رؤيا
كُنْ مثلَ ذاك القوسِ، أصْداءَ ابتهاجاتٍ على الأفْقِ الجريحِ
تصْبو وتَزْهو، كانعكاساتِ الهَوى، تَهفو عَلى خدٍّ مليحِ
أَوْ مِثْلَما الغيْثُ الّذي صَاحبتُه، جذلانَ في آهاتِ ريحِ
كُنْ مثلَ ذاكَ القوسِ، ذاكرةً لإِكْليلٍ، عَلى زَمني الذّبيحِ
تَنأى، وتأتي، مثلَ طاوُوسٍ تَهادى، فِي رُؤى كَونٍ فسيحِ
دَعْنا نَذوبُ معاً، إِلى ذَرّاتِ ضَوءٍ، في ضُحَى شوقٍ جَموحِ
نَغدو معَ الشَّمْس الرّؤوم، لِحَيثُ تَغدو، فِي سَنا ثَغرٍ صَبوحِ
كُن مثلَ ذاكَ القوس، يا قلْبي، ضِياءً أو سَراباً سَرْمَدَا
أَشتاتَ عُمرٍ، لَو نُلَمْلِمُه معاً، مِن رَجْع أحْلامِ الصَّدى
ضَلَّت مَسالِكُ دَربِهِ، بَل نَجمةً، مِن عِقْدِها ضاعَت سُدى
لَمْ يَبق مِن أوراقِه، إِلاّ ظِلالُ الذّكرَيات مِنَ النّدى
وتَفلَّتَت أيَّامُه، سُحُباً مُسرَّحَةً، عَلى هَذا المَدى
اَلعاشقاتُ بِلا هَوىً، فِي دَربِها، والهائماتُ بِلا هُدَى
اَلشّارِداتُ من الرَّدى، في ظنِّها، والهارباتُ إِلى الرّدى.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024