السَّراب
وتخطرينْ
على شواطِئ الخريفِ كالألقْ
وفي وداعَة الحنانِ تمسَحين
دمعةَ الودَاعِ من خدِ الشفقْ
فأنهبُ الخطَا إليك في جنُونْ
ولهانَ ينهشُ الحنِينُ غابرَ الحنينْ
فلاَ ألاقي غيرَ شاطئٍ غَريقْ
قد لاَذَ في صَدر الأفقْ
ولم يزلْ طريقُنا هوَ الطريق
ولم تزلْ هَواجسُ القَلقْ
ولم تزلْ نفسُ الشجُونْ
حتى بلغتُ الأربعينْ
ما زلتِ أنتِ على الشواطئ تخطرينْ
ما زلتِ أنت كمَا عهدتُكِ فتنةً للناظرينْ
لا تكبرينْ
وأظلُّ تأكلُني السّنونْ
وأظلُّ أجري في جنونْ
ما زَال يلمعُ من أمَانينا بريقْ
ما زلتُ أبحثُ في الدروب ولا رفيقْ
ما زلتُ أرنو للأفق
وأظلُّ يَا أملَ السّنين
وحدي أفتشُ عنكِ في سجني الكبيرْ
وأظَلُّ تأكلُني السّنونُ ولاَ مجيرْ
وأراكِ كالحلمِ الطّليقْ
عِند التقاءِ الأفقِ بالشطِ الغريقْ
ولم يزلْ هذا الطَريقُ هوَ الطريقْ
لكنَّه هذا الطريقُ هُوَ الطريق
حَتى بلغتُ الأربعينْ
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024