تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

شعراء الفيس بوك احتفوا بأحمد فؤاد نجم في

امتلأت قاعة مسرح نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة بأكثر من ستمئة شخص، واضطر كثيرون للوقوف أو افتراش الأرض، لحضور لقاء مع الشاعر المصري المثير للجدل أحمد فؤاد نجم، استهل به «منتدى الساخرين» نشاطه أخيراً. ونجم (81 سنة) يكتب بالعامية المصرية، ويحفظ كثير من المصريين الكثير من قصائده التي طالما جعلته هدفاً للملاحقة من السلطات المصرية، بسبب ما تنطوي عليه من انتقادات لاذعة لسياسات الحكومات المتعاقبة منذ هزيمة 1967. وانتشار قصائد نجم، الملقب بـ«الفاجومي»، ارتبط في السابق بصوت الملحن والمغني الراحل إمام عيسى الذي كوّن مع نجم ثنائياً شهيراً عرفه الجمهور، خصوصاً في أوساط طلاب الجامعات والمثقفين، عبر شرائط الكاسيت التي تسجل وقائع حفلاتهما النخبوية. ورغم مرور سنوات طويلة على انفصال نجم عن عيسى الذي توفي في العام 1995 عن 87 عاماً، فإن تجربتهما «النضالية» لا تزال في الأذهان، حتى أنها تجتذب حالياً جيلاً لم يعاصرها، وتعرف عليها عبر «الإنترنت» وخصوصاً موقع «الفيس بوك».
أما «منتدى الساخرين»، فتأسس أخيراً برئاسة القاص والصحافي المصري محمد بركة، واختار لندوته الأولى عنوان «أسرار فن السخرية عند أحمد فؤاد نجم». 
شباب شعراء العامية المصرية تبادلوا مئات التعليقات حول الندوة قبل عقدها عبر «الفيس بوك»، وتباروا في إلقاء قصائد في حب نجم، منها قصيدة «يا نجم عالي في السما» لمنى سليمان، و«يا مصر قومي للفاجومي» لماهيتاب مجدي. وكان لافتاً خلال الندوة التي تحولت احتفالا بالشاعر، تجاوب الحضور مع الأداء التمثيلي للفنان خالد عبدالسلام وهو يلقي قصيدة نجم الشهيرة «كلب الست» بأسلوب مسرحي.

الماء والهواء

أحمد فؤاد نجم ألقى عدداً من قصائده بناء على طلب الجمهور، مثل «زيارة إلى ضريح عبد الناصر»، و«البتاع»، مشيراً إلى أن السخرية هي الماء والهواء بالنسبة الى الشعب المصري، وروى عدداً من «القفشات» و«المقالب» لملوك السخرية في العصر الذهبي مثل عبد الحميد الديب وكامل الشناوي. واستطرد قائلاً: «يقولون إن لساني فالت وإنني مشاغب، وأقول لهم أنا أعشق المتنبي الذي كان أهجى من هجا وأمدح من مدح ولأنني لم أجد من يستحق أن أمدحه فليس أمامي سوى أن أهجو!».
المغنية عزة بلبع، وهي زوجة سابقة لأحمد فؤاد نجم، دوت القاعة بالتصفيق الحار حين صعدت إلى خشبة المسرح، وتمايل الجمهور على أنغام الأغنيات التي أدتها لاسيما «بقرة حاحا» كلمات أحمد فؤاد نجم وألحان الشيخ إمام عيسى. وقدم محمد بركة هدية باسم «منتدى الساخرين» لنجم تمثلت في لوحة كبيرة من تصميم الكاتب محمد الزمزمى تضم «بورتريه» للشاعر الكبير مع كلمة «مصر» بحروف مشكّلة من صوره.
كما تلقى «الفاجومي» هدية أخرى من الفنان التشكيلي مرتضى أنيس، عبارة عن لوحة يستلهم فيها ملامحه وهو في مرحلة ما قبل الشيخوخة.
من ناحيته، أشار محمد بركة إلى أن هذه البداية القوية تضع مؤسسي المنتدى في مأزق، حيث بات علينا أن نحافظ على هذه الحالة من الوهج، ونكون عند حسن ظن المئات من الشباب الذين التفوا حولنا يسألوننا عن مواعيد الفعاليات المقبلة، والتي تتمثل في ندوة أسبوعية يطلقها المنتدى بدءاً من كانون الثاني/يناير الجاري إلى جانب الصالون الشهري، فضلاً عن الإعداد للمؤتمر الأول للكتابة الساخرة في مصر.
وكان «منتدى الساخرين» قد أشهرته رسمياً نقابة الصحافيين المصريين بعد اكتمال النصاب القانوني وبحضور علاء ثابت مقرر اللجنة الثقافية، كبيت للكُتاب وفناني الكاريكاتير من صناع فن الضحك. ومن أبرز المؤسسين الرسامون طوغان، جمعة فرحات، محمد حاكم، أحمد عبدالنعيم، سمير عبدالغني، محمد عبداللطيف، عبدالله، عمرو عكاشة، والكُتاب دينا ريان، هشام مبارك، محمد شمروخ، هبة عبدالعزيز وسمير ماجد.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080