تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

مُلهمة

هل يُشبهُ الحُبُ نفسَه؟ بعد مُحترَفات الشِعر الموزون الابيات والمنشور ببهاءٍ على صفحتك في «الفيس بوك»؟  يتلقفهُ أصدقاؤك «الغاوونَ» فيملأون به الدنيا ويشغلون الناس.

هل تتعرف على قلبها الاخضر تلك المُراهقة الساذجة، منهوبة الحياة، والموعودة  بتجارب الفاشلين؟ تَمرُّ بعينيها على كلماتٍ كُتبت من أجلها، تُعيد قراءتها أكثر من مرة ' ثم تفقد أهتمامها لانها لا تشبه شيئا مما قد يُغنيه عبد المجيد عبد الله!

تقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب بثرة صغيرة تظهر في جبينها الفتيّ. تُسدلُ عليها خصلات شعرها المقصوص بطريقة طفولية وتتساءل «متى يتزوجني؟».
تقول لها:

«أُحبك»
فتنشغل عنك بـ«غث» الكلام الذي تلقيه اليها وتنشغل أنت بـالـ«سمين» منه. تسكبهُ، تُقفّيه، تزنهُ وتبيعُهُ في سوق الادب، ويبيعهُ الآخرون في السوق السوداء للعاطفة.

تشخبط أحلامها الـ«مكسيكية» المغرقة في التفاهة فتنقلها الى لغتك الشعرية كأسوأ ما تكون «الدبلجة». ثم تتلاشى فلا يبقى منها الا شطران عذبان. تتعثر فيهما بعد خمسة عشر عاماً من الغياب، تنفض عنهما الغبار وبدون أن تنتبه تنفضها معه.

تفتحُ حسابك الالكتروني وتكتب:
«هي ابيات كتبتها منذ عُمر لا اذكره وأُكملها اليوم» 

ثم بخيلاء تنشغل بالرد على قراءك المحتفين ببطلتك الحقيقية المصنوعة من كلماتٍ غزلتها بعناية، وكسجادة شيرازية عتيقة علقتها على «جدار» صفحتك. فلا يتعرف أحد على تلك الساذجة منهوبة الحياة، مستنزفة الالهام، والموعودة بتجارب الفاشلين. ولا يعود الحب يتعرف على نفسه.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077