طفلي سريع الغضب... ما العمل
إذا خسر في اللعب، أو واجه رفضاً لطلبه، أو جاء دوره بعد رفاقه... ينفجر طفلك غضباً وتحتاجين إلى ساعات عدة لإعادته إلى هدوئه. ماذا
يخفي كل ذلك؟
توجهين إلى طفلك عبارة عادية تماماً وغير مؤذية البتة، لكنه ينطوي فجأة على نفسه وينعزل عن الآخرين من دون التفوه بكلمة، كما لو أنه لا يتحمل أدنى ملاحظة.
حتى لو تمثلت ردة فعلك الأولى على شكل استخفاف بتصرفه غير المبرر وقولك له أشياء مثل «لن تنزعج من مثل هذه العبارة»، يجدر بك فهم الأسباب الكامنة وراء انزعاجه.
فحين يستاء الطفل، يحاول التعبير عن نفسه بواسطة الصمت. يتذمر قائلاً: «لا أعرف كيف أعبّر عما يزعجني». وهنا يكمن دور الأهل في تشجيع الطفل على التعبير عن عواطفه بواسطة الكلمات، وعلى سماعه من دون الاستياء، حتى لو كانت مشاعره سلبية. عليك إذاً الإصغاء جيداً لطفلك...
لا يحب الخسارة
بدأ اللعب جيداً مع رفاقه، وكانوا جميعاً يضحكون... لكن ما إن لاحظ طفلك أنه بدأ يخسر، تحول الضحك إلى دراما... يبعثر طفلك كل شيء أرضاً، ويغلق باب غرفته بقوة وراءه ويرفض الخروج من مخبئه إذا لم يسمح له الآخرون بالربح.
هل يجدر حينها الإذعان لرغباته بهدف الحفاظ على جو المرح؟ أم يجب تهديده بعدم السماح له باللعب مجدداً مع رفاقه؟
يقول علماء النفس إنه حين يتفاعل الطفل مع مثل هذا الإحساس بالذل، يعني ذلك أنه يتعلم الحرمان عند مواجهة الخسارة.
من المهم ألاّ تستهزئي بخسارته ولكن في الوقت نفسه عليك أن تؤكّدي له أنّ اللعب لا يقتصر على رابح وخاسرين وإنّما هو نشاط ممتع يقوم به الآخرين بغضّ النظر عن الربح والخسارة.
وفي الحياة اليومية أيضاً، إحرصي على ألا تضعيه دوماً في مواجهة أو منافسة مع رفاقه، ولا تحاولي تقويم أدائه ومقارنته بأداء الآخرين.
يشعر بأنه منبوذ
تتنافس الفتيات على اقتراح وصفات الجاتوه الممكن إعدادها للحفلة المقبلة، لكن ابنتك تلاحظ أن وصفتها لم تؤخذ في الاعتبار... تشعر بأنها تعرضت لإهانة كبيرة وترفض رفضاً قاطعاً المشاركة في تحضير قالب الحلوى وتنعزل عن صديقاتها وتسدّ أذنيها...
في هذه الحالة، يجب مساعدتها على التراجع قليلاً والإثبات لها أن ردة فعلها مبالغ فيها بسبب تحليلها للوضع وليس بسبب الوضع نفسه. فالطفل الذي يشعر أنه منبوذ بسرعة يفقد الثقة في نفسه، ويحسّ أنه ليس محط تقدير الآخرين.
ولا حاجة أبداً للتحدث مع طفلك حين يكون في فورة انزعاجه من وضع معين، أو في فورة غليان عواطفه.
انتظري حتى تهدأ الأمور قليلاً واستفيدي من اللحظات الحميمة التي تجمع بينكما لأنها مثالية للحوار. في المساء، قبل الخلود إلى النوم، شاركي طفلك في نشاط يحبه وباشري التحدث إليه بحميمية وحنان.
لا يفهم حسّ الدعابة
تتحدثين أمام صديقاتها عن روعة الطريقة التي كانت تتحدث فيها حين كانت طفلة صغيرة... لكن ها هي ابنتك تنفجر بكاء وتؤكد أنك كنت تسخرين منها أمام رفيقاتها. ماذا حصل؟
يحذر علماء النفس من تفادي حس الدعابة على حساب الأطفال. فالأطفال هم في الدرجة الأولى لا يفهمون المرح المبطن في العبارات.
بالنسبة إليهم، نحن نسخر منهم إذا ضحكنا على شيء يخصهم. وإذا أردت نقل حسّ الدعابة إليهم، أثبتي لهم أنك تستطيعين الضحك على أمور خاصة بك.
هكذا، يتعلم الطفل أن اللجوء إلى الدعابة للتحدث عن العيوب والإخفاقات، هو طريقة ممكنة من دون خسارة ماء الوجه.
ينفجر غضباً عند قولك «لا»
لا تريدين أن ينتعل طفلك الصندل حين يتساقط المطر، أو ترفضين أن يحمل قلمه ويرسم على الحائط، أو ترسلينه إلى السرير قبل وقت من أخيه البكر... وها هي الدراما قد بدأت.
إذا لم يحصل طفلك كل مرة على ما يريده، ينفجر غضباً وبكاء. لكن عليك تفادي الدخول في ما يعرف بالابتزاز العاطفي.
من الضروري أن تبقى الأم صارمة ولا تستسلم لشكوى طفلها. حينها، يفهم الطفل أن هناك قواعد معينة يجب احترامها وحدود لا يجدر به تجاوزها.
وتذكري أن الطفل الذي يغتاظ يبحث قبل كل شيء عن اهتمام أهله. وما يريده فعلاً هو أخذه في الاعتبار...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024