حب منتهي الصلاحية
أستودعك الذاكرة وأمضي.
أكشف أوراقي باكرا لعلّي أخرج من مقامرتنا العاطفية بماء وجهي على أقل تقدير.
أفتح راحتي عن آخرها وأُطلق قلبك الحبيب كعصفور، وبالأخرى أُحكم القبضة على قلبي المرتجف فرقا. و في حُقبتي الجديدة المسماة بـ«ما بعدك» أُتحصن خلف المألوفات من الأشياء ومع ذلك أبقى «مكشوفة»، أخصف على ضعفي من ورق الكبرياء المزيف لأداري حقيقتي كـ»مكسورة جناح» قبل أن أقف كمراهقة «ساذجة» تتلقى «نبذها» الأول وليس العشرين. أتعمد المرور على أطلالك المرة تلو الأخرى في عملية نسخ مُسيّسة حتى لا يبقى من الألم إلا فقدك. ينصب سُرادق حزنه يساراً ويستوطن وعيي إلى أجل لا اعرفه.
شوارع ركنّا فيها لنسترق شيئا من الحب. «مشاوير» رقصت روحي على أنغامها طربا أحيانا وفزعا أحيانا أخرى. وسنوات من عمري أقمتَ فيها مُعسكركَ العاطفي فارضا هيمنتك على تفاصيلي الخاصة، شكل عباءتي، هاتفي النقال، «اللاب توب» الخاص بي، عطري، مواصلاتي، فساتيني، معارفي، حياتي ببساطة.
- «لا تخليني أسمّعك كلام ما يعجبك ..»
أصمت أولا، أُصيخُ السمع قليلا فاسمعُ كلماتك ولا أتعرّف على صوتك..
- «لي أنا هالكلام!!»
- «ايوه لك أنتِ»
وانصاع لأمرك أخيرا - أنا العنيدة كما اعتدت أن تشتكيني- أتركك بناءً على طلبك حتى «ما أخليك تسمعني كلام ما يعجبني». من ذات الشفتين اللتين سكبتا في أذني تعاويذ الغرام السحرية رغما عن مقصلة فواتير الاتصالات.
«OK..!»
وأسدل الستار على مهزلة الحب عندما يدور بقلبين دورته الخطرة فيصل إلى خط النهاية وقد انتهت صلاحيته لأحدهما وترك الآخر يواجه خيار الفراق بمفرده.
- «OK.....»
- «باي على ما أظن...»
- «باي على ما أوقن».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024