شعر قسطنطين كفافيس...
شعر قسطنطين كفافيس، المعروف عالمياً بلقب «الشاعر السكندري»، أصبح متاحا الآن كاملا باللغة العربية، بعد صدور أعماله كلها بترجمة وتقديم الشاعر المصري رفعت سلام، في طبعة شعبية عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة- القاهرة.
وكفافيس، أو كفافي، هو أحد أشهر الشعراء اليونانيين، وقد وُلد في الإسكندرية في 29 نيسان/ابريل 1863، وتوفي في اليوم نفسه من العام 1933.
عاش كفافيس معظم سني حياته في الإسكندرية، ودُفن في إحدى مقابرها، وتحولت الشقة التي عاش فيها السنوات الأخيرة من عمره إلى متحف يضم ما تبقى من مقتنياته.
وتعود أهمية ترجمة شعر كفافيس كاملا إلى اللغة العربية، ليس فقط إلى «سكندريته» التي جعلته وثيق الصلة بروح الشرق، ولا إلى تأثر شعراء عرب بارزين به، وإنما كذلك لكونه مؤسس الحداثة الشعرية اليونانية، وأحد رواد الحداثة الشعرية الكبار في لغات العالم.
تضم الترجمة، التي عكف عليها رفعت سلام لنحو خمس سنوات، وصدرت في مجلد واحد من 671 صفحة، خمس مجموعات شعرية لم يترجم منها من قبل إلى العربية سوى المجموعة الأولى: قصائد منشورة، قصائد غير منشورة، قصائد أولى، قصائد غير مكتملة، قصائد نثر، وتأملاته حول الشعر والأخلاق. وفضلا عن النصوص الشعرية يضمّ الكتاب مقدمات إ.م.فورستر، أودن، باورسوك، ومقدمة المترجم نفسه، مع «إضاءات» النصوص الشعرية بمئات «الملاحظات الضرورية» للإحاطة بالنصوص والترجمة.
وسبق لرفعت سلام أن فاز بجائزة «كفافيس الدولية للشعر في العام 1993، وترجم من قبل الأعمال الشعرية الكاملة لآرثور رامبو وشارل بودلير، إضافة إلى مختارات لريتسوس وبوشكين وليرمونتوف وماياكوفسكي وغيرهم.
وفي مناسبة صدور «الأعمال الشعرية الكاملة» لقسطنطين كفافيس، استضاف النادي اليوناني في القاهرة حفلة توقيع وأمسية شعرية، ألقيت خلالها مجموعة من أشهر قصائد كفافيس، مثل «ايثاكا» و«في انتظار البرابرة»، شارك فيها الشعراء المصريون حلمي سالم وفريد أبو سعدة وفاطمة قنديل وجرجس شكري ورفعت سلام، كما شارك فيها الشاعر خريستو بابادوبولوس، الذي يشغل منصب مدير المركز الثقافي اليوناني في القاهرة.
بابادوبولوس استهل الحفلة بكلمة أكد فيها انبهاره، لكونه حاضراً لتقديم تلك الترجمة التي سبقتها ترجمتان، الأولى صدرت العام 1991 وأنجزها نعيم عطية، والثانية صدرت العام 1992 وأنجزها محمد حمدي إبراهيم.
وقال إن ترجمة شعر كفافيس إلى اللغة العربية جعلته معروفا في العالم العربي، ومؤثرا في الكثير من الشعراء العرب.
ومن جانبه عبّر رئيس الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة الشاعر سعد عبد الرحمن عن افتخار الهيئة بصدور الطبعة الوحيدة في العالم التى تضم الآثار الشعرية الكاملة لشاعر الاسكندرية الأكبر قسطنطين كفافيس، هذا الشاعر الذي اختار أن يكون مقامه فى أحياء مدينة عريقة عرفت طوال تاريخها بأنها ملتقى الحضارات، كما أنه استطاع بثقافته وطريقة حياته أن يصل الشرق بالغرب. وأضاف أن كفافيس جعل مدينة الاسكندرية تحتلّ بشخوصها وحياتها اليومية مكانة الفردوس.
وتحدث خلال الحفلة أيضا سفير اليونان في القاهرة كريس لازاريس، معربا عن اعتقاده أن هناك شخصيتين لا يُمحى ختمهما بين مصر واليونان، الأول هو الإسكندر الأكبر الذي بنى مدينة الإسكندرية التي سرعان ما أصبحت منارة للحضارة العالمية، والثاني هو كفافيس الذي ولد لاحقاً وعاش في الإسكندرية حتى أصبح معروفاً في مختلف أنحاء العالم بلقب «الشاعر السكندري».
أما رفعت سلام فقال إنه مدين بالشكر لكفافيس نفسه، وإن هذه اللحظة كانت تستحق العناء فى البحث والدراسة لمدة خمس سنوات للتحقق من المصطلحات والقواعد وقوانين اللغة اليونانية. وأشار إلى أن شعر كفافيس ليس سهلاً، فقصائده عميقة، لها سحر بديع.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024