قلبْ في مَهَب العشق
أنا المجذوبُ والمجنونُ والعاشقْ
أنا الدَّرويشُ لا شاكٍ ولا آبِقْ
أنا الشِّرِّيدُ، لا المطرودُ، لا المارقْ
أنا الباكي على الأبوابِ لا السَّارقْ
أنا الشّحّاذُ هل مَن يسمع الطارقْ؟
أنا المأخوذُ في عينينِ كَالبارقْ
أنا الهيّامُ في كونٍ بلا عنوانْ
أنا الرّبّانُ في أُفقٍ بلا شطآنْ
أنا ماضٍ أنا آتٍ بلا أزمانْ
أنا رفّاتُ نورسةٍ على طوفانْ
أنا مَن طاف في الملكوتِ كالطَّائرْ
ويحملُني جناحا عاشقٍ حائرْ
وزوّادي حنينٌ قاهرٌ ساهرْ
وفي رَحلي غرامٌ غابرٌ حاضرْ
ألا مَن يفتحُ الأبوابَ للزّائرْ
كأنّي فوقَ أجنحةٍ من الرّيح
تُقلّبني ولا أشكو تباريحي
وتمخرُ بي إلى جرحي وتجريحي
كأني أمتطي شوقي على روحي
على الأبوابِ كم ضلّتْ مفاتيحي
فما ردّوا وما حنّوا لتنويحي
غريبان قد التقيا بلا موعدْ
وضَمَّهُما سرابُ الزّورقِ المجهدْ
فلا المجدافُ لا الملاّحُ، لا الفرقدْ
فذابا في جفون العالم المسهدْ
وما خافا عبابَ الموجِ إذ أزبدْ
وما فزعا مِن الإعصار إذ عربدْ
توحّدنا بلا ميعادْ وكان لقاكِ أبعادي دعيني فوق شطّيكِ لأنسى رحلة التشريد دعيني أشهدُ الحضرهْ بلا طبلٍ يُؤرّقُنا |
وجاوزنا مدى الآمادْ وكان بداية الميلادْ لأنسى ليلةَ التّسهادْ في الطرقات والأبعادْ بلا زمرِ ولا أسيادْ فتأخُذنا حِمى الأجسادْ |
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024