مسافر في عينيها
كفُجاءاتِ الإِلهَام
طلَعتْ كالبدرِ
أيقظَتِ الأحلامَ
لعُمري.
أبهى من كُلِّ الأقمَارِ
أحلَى من كُلِّ الأشعارِ.
العَينُ قصِيدَهْ
الثّغرُ قصيدَهْ
والخطوَةُ إِيقاع سِحري،
والبَسمَةُ وعدٌ في خَفَرِ.
والضّحْكةُ أفرَاحُ الأوتَارِ،
والهَمسَةُ أنغامٌ تَسري،
تَتَمَوسقُ في أحلى ثَغرِ.
تنسَابُ لِسَمعِي أغنِيَةً
مكتُوبٌ فيهَا يَا قَدَري،
لا مهربَ من حُكمِ الأقدَارِ.
أمّا الشّفتَانِ فسبحَانَ المقتَدِرِ،
لَوزٌ، عُنّابٌ؟ لا أدري.
وَردٌ في لَونِ الجَمْرِ،
سُقِيتْ مِن نَبع الخَمرِ
خُلِقَتْ أصْلاً كَي تُغْرِي.
فَلَمَاها أحلاَمٌ ودُوَارْ،
وشَذَاها آهَاتُ الأزهَارْ.
وَالشَّعرُ المسْدُولُ التِّبريّ
يتَهدَّلُ في عَبَقٍ عِطْريّ.
مجدولٌ مِن وَهجِ الشّمسِ
يشتَاقُ جُنوناً للّمسِ
يتلاعَب غُنْجاً في هَمسِ
فتذوبُ حشَاشاتُ النّفْسِ.
فأَخِرُّ شَهِيدَ الشَّعرِ عَلى النحْرِ،
فتُنَاديني العَينانِ وتأخُذُني
تُغرِقُني في أعمَاقِ البحْرِ
وكأنِّي أسمَعُ نفثَ السّحرِ،
وكأنِّي أسمَعُ صوتَ حُداءٍ
أأنَا في بَحرٍ أم في برِّ؟
أم أسبَحُ فَوقَ سمَاءْ؟
وأنا مَأخوذٌ، مأخوذٌ
لا أدري شيئاً مِن أَمْري.
سأظَلُّ أسَافِرُ في عَيْنَيهَا
بَاقي عُمري
أحْلى عُمري.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024