تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

فرق في التوقيت

أتنقلُ بين عيادات التجميل كالمجنونة بحثا عن جُرعة «بوتوكس»أو حقنة «كولاجين» أربطك بها. اُسلّم جسدي عن «قلقِ خاطر» لتُجار الشباب الزائفِ بابتساماتهم المُغوية و مشارطهم الواعدة بخلاص دجّال، فأبقى «ثلاثينية» وتبقى «عشرينياً».

 ارتاد المنتجعات الصحية في مواعيد حج ثابتة ومقدسة أغطي فيها جسدي بأنواع الماسكات التي لم تخطر يوما على قلب بشر، تصنفر حينا وتطرّي حينا آخر. احشر جسدي المحروم منذ سنوات لم أعد اذكرها من أطايب السُعرات، والمـذبوح حتى آخر قطرة عرق في الصالات الرياضية الفاخرة. أحشره داخل فساتين لا تحلم صديقاتي - ضحايا تسونامي الأمومة (الجسدي)- مجرد حلم بالمرور بجوارها، ثم أجلس بينهن بكل عنفوان الصبا، أضع برشاقة رجلاً مرمريةً  مطليةَ الأظافرِ فوق أخرى. و أردُّ على عبارات الإطراء المغلفة بالحسرة  التي يغدقنها علي بابتسامة «مُنتصرة» تخفي قلبا «منهزماً».

قلبي أنا، تهزمه سبع سنوات عجاف لا تبدو لي مجرد «فرق في التوقيت» كما تزعم أنت، بينما تضحك بتوتر التقطهُ بسهولة رغماً عن جرعات «العشق» المُخدّرة التي تُغرقني بها.

تمسك بيدي وتقول:

«أنا أخترتك انتِ»

فلا تتركني تلك الفتيات اليافعات على الطاولة المجاورة والخارجات توا من أسوار الجامعة أهنأ بطبق الشوربة الوحيد الذي سأقتات عليه بقية يومي. يتهامسن بصخب مفضوح وقد ألقين حقائبهن الملأى بالمُذكرات تحت طاولة المطعم بفوضى صبيانية على أنغام الـ(بلاك بيري). تُلقي إليهن بنظرة تحاول إقناعي بأنها عابرة ولكنها تشطر روحي إلى شطرين.

-«أبي ارجع ..»

-«للبيت !!!»

لسبع سنوات مضت، تتآكلني من الداخل حتى لا يبقى مني إلا جسد مادي انقعه في أكسير الشباب المزيف ولا أستريح.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077