تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

'الحياة خلال الحروب اللبنانية' في متحف 'تايت مودرن'

من المعطف إلى «ربطة» الخبز إلى المصباح الكهربائي، لكلّ منا «غرضه» الذي يذكّره بالحرب. هذا ما عرضته الفنانة اللبنانية لميا جريج في عملها الفني (تجهيز) «أغراض الحرب» المستمرّ، والذي بدأته عام 1999(نفذت منه أربعة أجزاء بين عامي 1999 و2006).
في زيارة أخيرة لمتحف تايت (مودرن) في لندن، وفي طبقة «الشعر والحلم»، وهي الطبقة الثالثة في المتحف، دخلتُ غرفة لميا جريج وضيوفها. فقد أصبح تجهيز من «أغراض الحرب»، بأجزائه الأربعة، من الأعمال التي تمثّل المجموعات الدائمة أو المستمرّ عرضها في المتحف المشهور. ذلك اليوم، كان الطقس رمادياً في شكل درامي، ولم يكن الرمادي في الدرجة التي اعتادتْها الحياةُ في لندن.
راقبتُ عيون الزوّار وهي تتساءل عن معاني الأغراض المعروضة في بيوت زجاجية مستطيلة. تضمّ الأغراض المعروضة، «أغراض الحرب»، راديو قديماً وشمعة وزجاجة عطر وجواز سفر وآلة «غيتار» وغيرها من الأغراض التي تبدو عادية لكنّ كلاً منها يرتبط في ذاكرة صاحبه أو صاحبته بصور ومشاهد خاصة وفردية.
تجتمع نُتَف الذكريات والصور لنسج ما يمكن أن يكون ذاكرة جماعية. ويرافق عرض الأغراض في بيوتها الزجاجية، عرضُ أربعة أفلام فيديو وثائقية تبثّ مقابلات هي شهادات عن الحرب (لكتّاب وفنانين في معظمهم) تدور أيضاً حول موضوع المعرض نفسه «أغراض الحرب» التي هي هنا أغراض شخصية حميمة تسرد قصصاً خاصة بأصحابها، وتسرد معها نسخاً متعدّدة من حقيقة لا يمكن أن تكون واحدة، حقيقة ما جرى في الحرب.
أغراض الحرب هنا ليست ذخائر وأسلحة، ليست قنابل ومدرّعات، هي قطع من الذاكرة.
في غرفة لميا جريج وزملائها في المتحف اللندني، راقبت عيون الزوّار تسأل عن شرحٍ لمغزى المعرض، ثم تقرأ التعريف الخاصّ به «عن الحياة خلال الحروب اللبنانية».  

«بورتريهات» لوسيان فرويد
هو المعرض الأول لبورتريهات الفنان البريطاني لوسيان فرويد (المولود في برلين عام 1922) الذي يُنظّم بعد رحيله في تموز/يوليو الماضي (بين 9 شباط/فبراير  و27/أيار مايو)، ويمكن اعتباره معرضاً تكريمياً في National Portrait Gallery في لندن يضمّ أعماله في مراحلها المختلفة منذ أربعينات القرن الماضي وصولاً إلى عام 2011، عام غيابه.
الفنان الذي رسم الناس، ومن بينهم «ناس حياته»، كما سمّى أهله وأصدقاءه ومعارفه، اهتمّ برسم جسم الإنسان، الجسم في مواجهة الحقيقة العارية، الحقيقة غير المهذّبة أو الملوّنة أو المخفية تحت ادعاءات الجمال أو السعادة.
هو اللحم الحيّ، اللحم القبيح أحياناً، اللحم الحقيقي مع طيّاته وتجاعيده، اللحم الذي يحكي حكايات البؤس أحياناً ولا يخفي أثر الزمان.
تظهر في اللوحات الأريكة نفسها أو السرير نفسه المؤطّر بالحديد، والكرسي، تظهر كلّها كأنّها أمكنة انتظار، انتظار أن يمرّ الوقت، أن ينتهي.
ينظر لوسيان فرويد إلينا بقسوة مبطّنة بسخرية في لوحات البورتريهات الذاتية. رسم نفسه في لوحات متعدّدة، وبدا المعرض كلّه، كما قال أحد النقّاد البريطانيين، لوحة عريضة هي بورتريه ضخم للفنان الاستثنائي.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077