تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

مُجرد بنت!

جميلة.

 يتطاير شعرها الأسود الطويل والمفروق من المنتصف مستجيبا لنفحات ريح الخريف اللندنية القادمة من الشمال قبل أن ينسدل ثانية بنعومة ويستقر على ظهرها كشلال.

جميلة ومُستقلة.

 تُعلّق حقيبة بنية كبيرة وعملية على كتفها اليمنى، تحوي بالإضافة إلى مجموعة الكتب قلم كحلٍ أسود، واحمر شفاه بنكهة الفراولة، وحافظة جلدية تصفّ فيها  بطاقاتها الشخصية والبنكية و عملات نقدية صغيرة  قد تحتاجها لو قررت التخلي عن خيار الميترو والتمرغ قليلا في ترف التاكسي الأسود.

جميلة، مُستقلة، وناجحة.

 تسير برشاقة عبر الحرم الجامعي الكبير متخطية عشرات الطلبة المنتشرين على السلالم المفضية إلى المكتبة. ترمي كوب القهوة نصف الفارغ في الحاوية القريبة قبل أن تدلف متجهة  نحو هدفها الواضح والمحدد كالسهم.

جميلة ، مستقلة، ناجحة، وحرة.

لا شيء مما يسكن ذاكرتها يملك حق انتهاك بكارة روحها الجامحة كالريح. والراسخة كالجبال. تتفرج على تاريخها كمتحف ثم تنصرف إلى حاضرها مغلقة الباب خلفها إلى غير رجعة.

جميلة، مستقلة، ناجحة، حرة، ومُغرمة.

تقطع الرصيف في طريق العودة مُتخطّية طوفاناً من البشر ذوي العيون الملونة و بنطلونات الجينز الزرقاء إلى حيث وجهك الأسمر والحبيب.  يتوارى حينا خلف العابرين ثم يظهر فجأةً مُقرّرا اتجاه بوصلتها. تشير إليها من بعيد فيحث قلبها الـ(نبض) إليك.

- «خلصتي بحثك؟»

- «باقي شوي، كيف كان اختبارك؟»

- «تأجل. شربتي قهوة؟"

تزم شفتيها مخفية كل أثر للكافيين قبل أن تجيب:

-«لا ما شربت.. مستنيتك».

 

*إهداء إلى (ب)

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077