السينما العربية تفقد عمر أميرالاي
أنهى حياته كما بدأها... بالمفاجأة والنضال. رحل دون أن يُهيئ جمهوره وزملاءه ومحبّيه للمشهد الأخير. المخرج السوري عمر أميرالاي مات دون أن يسمح لأحد بأن يتوقّع هذه النهاية.
فلم يُعرف عن المخرج المولود في العام 1944 أنّه يُعاني مرضاً أو سُقماً ما. كما أنّ أعوامه ال67 لم تكن بادية على ملامحه التي تعكس صورة رجل خمسيني يجمع بين القوّة والطموح والوقار.
هكذا رحل كما بدأ. مُفاجئاً صادماً. ففي بداية مسيرته الإخراجية لم يُقدّم أميرالاي للسينما ما توقعه البعض منه. فقد اختار الطريق الأصعب وأخذ يعمل في التأسيس لمدرسة خاصة في الفيلم التسجيلي. الفيلم الذي لم يصل إلى نضوجه وأهميته وذروته قبل أميرالاي. هكذا، قدّم فيلمه الأوّل «محاولة عن سدّ الفرات». وجاء الفيلم التسجيلي هذا بمستوى أهم وأرقى الأعمال السينمائية إن لناحية صورته أو جديتّه أو حتى جرأته. إلاّ أنّ هذه الجرأة في الطرح والواقعية في التصوير اصطدمتا بالرقابة التي منعت الفيلم. وجاء قرار المنع ليُرسّخ قرار أميرالاي إكمال مشروعه الإنساني والسينمائي. فجاء عمله المشترك مع الراحل سعدالله ونّوس «الحياة اليومية في قرية سورية» عام 1974 ليُكرّس هويّة أميرالاي كمخرج ملتزم وفريد في كلّ ما يُقدّمه. أمّا المشكلة الحقيقية التي واجهها الراحل خلال مسيرته فكانت «المنع»، إذ مُنعت أفلامه من العرض في سوريا (باستثناء بعض العروض الخاصة). وبالرغم من تصويره أكثر من نوع من الأفلام السينمائية، إلاّ أنّ عمر أميرالاي ظلّ وفيّاً للسينما التسجيلية الوثائقية حتى أصبح رائدها العربي دون منازع.
كان أميرالاي في صدد التحضير لفيلم جديد يتناول قصّة الممثلة السورية إغراء، إلاّ أنّ دقّات قلبه خانته وتوقفّت نتيجة جلطة قلبية قبل أن يُكمل مشروعه الجديد. وكما بدأ حياته مناضلاً، ارتأى عمر أميرالاي أن يُنهيها كذلك. فقد يكون آخر عمل قام به المخرج المعروف بعدسته الموجهّة دوماً صوب جوانب الحياة الأكثر قسوة وإيلاماً، هو التوقيع على بيان تضامني مع «ثورة الغضب» في مصر.
من أهم أعمال عمر أميرالاي
- «محاولة عن سدّ الفرات»
- «هنالك أشياء كثيرة يُمكن أن يتحدّث عنها المرء» يحكي قصّة صراع سعدالله ونّوس مع المرض
- «الرجل ذو النعل الذهبي» عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري
- «مصائب قوم»
- «شرق عدن»
- «طبق سردين»
- «المدرّس»
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024