'غيمة'

قالتِ الغيمةُ للقفرِ اليَبابْ

وهي تَرنو من بعيدٍ للسرابْ

من غدٍ أثوي على تلك الهضابْ

من غدٍ يخضرُّ من مُزُنِي العِتابْ

لم يصدَّق وعدَها القَفْرُ الوحيدْ

ربما لم يفهم المعنى البعيدْ

لغةَ الحبِّ وأحلامَ الوُعودْ

فاللغاتُ، نسي القلبُ اللغاتْ

والصباباتِ حديث الأُمسياتْ

ربّما مات ولم يدرِ المماتْ

لا تقولي سوف تأتي.. قاهرٌ هذا الأملْ

صهَلَ الحزنُ بوقتي.. كلُّ شيءٍ قد رحلْ

قُبلَتي جفَّتْ ولَم تَحْنُ عَلى ثَغري قُبَلْ

إيه يا ديمةُ بنتَ العُبابْ

قَد ألِفتُ العمرَ في حضنِ الصِعَابْ

ونسيتُ الشَّهدَ منْ ريقِ السحَابْ

لَستُ أَدري في الهوى إلا عذابَهْ

ضحكَتْ نشوانَة تِلكَ السحابَةْ

مِن غَدٍ نَشدو على عزفِ الربابةْ

وغداً تعرف في القلبِ اضطرابَهْ

صَمَتَ القفرُ كَثيراً وبَكَى

واصطلى الرمل حنيناً واشتَكى

عَطِشٌ.. خافَ المُنى.. والشّرَكا

مقالات ذات صلة

لها النظر

فُكّ الإِسارْ

د. عبد العزيز محيي الدين خوجة