكلمات تعبر عن نجاة الفنانة شذى من حادث سير خطير تحكي لنا تفاصيله، ولماذا تذكرت والدتها وقتها، كما تتكلم عن عتابها لمحمد منير، وتهنئتها لتامر حسني، وألبومها المقبل، وحلمها بالغناء مع عمرو دياب، وتجربتها مع «الضابط والجلاد»... وعندما سألناها عن الزواج قالت: «لست مهيأة له الآن».


- أخبرينا عن الحادث الأليم الذي تعرضت له قبل فترة؟
أشكر المولى سبحانه وتعالى على نجاتي من الحادث، خاصة بعدما تحطمت السيارة التي كنت أقودها تماماً.

- وما الذي حدث؟
كان هناك بقعة زيت على الأرض جراء تصادم سيارة نقل وإحدى السيارات، وحين ضغطت على «الفرامل» لم أجدها إطلاقاً، ولم يكن أمامي سوى خيارين أن أستمر ويحدث تصادم أو العبور إلى الناحية الأخرى في الطريق المقابل، لكن في النهاية حدث تصادم والحمد لله أنني بخير.

- ما أول شيء فكرت فيه عقب الحادث؟
والدتي رحمة الله عليها، لأنها كانت ستتصل بي للاطمئنان عليَّ دون علمها بالحادث، فهي الوحيدة التي كانت تشعر بي قبل حدوث أي مشكلة، كما كانت ستمهّد لوالدي حتى لا يفاجأ بما حدث لي.

- وماذا فعلت بعد ذلك؟
ذهبت مع أصدقائي مباشرة إلى أحد المستشفيات الخاصة في مدينة الشيخ زايد لإجراء صور الأشعة ومعاينة أماكن الكدمات في جسدي، لكن في النهاية الأمور مرت بسلام.

- وكيف كان رد فعل والدك؟
ظل في صدمة فترة كبيرة من الوقت، وحين شاهد صور الحادث قال لي «الحمد لله أنك ما زلت حية»، لأن الحادث كان كبيراً وكان هناك الكثير من الكدمات والجروح في وجهي وجسدي. وبعد ذلك ظل بجواري طوال الراحة الإجبارية لي في المنزل ولم يتركني بمفردي.

- هل فكرت في إصلاح السيارة خاصة أنها لم تكن ملكك؟
أكثر شيء جعلني أشعر بالخجل في هذا الحادث أن السيارة التي كنت أقودها لم تكن ملكي، فهي ملك أحد أصدقائي المقربين، وحاولت مراراً وتكراراً إصلاحها، لكن أصدقائي رفضوا ذلك تماماً.

- ما هي أهم الدروس المستفادة من الحادث؟
أنني حين أشاهد زيتاً على الأرض لا يمكن أن أضغط على «الفرامل»، ويجب رؤية الطريق قبلها بكيلومتر على الأقل، لأنني في دولة إذا وقع فيها حادث لا تهتم به، وهو ما حدث مع المقطورة التي حدث معها التصادم، فقد تحدث السائق إليّ وأبلغني أنه هاتف النجدة لأكثر من ساعة عن حادثته لكن لم يغثه أحد على الإطلاق، وتركوه بمفرده لنواجه جميعاً مصيراً مظلماً، لولا إرادة الله سبحانه وتعالى.

- هل فكرت في أغنية ثانية لإهدائها لوالدتك؟
لا أظن ذلك، وهذا يرجع إلى أنني قدمت العام الماضي أغنية أولى عن رحيلها وكانت بعنوان «أول سنة»، من كلمات مؤمن سالم وألحان محمد نور وتوزيع محمد شفيق، وكانت معبرة بشدة عن حالتي ومعاناتي في الحياة، وكل كلمة في الأغنية كانت تخرج من قلبي.

- هل اختلفت حياتك بعد رحيل والدتها؟
أعيش الآن تائهة ولا أدري أي شيء حولي، لأنها كانت كل حياتي ومعي في كل التفاصيل الخاصة بي، سواء فنية أو شخصية، وبرحيلها تركت فراغاً كبيراً عندي. وأتمنى أن تكون حالياً في مكان أفضل، وأن يرزقها الله سبحانه وتعالى الجنة.

- ما هي أهم النصائح التي كانت تعطيك إياها؟
عدم ظلم الناس والاهتمام بنفسي أكثر، وألا أفعل أي شيء لا أرتاح إليه نفسياً، وبالتأكيد الاهتمام بوالدي لأنه الباقي لي.

- وكيف هي علاقتك مع والدك حالياً؟
والدي هو كل حياتي، وعلاقتي به مثل علاقة الفنان أحمد حلمي بحسن حسني في فيلم «ظرف طارق»، لا تخلو أبداً من الضحك والكر والفر معاً.
وحالياً هو يُبدي لي آراءه في كل تفاصيل حياتي، فأنا أحبه وأقدره وربنا يخليه لي وآمل أن أستطيع أن أسعده دائماً.

- من هم أقرب الناس إلى قلبك؟
لديَّ صديقات من خارج الوسط الفني: دينا الحسيني ورضوى وريهام ورنا. أما من داخل الوسط فهناك زينة وعمرو مصطفى ومحمد نور ورامي صبري ومي كساب وأحمد فلوكس ومحمد نور ومصطفى محفوظ وحسام حبيب.

- أي منهم تبوحين له بأسرارك ويحق له انتقاد أي شيء تقومين به؟
زينة وعمرو مصطفى هما أقرب الناس إلي، ودائماً يوجهان لي نصائح بكل صراحة وصدق، فزينة أكثر من أخت، ووالدتي كانت تحبها بشدة ومتعلقة بها.

- من أكثر فنان وقف بجوارك عند وفاة والدتك؟
جميعهم ساندوني ولم يتخلوا عني، سواء أصدقائي المقربون أو حتى زملائي في المهنة. وتلقيت مكالمات هاتفية لم أكن أتوقعها على الإطلاق، على سبيل المثال من النجم الكبير عمرو دياب الذي عزاني هاتفياً لوجوده خارج البلاد وقتها، والنجم محمد فؤاد الذي جاء إلى سرادق العزاء، وعبد الفتاح جريني، وهشام عباس وأحمد عز، إضافة إلى أنغام وشيرين.

- مع من ترغبين تقديم دويو غنائي؟
حلمي الغناء مع الفنان عمرو دياب، أما من الجيل الحالي فمن الممكن تقديم دويتو مع رامي صبري أو حسام حبيب، فهما الأقرب إليّ فنياً من الجيل الحالي، خاصة أن لي تجربة من قبل مع الفنان تامر حسني بعنوان «بموت فيك».

- لماذا اتخذت قرار إعادة غناء «ليالينا» للراحلة وردة؟
أنا من عشاقها، و»ليالينا» هي حالتي وجزء كبير مني الآن، ووالدتي رحمها الله كانت من محبيها.

- ألم تشعري بقلق من مقارنتك بفنانة كبيرة مثل وردة؟
إطلاقاً، وما الذي يجعلني في مقارنة من الأساس، نحن جيل جديد ولا بد أن نظل نذكِّر الأجيال الصاعدة بعمالقة الفن، وهي رسالة لا بد أن تكون موجودة عند جميع النجوم الشباب.

- إلى أين وصلت في ألبومك الجديد؟
اخترنا الأغنيات، وسأبدأ في الفترة المقبلة تسجيلها. وهو من إنتاج شركة «K Music» في تعاوني الأول معها، ويضم ثماني أغنيات منوعة ما بين الشرقية والمقسوم، وأيضاً الأغنيات الرومانسية والحزينة.

- هل تشعرين بالفرق بين وجودك مع شركة إنتاج كبيرة مثل «عالم الفن» وحالياً شركة «K Music»؟
شرف أن يطرح لي ألبوم يحمل اسم المنتج محسن جابر، لكن للأسف ألبومي طرح في وقت كانت الشركة تهتم أكثر بالقنوات الفضائية التي تفتتحها، وأيضاً في ظل وجود قرصنة وعدم توفير حملات دعائية كبيرة، مما كان له أثر كبير عليَّ، وكان اسم المنتج محسن جابر هو الشيء الوحيد الذي جعلني أشعر بطرح الألبوم في الأسواق. وفي النهاية مبيعات الألبوم رزق من عند الله سبحانه وتعالى.

- ما أكثر الأشياء التي اكتسبتها من عملك مع محسن جابر؟
خبرة فنية سواء في التعامل مع الناس، أو اختيار الأغنيات وتوقيت طرحها في السوق. ورغم تأخري في مشواري الفني بسبب وجودي في شركته، يكفيني فنياً وجود اسم الشركة في سيرتي الذاتية.

- متى يطرح ألبومك الجديد في الأسواق؟
لم نحدد موعداً لطرحه، لكن لن يحدث ذلك قبل هدوء الأوضاع في الشارع المصري تماماً، وتكون الأجواء مناسبة ومهيأة لطرح ألبوم جيد يحظى بإعجاب الجمهور.

- ما هو آخر ألبوم غنائي سمعته؟
ألبوم تامر حسني «بحبك أنت» وأهنئه على طرحه، والألبوم فيه جهد موسيقي كبير، وأكثر الأغنيات التي أعجبتني هي «اللي راح».

- كيف ترين التنافس الغنائي في وقتنا الحالي؟
نحن نتراجع فنياً وتاريخياً وكل شيء، وإذا لم نضع كفنانين أيدينا معاً لمواجهة من يحاولون إعادتنا إلى الوراء سنتعرض لمشاكل كثيرة.

- كان من المقرر إحياؤك غنائياً مع الفنان محمد منير في دبي فما الذي حدث؟
لا أعرف شيئاً سوى أنه عُرضت عليَّ الحفلة ووافقت وأرسلت جواز سفري وأيضاً جوازات سفر الفرقة الموسيقية، لكني في النهاية اكتشفت أن الفنان محمد منير رفض ذلك وطلب أن يغني بمفرده على المسرح.
طبعاً هو له كل الحق كفنان كبير صاحب مدرسة موسيقية فريدة في العالم العربي، لكني عاتبة عليه، فالأَولى أن نمد أيدينا إلى بعضنا لأن هذا هو المطلوب منه كفنان كبير، خاصة في ظل عدم استطاعة أحد من الجيل الجديد أن يسحب من جمهوره شيئاً.

- هل أنت مع برامج اكتشاف المواهب؟
معها إذا كانت تقدم بطريقة سليمة، مثل الاهتمام بالموهبة وإجراء تمرينات لها مع متخصصين، لكنني لا أحب أن تعتمد البرامج على تصويت الجمهور الذي من الممكن أن يختار موهبة لا تستحق. لكنها في النهاية برامج ترفيه مسلية في ظل الظروف التي نعانيها حالياً في عالمنا العربي.

- ما هو دورك في مسلسل «الضابط والجلاد»؟
أجسد دور «منى»، وهي مدرّسة موسيقى في إحدى المدارس الخاصة، وفي أوقات فراغها تذهب لتعليم الأطفال في دار الأيتام مجاناً، وتكون على علاقة حب مع الفنان محمد كريم الذي تربى معها منذ الصغر، وهو ضابط وشقيقه ضابط أيضاً ويقوم بدوره طارق لطفي. ويظهر الفارق في الشرطة بين الجيد والسيئ من خلال السياق الدرامي لأحداث المسلسل.

- هل كنت قلقة من عملك في المسلسل؟
بالعكس، لأن مخرج العمل هاني إسماعيل وقف بجواري، إضافة إلى وجود عدد كبير من نجوم الدراما بالمسلسل، مما يحفّزني لإخراج أفضل ما لديَّ أثناء التصوير.

- هل استغراق تصوير المسلسل وقتاً طويلاً من الممكن أن يؤثر عليه عند عرضه على الفضائيات؟
التصوير الطويل ليس بالشيء الجيد، لكن ظروف البلد هي التي دفعتنا إلى ذلك، والأحداث الساخنة في الشارع المصري مع الارتباط بالتصوير في عدد من الأماكن الخارجية جعلتنا نؤجل التصوير أكثر من مرة.

- وهل تجيدين التخطيط لنفسك فنياً؟
لست ممن يحسب خطواته، وكل شيء أتركه للمولى سبحانه وتعالى، لأنه أفضل من يحدد خطوات البشر وأرزاقهم.

- بماذا تصفين الأحداث في مصر؟
حزينة بشدة على بلدي وما يحدث فيه. الكل كان يحلم بحدوث طفرة في البلد بعد انتخاب رئيس مدني، إلا أن ذلك لم يحدث بسبب رغبة جماعة الإخوان المسلمين في السيطرة على كل شيء، وأصبحت البلاد على المحك وجميع القطاعات على وشك الانهيار، فهم لا يعرفون قيمة هذه البلاد، وأجبروا الشعب المصري على أن يكون العنف هو الشيء السائد بين الجميع.

- هل ما زلت من مؤيدي الفريق أحمد شفيق؟
لست من مؤيدي شفيق، لكنني مؤيدة لأي شخص يكون ضد الذين يضحكون على الشعب المصري باسم الدين، وهم في النهاية لا يعرفون عنه شيئاً.
فمثلاً لو كان حمدين صباحي مكان شفيق في الإعادة لاخترته مباشرة، لأنني مقتنعة بعدم خلط الدين بالسياسة. علينا أن نتحد حالياً ونقف جنباً إلى جنب من أجل النهوض بمصر من كبوتها ومحنتها، لأن ذلك هو هدف الثورة أيضاً.

- ألا تفكرين في تقديم أغنية وطنية؟
بالتأكيد، لكن الأمر يتوقف على شيئين، هما حالتي النفسية والأغنية التي أقدمها.

- متى سنشاهدك بفستان الزفاف؟
مازال أمامي الكثير قبل تلك الخطوة، لأنني غير مهيأة لها، خاصة أنني أعيد ترتيب أوراق حياتي الشخصية، ولا أحد يعلم أين يكون نصيبه، ولا أحد يكون مستعداً له لأنه بمثابة المنحة من الله سبحانه وتعالى.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077