حلول الآخرين
تملك صديقتي (ع) كل المعطيات المادية والمعنوية التي تظن بعض الفتيات «المُضلّلات» أن امتلاكها سيجعل كلاً منهن إنساناً سعيداً. وعندما تمرُّ (ع) أمام الأخريات (الملحّطات) ينظُرن إليها بحسد وهُنّ يُرددن:
«لنا الجنة انشالله»- طبعاً بدون أن يبذلن أي مجهود لاستحقاقها-
ولكن (ع) غير سعيدة!
لا المهنة الناجحة ولا الزوج الغني ولا الأولاد المهذبين ولا أي شيء في عالمها الخارج من «كاتالوج» النجاح يمنحها ما تصبو إليه من الرضا، والأدهى أنها لا تتمكن من تحديد الأسباب.
ولما ناقشَتْ الأمر معنا معشر الصديقات، اقترحَتْ عليها تلك الصديقة التي لا تملك جواز سفر أن «تخطف رجلها» الى دُبي في رحلة سياحية تسوقية هادئة.
وحاولت تلك الصديقة التي لا تسمح لها مسؤولياتها كأم التقاط أنفاسها إقناع (ع) بأن تحجز يوماً كاملاً في أحد المنتجعات الصحية الغالية وتدلل نفسها حتى آخر قطرة.
بينما نصحتها تلك «المعتَّرة» في الحب أن تعيد إشعال شرارة الحب القديمة مع «أبو العيال» والتي انطفأت بمجرد الزواج.
كل نصيحة تم تقديمها في تلك الجلسة على طبق من «الوهم» كانت هي النصيحة المناسبة تماماً لصاحبتها وليس لـ(ع) .
ينظر الآخرون عادة الى مشاكلنا تبعاً لظروفهم واحتياجاتهم الخاصة المختلفة تماما عن ظروفنا واحتياجاتنا. ويبدون واثقين جدا وهم يغدقون علينا من النصائح التي تشكل حلولاً سحرية ورائعة - لا يمكن انكار ذلك- ولكنها ببساطة ليست لنا.
ولو جلست (ع) مع نفسها قليلا وواجهت نفسها بالسبب الحقيقي لإحباطها هي وليس إحباطات الآخرين غير الصادقين مع أنفسهم لربما تمكنت من الوصول إلى حلول تناسبها وتمنحها الرضا الداخلي، بدل أن «تكلف نفسها» حلولاً ستشكل عبئاً إضافياً يستهلك المزيد من راحتها ولن يقدم لها الرضا الذي تنشده.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024