الصح والخطأ في غذاء مريض السكري
يحتاج مريض السكري إلى نظام غذائي خاص أكثر من اي شخص آخر.
لكن هذا لا يعني تقييده بقواعد صارمة تصعّب عليه حياته، خصوصاً أن هذا النظام الصحي الذي يتبعه يجب أن يلتزمه طيلة حياته ويجب ألا يصل إلى مرحلة يشعر فيها بالحرمان فيكون له رد فعل معاكس.
اختصاصية التغذية اللبنانية شيرمين بحوث تحدثت هنا عن كل ما هو مسموح به وما يضرّ بمريض السكري، مع القواعد التي يجب التزامها لتكون الامور أكثر سهولة للمريض فلا يصل إلى مرحلة يعيش فيها مع مضاعفات المرض فلا يعود للندم من فائدة.
فالهدف بحسب بحوث هو تجنيب المريض مضاعفات المرض بالنظام الغذائي المناسب الذي لا يقيّده بل يسهّل عليه حياته ليتأقلم بشكل أفضل مع مرضه من خلال التحكم في معدل السكر في الدم والدهون وضغط الدم.
بهذه الطريقة يتعلّم المريض التمييز بين الصح والخطأ في الغذاء.
لماذا يحتاج مريض السكري إلى نظام غذائي خاص به؟
يحتاج مريض السكري إلى نظام غذائي خاص بهدف السيطرة على معدل السكري لديه، إضافةً إلى معدل الدهون التي يجب ضبطها ومعدل ضغط الدم، كون مريض السكري عرضة للمضاعفات الناتجة عن مرضه والتي يمكن تجنبها بالنظام الغذائي السليم.
كما أن مرضى السكري يحتاجون في حالات معينة إلى الأنسولين بعد سنوات، ويمكن تأخير ذلك بالنظام الغذائي المناسب. ويمكن تحقيق ذلك، بتعليم المريض طرق التمييز بين الطعام الصحي وذاك غير الصحي، إضافةً إلى أهمية وضع حدود معينة لنفسه في الاكل.
هل يختلف النظام الغذائي لمريض السكري بحسب حالته؟
من الطبيعي أن يختلف النظام الغذائي لمريض السكري بحسب حالته وبحسب المضاعفات التي يعانيها. فقد يعاني انسداداً في الشرايين ويحتاج إلى نظام خاص، كما يمكن أن يعاني مشكلات في الكليتين نتيجة مرضه، أو يمكن ان يكون مخزون السكر مرتفعاً لديه.
كما يختلف النظام الخاص بالمريض بحسب معدل السكر لديه عند فحصه في الصباح وبحسب سنوات امتداد المرض لديه.
هل يجب ان يمتنع مريض السكري عن تناول النشويات أيضاً إلى جانب امتناعه عن تناول الحلويات؟
يمكن أن يتناول المريض النشويات شرط أن يلتزم تعليمات الطبيب او اختصاصية التغذية في تنظيم الحصص. كما أنه من الأفضل تناول النشويات الكاملة الغذاء لانها غنية بالألياف وتتميز بفوائدها وتساعد على زيادة مستوى السكر تدريجاً وليس بسرعة.
وهنا يمكن ان نعطي مثالاً صحياً لطريقة توزيع النشويات يومياً بالنسبة إلى مريض السكري:
- حصة أولى عند الفطور من نصف رغيف كبير من الخبز الأسمر مع كوب من الحليب الخالي من الدسم وجبنة خفيفة. تليها حصة من الفاكهة.
- عند الظهر يمكن أن يتناول 3 حصص من النشويات وبعدها مباشرةً حصة من الفاكهة.
- حصة من النشويات في وجبة العشاء.
- وبالتالي يصل مجموع الحصص يومياً إلى 8.
ما الأطعمة التي يستحسَن أن يتجنبها مريض السكري؟
يجب أن يتجنب مريض السكري دائماً المقليات والأجبان الصفراء واللحوم المدخنة والاطعمة الغنية بالسكر كالحلويات والسكاكر والبسكويت، والأحماض الدهنية غير المشبعة.
وفيما يعتبر الحليب أساسياً، يجب اختيار الحليب الخالي من الدسم. إضافةً إلى أهمية تخفيف الدهون بأنواعها من زبدة ومرغرين والاطعمة الغنية بالصوديوم كالزيتون والأطعمة السريعة التحضير.
ماذا عن الأطعمة المفيدة التي ينصح أن يركز عليها المريض؟
ينصح بأن يتناول المريض أطعمة معينة هي أكثر فائدة له وه:
- حصتان أو ثلاث من السمك.
- الشاي الأخضر الذي يتميز بفوائده الكبرى بمعدل كوبين في اليوم، وذلك بحسب حالة المريض وإذا لم تكن لديه مضاعفات ومشكلات في الكليتبن.
- انواع معينة من الفاكهة الغنية بالفيتامين C والكاروتين المضادة للتأكسد. كما أنها تتميز بفوائدها لشرايين القلب.
هل العلاج بالدواء هو الحل الذي يتبع مباشرةً مع من تظهر لديه زيادة في معدل السكر في الدم؟
يختلف الأمر بحسب معدل السكر في الدم لدى المريض وما إذا كان يعاني زيادة في الوزن. قد يطلب منه البدء بحمية. لكن إذا كان مخزون السكر لديه مرتفعاً، لا بد من البدء بالدواء.
هل يحرم مريض السكري نهائياً من تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر والحلويات؟
يجب عدم تغيير نمط حياة المريض نهائياً لأنه نظام يجب ان يتبعه طيلة حياته وليس سهلاً تقييده بقواعد صارمة يصعب التزامها. يمكن السماح له بتناول الحلويات مرة في الاسبوع بكمية صغيرة على أن تستبدل من حصة الفاكهة يتم تناولها مباشرةً بعد الأكل حتى لا يرتفع مستوى السكر بسرعة.
يمكن اختيار الكيك أو نوع من الحلويات العربية أو غيرها. في كل الحالات يجب تعديل النظام الغذائي الخاص بمريض السكري بما يتأقلم مع نمط حياته حتى لا يشعر بالحرمان في المدى البعيد.
هل يعتبر العسل بديلاً صحياً للسكر يمكن أن يتناوله مريض السكري؟
يمكن أن يتناول مريض السكري العسل مرة او اثنتين في الاسبوع بعد الأكل مباشرةً شرط ألا يكون مخزون السكر لديه مرتفعاً. وإلا فلا يمكن تناول العسل عشوائياً.
ماذا عن الفاكهة؟ كيف يمكن تناولها؟
يتم تناول الفاكهة دائماً بعد الاكل مباشرةً كما بالنسبة إلى الحلويات. علماً انه يتم تناول حصتين أو ثلاث في اليوم إحداها بعد وجبة الفطور والثانية بعد الغداء.
نصائح عامة يجب أن يلتزمها المريض
إذا كان مريض السكري يعاني زيادة في الوزن، ينصح بأن يخفض وزنه لتحسين معدل السكر في الدم. فقد تبين أنه يكفي خفض 500 وحدة حرارية أو 100 لدى من يعاني زيادة في الوزن، لتحسين معدل السكري لديه.
- يعتبر النشاط الجسدي ضرورياً ليتجاوب الجسم بشكل أفضل مع الأدوية ويتحسن معدل السكر في الدم.
- يجب إجراء الفحوص المنتظمة للكليتين لأن مريض السكري هو أكثر عرضة لتضرر الكليتين.
- يجب مراقبة ضغط الدم ومستوى الدهون في الدم بانتظام.
- يجب الحرص على كمية البروتينات في الغذاء.
- ثمة حاجة أحياناً لدى المرضى الذين يعانون السمنة المفرطة، إلى عملية ربط معدة، خصوصاً إذا كان مؤشر البدانة لدى المريض يتخطى 35 ولديه مضاعفات عدة. في هذه الحالات من الضروري إجراء العملية.
- يجب الحفاظ دائماً على معدل مرتفع للمغنيزيوم والبوتاسيوم والزنك، إذ تبين ان الخلل فيها يؤثر سلباً على معدل السكر في الدم. يمكن تحقيق ذلك بالمكملات الغذائية إلى جانب الغذاء المناسب.
- يمكن استبدال السكر بالفركتوز والأسبرتام شرط الحرص على عدم التعرض للإسهال في حال الإكثار منه. كما ان الفركتوز، في حال الإفراط في تناوله، قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية.
النشويات بين الممكن والممنوع |
||
أطعمة يمكن تناولها |
أطعمة يمكن تناولها باعتدال |
أطعمة يمنع تناولها |
الأرضي شوكي |
الموز الأخضر
|
الموز الناضج |
الوزن الزائد وداء السكري
يمكن القول إن داء السكري أصبح مشكلة العصر، إذ يتم اكتشاف ملايين الحالات الجديدة حول العالم كل سنة. واللافت أن النساء اللواتي لا يعانين الوزن الزائد أصبحن عرضة أيضاً لهذه المشكلة.
ندرك جميعاً أن الكيلوغرامات الفائضة تزيد من خطر التعرض لداء السكر. وقد وجد الباحثون في جامعة هارفرد أن المعاناة من السمنة أو الوزن الزائد هي السبب الأكثر أهمية لداء السكري.
لكنهم اكتشفوا أيضاً أن النساء اللواتي يشارف وزنهنّ على الحدّ الأقصى للمستوى الطبيعي هنّ عرضة لداء السكري ثلاث مرات أكثر من صاحبات الوزن الأقل.
وتستطيع هذه الفئة من النساء تخفيض الخطر من خلال اتباع حمية غذائية سليمة وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، خصوصاً وأنه يمكن الحؤول دون 91 في المئة من حالات داء السكري التي تظهر في سن الرشد بمجرد اعتماد بعض التغييرات البسيطة في أسلوب العيش.
نصائح إلى مريض السكري
- يجب اتباع علاج طبي صارم واحترامه إلى جانب الحمية الغذائية الخاصة. وإذا كان من الممكن السيطرة على المرض بالحمية وحدها، يعتبر الالتزام الجدي أكثر أهمية ويشكل ضرورة قصوى لأن الغذاء يُستخدم في هذه الحالة كبديل عن العلاج للسيطرة على معدل السكر في الدم.
- يتبع مريض السكري الحمية الغذائية نفسها التي يتبعها الشخص الصحيح مع بعض الفروقات المرتبطة بالحصص وبنوعية السكريات المتناولة. إذ يجب السيطرة على كميات السكر في الفاكهة والحبوب في هذه الحالة.
- يجب الامتناع عن تناول الدهون المشبعة لأنها تسبب مشكلات في القلب وارتفاعاً في مستوى ضغط الدم.
- يجب مراقبة مؤشر السكر في الدم باستمرار والحرص على أن يبقى في مستوى منخفض أو معتدل. على سبيل المثال يتطلب هضم الخبز الكامل وقتاً أطول، لذلك من الأفضل تناوله كونه من الأسهل السيطرة على السكري بتناول السكريات المعقّدة. وبالتالي من الأفضل تناول البطاطا المسلوقة بقشرها بدلاً من هريسة البطاطا. كذلك بالنسبة الى الفاكهة.
إلى محبي السكر
- يمكنك استبدال الحلويات الدسمة بالحلويات المنزلية القليلة الدسم والسكر كالصفوف والمهلبية والمغلي والجيلو
- استمتعي بتناول الشوكولا المر بدلاً من ذاك الذي بحليب لأنه يحتوي على كمية أقل من الدسم على الرغم من كونه يحتوي على الكمية نفسها من الوحدات الحرارية.
- حضري الكيك المنزلي الخفيف كونه قليل الدسم ويشبع رغبتك بتناول الحلوى.
- حبة من الفاكهة الحلوة واللذيذة تغنيك عن تناول الحلويات الغنية بالسكر وتؤمن لك الطاقة التي تحتاجين.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024